المطـارنة يثمّنون تضحيات الجيش: مستعد للقيام بواجبه إذا توافرت إرادة سياسية جامعة

دعا المطارنة الموارنة إلى إجراء تحقيق في ملف العسكريين المخطوفين فينبغي تحديد الموضوع والارتيابات، وإخضاع جميع الأفرقاء المعنيين في حينه، ولا يُكتفى باطلاق اتهامات سياسية، أو بالتفتيش عن كبش محرقة تلقى المسؤوليات كلها عليه، من دون وجه حق، فيما ظروف تلك الأحداث غير منسية.

وحيّا مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الماروني بشاره الراعي الجهود والتضحيات التي بذلها الجيش اللبناني لتحرير حدود لبنان الشرقية من قوى التطرف والإرهاب. وأعربوا عن افتخارهم بهذا الجيش الذي برهن أنه جيش قوي وقادر ومستعدّ للقيام بواجبه، إذا توافرت إرادة سياسية جامعة كالتي برزت في الآونة الأخيرة. وقد أثبت هذا الجيش أن عقيدته الوطنية جامعة وراسخة لدى عناصره وضباطه وقيادييه، وهو يستحقّ الثقة والدعم كلهما.

و توقف الآباء عند الجدل القائم حول الأقساط المدرسية، وهذا يقلقهم بانعكاسه على العام الدراسي الذي بات على الأبواب، ودعوا جميع أفراد الأسر التربوية إلى التعامل بموضوعية ودقة مع هذا الأمر. وكرروا مطالبتهم الدولة بإلغاء الدرجات الاستثنائية، أو دفع فروقاتها في القطاع الخاص كما في القطاع العام، منعاً لتعريض القطاع التربوي لأزمات قد تنعكس سلباً على دوره في تعزيز المستوى الثقافي في لبنان، وعلى مستقبل الإنسان اللبناني. وتمنّى الآباء أن يشكّل الوضع الاقتصادي المأزوم صحوة لدى المسؤولين، تدفعهم الى العمل على إرساء إصلاح سياسي واقتصادي حقيقي، من وحي نص مقدمة الدستور، وعلى أخذ التدابير الآيلــة إلى وقف الهدر والصفقات، والى محاربة الفساد.

ميقاتي: لشمول التحقيق جولات عنف طرابلس

وفي الديمان، استقبل الراعي الرئيس نجيب ميقاتي وعقد معه خلوة تناولت الأوضاع الراهنة. ثم شارك في جانب من اللقاء الوزيران السابقان نقولا نحاس ووليد الداعوق والدكتور خلدون الشريف والنائب البطريركي العام المطران جوزيف نفاع ورئيس مجمع التربية الكاثوليكية في الفاتيكان المونسنيور جوزيف فرسالدي.

ولفت ميقاتي بعد اللقاء إلى أن الهموم السياسية الكبيرة طاغية هذه الأيام، ولكن الأمور اليومية خاصة المتعلقة بهموم المواطن يجب أن تأخذ حيزًا أكبر من العمل الحكومي. وعبر عن تأييده الكامل للجيش اللبناني والتضحيات التي يبذلها على الأراضي اللبنانية كافة. وقال «إنني على ثقة أن الجيش لم يقصّر في القيام بدوره بل كان دائماً الى جانب أهله، وهو لا يتحمّل أي مسؤولية مباشرة، لأن الدستور نصّ على أنّ السلطة الإجرائية منوطة بمجلس الوزراء والقوات المسلحة تخضع لإشراف وإمرة مجلس الوزراء الذي يتمتع بثقة مجلس النواب. أما في ما يتعلق بالكلام عن تحقيق في الأحداث التي حصلت، فإنّ التحقيق يجب أن يأخذ مجراه الكامل ولا يقتصر على ما حدث في عرسال، لا بل أنا أطالب أيضًا بالتحقيق في ما حدث من معارك وجولات عنف في مدينتي طرابلس خلال الأعوام 2011 و2012 و2013 وأن يكون تحقيقًا عسكريًا وسياسيًا لتحديد المسؤوليات عن هذه الأحداث».

وأشار إلى أنّ الحرب الأهلية تكون عادة بالمعارك والمواجهات المسلحة، ولكن لها وجه آخر وهو شحن النفوس، ونلاحظ اليوم أن بعض النفوس معبأة بين مختلف الطوائف مما يقتضي من رؤساء الطوائف الروحية ورجال الدين العمل على جمع الشمل أكثر فأكثر. ولفت إلى أنه تطرّق والبطريرك الراعي إلى أهمية صدور موقف واحد مما يحدث في ميانمار والصمت الدولي الكامل من عملية التهجير القسري التي تحصل هناك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى