مشروعهم إلى الهاوية ونحن الأعلون بنصر الله…!
محمد صادق الحسيني
تطوّرات متسارعة على طول الميادين وعرضها من الحجاز إلى كربلاء وصولاً إلى غرب الأنبار ودير الزور والجليل الأعلى، كلها تشي بسقوط مدوٍ لمشروع الهيمنة الأميركية وصعود محور المقاومة إلى القمم ودحر عدوه إلى قاع البحار…!
من المعروف أن المشروع الصهيوأميركي الذي استهدف تدمير سورية، وتوجيه ضربة قاضية لمحور المقاومة، المكوّن من إيران، سورية وحزب الله قد سقط يوم أن فشلت قوات الاحتلال الصهيوأميركية البديلة، المسمّاة داعش، في السيطرة على العاصمة العراقية بغداد في أواسط حزيران 2014…
وذلك بُعيد سيطرتها على مساحات واسعة جداً من الأراضي العراقية.
حيث كان المخطّط يهدف إلى السيطرة التامة على كامل مساحة العراق مجدداً، وذلك لقطع التواصل الجغرافي البري بين مكوّنات محور المقاومة تمهيداً ليس فقط لإنهاء مقاومة مشاريع الهيمنة المشار إليها أعلاه، وإنما لاستخدام العراق كقاعدة انطلاق لبدء عمليات تخريب واسعة النطاق في إيران وضدها ترمي إلى الإطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية في هذا البلد والذي شكّل على مدار سنوات وجوده رافعة هي غاية في القوة والأهمية لكل الجهود المبذولة لإنهاء الهيمنة الصهيوأميركية على المنطقة العربية والإسلامية.
لكن قيادة عمليات محور المقاومة كانت لهم بالمرصاد فقوّضت مخططاتهم الواحد بعد الآخر إلى أن جاء قرار تحرير حلب من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه، بُعيد إطلاق الهجوم الاستراتيجي الشامل ضد العصابات المسلحة في الجبهات السورية كافة، ليشكّل خطوة أخرى على تأكيد سقوط هذا المشروع الذي أصبحت ادوات تنفيذه، من تنظيمات مسلحة إلى دول إقليمية داعمة له، تشعر بعمق مأزق الهزيمة التي مُنيت بها….!
واليوم ها هو محمد بن سلمان يبحث عن وسطاء لإعادة ترتيب علاقة مملكة آل سعود بطهران، بعد أن كان يهدّد بنقل الحرب إلى العمق الإيراني. وهذا هو نتن ياهو، الطاووس المنتوف الريش، أي الصوص أو الكتكوت، يفشل في الحصول على أية ضمانات لما يسميه مصالح «اسرائيل» الأمنية في منطقة الجولان المحتلّ على وجه الخصوص.
لقد فشل مرتين: في واشنطن عندما أُبلغ مبعوثه إلى هناك، رئيس الموساد يوسي كوهين، بأن المسؤول عن هذا الملف هو الرئيس الروسي بوتين، ما جعله يذهب بنفسه ليتوسّل على اعتاب الرئيس بوتين أي شيء، ولكنه عاد خالي الوفاض تماماً بعد أن تمّ توبيخه من قبل الرئيس الروسي بسبب وقاحته في طريقة عرضه لموضوع الضمانات.
اذن: فشل مضاعف وتجرّع السم مرتين في ظل انتصارات هائلة لحلف المقاومة، سواء في جرود القلمون أو في الجرود اللبنانية، إلى جانب تثبيت حلف المقاومة قواعد مواقع أو مراكز لقوات الجيش العربي السوري وقوات المقاومة الوطنية السورية والحرس الثوري الإيراني، على بعد أمتار قليلة من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، ورغم أنف نتنياهو وتهديداته هو ووزير حربه.
يُضاف إلى ذلك وضع شديد الشبه للوضع القائم في منطقة درعا بالقرب من الحدود الأردنية، حيث اضطر مَضيفو غرفة الموك في عمان إلى ابتلاع الموسى والقبول بالأمر الواقع المتمثّل بوجود قوى المقاومة نفسها على طول الحدود الأردنية السورية.
وما قيام غرفة الموك في عمان بإصدار أوامرها هذا اليوم للعصابات المسلحة المسماة «أسود الشرقية» و «قوات العبدو»، إلا تعبير ليس فقط عن عجز «إسرائيل» والأردن عن تغيير وقائع الميدان السوري، وإنما هي تجلٍ واضح لعجز السيد الاميركي عن ذلك ايضاً…!
الم نقل قبل أسابيع: إلى الأزرق دُرْ؟ نعم صحيح لقد قلنا ذلك… وها هي تلك العصابات تنسحب إلى قاعدة الأزرق، داخل الحدود الأردنية. ولن يطول الزمن حتى تتم استدارة حماة هذه العصابات، أي القوات الأميركية المحتلة في قاعدة التنف شرق سورية، وانكفاؤها إلى القاعدة التي أتوا منها، أي إلى قاعدة الأزرق في الأردن، خاصة بعد أن أصبحوا مطوقين ومعزولين تماماً في تلك المنطقة، ولا سبيل لهم لحماية أنفسهم بعد التلاقي الذي حصل على الحدود العراقية السورية بين قوات محور المقاومة على جانبي الحدود.
ومع استمرار الانتصارات الباهرة للجيش العربي السوري وحلفائه على جبهات الرقة ودير الزُّور والبوكمال اللتين باتتا في متناول اليد السورية العليا وأرياف حماة الشرقية عقيربات ، وكذلك أرياف حمص الشرقية أيضاً، فإن على اليانكي الأميركي أن يبدأ بحزم حقائبه في الشمال السوري كذلك، أي في محافظة الحسكة بالتحديد…
نقول له إنك لن تستطيع تثبيت احتلالك الشمال السوري ببضعة آلاف من المرتزقة، سواء كانوا كرداً أم عرباً..! وأنت تعرف تماماً أنك فشلت في تثبيت احتلالك أرض العراق، وأنت تملك ما يزيد على مئة وخمسين ألف جندي هناك. وانسحبت مهزوماً وبلا قيد أو شرط…
لذا، فإن من الأفضل لكم أن تنسحبوا من الشمال السوري قبل أن يتمّ تعميم أمر العمليات على وحدات القوات المسلحة لحلف المقاومة كافة بأن يفتحوا عليكم أبواب جهنم…
لن تنفعكم المناكفات السخيفة، التي لجأتم إليها في موضوع قافلة العصابات الداعشية المهزومة في القلمون، للتعويض عن هزائمكم المدوّية في ميادين القتال السورية. كما لن تنفع يتيمكم، بنيامين نتن ياهو عنترياته الجوفاء كلها في الحفاظ على احتلاله للجولان ولفلسطين. إذ سيأتي اليوم الذي سيصدر فيه أمر العمليات بتحرير فلسطين…
نعم ما كان يوماً حلماً أصبح اليوم جزءاً من أجندة محور المقاومة المطروح بقوة في غرفة عملياته المشتركة…
فمَن استطاع تحرير الجرود التي ترتفع 2600 متر عن سطح البحر لن تنقصه الإمكانات ولا الكفاءة القتالية لتحرير فلسطين، بما فيها أريحا والبحر الميت اللتان تقعان على عمق ٣٩٦ متراً تحت سطح الأرض….!
هناك ستُقبرون.. نقطة أول السطر..!
بعدنا طيّبين قولوا الله.