قالت له

 قالت له

عندما التقت بالصباح، قالت له: ما الفرق بين الحبّ والمحبة؟ فقال لها: الحبّ أن يكون في صباحك من يتوق كي يلقي عليك تحية الصباح وأنت نائمة، وقبل أن يفرك عينيه ويتناول رشفة القهوة الأولى. والمحبة أن يكون في حياتك من يتوقون لسماع صباح الخير منك بعد فنجانك الأول. الحبّ أن ترغبي بالوحدة مع خيوط الضوء الأولى، والمحبة أن تتنعمي بالكثرة في ساعات الظهيرة. في الحبّ لا ننتظر أن نُفهم الحبيب برسائل الصباح حبَّنا، وهو لن يقرأها قبل ساعات، بل ننعش قلوبنا نحن بتحية الحبيب.

فقالت: وإن كان حبيبي عاشقاً للنوم ويحبّني؟ فقال تسبقينه أنت بتحية الصباح وهو نائم، فالصباح يطلع ليحصي صباحاتكم ويعدّ جدولاً يومياً بالعشّاق، ويرتّب مواعيد نومكم لليوم الثاني على درجة غيرة العشاق من وقع الصباحات، حتى تبادل الأدوار، فأنا امتحانكم اليومي الذي لا تتوقف عجلته، حتى تفوزوا أو تنتهي نار حبكم، فتصير تحية الصباح مجاملة يغلبها النعاس من كلاكما، فتأتيكما في منتصف النهار في موسم التذكر، وتلك مهمة الشمس لا مهمتي. أما المحبة حيث لا مكان للغيرة والشوق، فهي تنفس متدفّق موسمه عند تصالح الضوء مع حدقات العيون. أحلى الصباحات لعيونكم لتغرف من نعاس الحبّ ويقظة المحبة، أشعة ضوء قاسيون وبياض الياسمين، ومن مزارع شبعا تتنفس هواء العزّة وعبق الطيّون والزعتر.

قالت له: ألا تشعر أنّنا نختلف لأبسط الأشياء. وكأن قلوبنا صارت من حديد؟ فقال لها: ألا ترين السماء سوداء؟ إن القلوب تنقبض كلما شيّعت الملائكة موكباً لشهيد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى