أعاد الله الخير على أوطاننا لتعود فيها وبها فرحة العيد.

قرّر الصباح المجيء لأداء صلاة الجمعة، فصارت صلاة الشهداء، فطلع باكراً لأن الشهداء يتجمّعون مع الفجر، ويكرهون ساعة التفجير ظهراً، خصوصاً عندما يكونون أطفالاً. وعندما سمع الصبح أصوات الأمهات بكى مطراً غزيراً وانصرف، وترك ظلام غيمات ردائه الرمادي حتى صار الظهر وقامت الصلاة، أملاً بيوم آخر بلا دماء.

غدٌ يحترم فيه رجال الدين ـ في معظمهم ـ النساء فيحفظون غير «وانكحوا ما طاب لكم»، ويندّدون بجهاد النكاح. فلكل آية ظروف واستثناء. وَغَدٌ يحترم فيه المثقفون ـ في معظمهم ـ عند الناس الذكاء ولا يردّدون «كما وعدتكن»، فللكلمات أصحاب وأسماء. وَغَدٌ يحترم فيه المسؤول البسطاء فلا يقيس أسرة زوّاره بعدد ربطات العنق، بل بِكَم قدّمت هذه الأسرة من شهداء.

غدٌ تحترم فيه الحكومات الفقراء فتؤجّل إكراماً لسواد حدادهم قراراتها السوداء، فكثيراً ما يكون السواد ضرورة في الحكم لكن السواد توقيت كما البياض توقيت، قبل أن يكونا مجرد لونين لأن في اللون شهوة وإغراء. فلا صباح رائحته مازوت وصوت فيروز معاً… صباحكم خير أيها السوريون أولاً… خصوصاً أبناء حمص العدية… وبالأخص أسر الشهداء… لكن ليس معي هذا الصباح إلّا قلبي لتعزيتكم فخذوه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى