مارلين حردان: حوّلنا الممكن واقعاً والحلم حقيقة.. فكانت «نور» مقاوَمة من نوع آخر
رنا صادق
«عباءاتنا مطبوعة بالعفوية وباللون المحليّ، مشغولة بمهارة يدوية وفنّ، إنها من صنع أنامل تربّي أجيالاً تقاوم… وتقهر العدو، وتثبت انتمائها إلى تلك الأرض الأبيّة، وفي الوقت ذاته تتّخذ من الضعف قوةً ومن المعاناة إبداعاً، محوّلة بذلك الإمكانيات المتواضعة إلى لوحات فنّية تضاهي في سحرها وجمالها ما تنتجه أهمّ بيوتات الأزياء العالمية».
عبارات اختزلت فيها جمعية «نور للرعاية الصحية والاجتماعية» مشوراها مع الإنسان. عملت منذ إنشائها على مساعدة، تطوير وزيادة طاقة وإنتاجية كلّ من لجأ إليها، واليوم تشارك «نور» في اجتراح طاقم نسائيّ فاعل من خلال مشغل خياطة في منطقة الكفير ـ الجنوب. ما يعزّز قدرة النساء على الاندماج أوّلاً في سوق العمل، وزيادة تأثيرهن مجتمعياً ثانياً، وزيادة فعاليتهن في القرار السياسي ثالثاً.
«وثقتم بنا… استمررنا معاً»، هو شعار مشروع «نور» لتشغيل المرأة الجنوبية وتحديداً في منطقة الكفير ـ حاصبيا. وقد عرضت الجمعية في ضهور الشوير نماذج من العباءات والشالات التي طرّزتها وشغلتها نساء الكفير بجودة ونوعية وإنتاجية عالية، التي توفّرت في «nour Shop»، وقد تمكّن المشاركون في حفل الغداء من إيجاد موديلات لعباءات ذات طابع محليّ بلمسة غنيّة تعكس صورة المرأة الشرقية المقاوِمة.
مشهدٌ ليس بجديد على جمعية «نور»، حيث تعمل برؤية وتطلّعات عملية نحو المستقبل، كما عوّدتنا على تفاعلها الاجتماعي والإنساني. وأقامت بهذا الصدد مأدبة غداء حاشدةًَ في ضهور الشوير، تعبيراً عن وقوفها الدؤوب إلى جانب النساء المقاومات العاملات في مشغل الخياطة التابع للجمعية، ويندرج هذا المشروع ضمن سلسلة مشاريع تحضرّها الجمعية لعام 2018.
أقامت جمعية «نور للرعاية الصحية والاجتماعية» مأدبة غداء حاشدة في «أوتيل سنترال» ـ ضهور الشوير، يعود ريعه لمحترف «نور للتراث» الكفير ـ حاصبيا. وقد حضر الحفل إلى جانب رئيسة الجمعية مارلين حردان، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو وعقيلته صباح، رئيس الحزب السابق النائب أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل وعقيلته ناديا، ورئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في الحزب نهلا رياشي، وعدد من مسؤولي الحزب.
كما حضر وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عزّ الدين، مسشار رئيس الجمهورية الوزير السابق الياس بو صعب وعقيلته الفنانة المقاوِمة جوليا بطرس، السفير السوري في لبنان الدكتور عبد الكريم علي وعقيلته فيروز، رئيس البعثة الإيرانية القائم بالأعمال محمد صادق فضلي، وفد من السفارة الروسية، رئيسة المجلس النسائي اللبناني إقبال دوغان، رئيس السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان القسّ فادي داغر، رئيس الطائفة الإنجيلية في حلب القسّ إبراهيم نصير، أمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة أسمر، نقيبة المحامين السابقة أمل حداد، رئيس بلدية جديدة مرجعيون أمل حوراني وعقيلته، رئيس بلدية ضهور الشوير ـ عين السنديانة إيلي صوايا، إضافة إلى عدد من ممثّلي السلك الدبلوماسي والنقابات والجمعيات الأهلية والنسائية والخيرية والرياضية والاجتماعية والثقافية والبلدية والاختيارية والإعلامية.
تعريف وترحيب
استهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقت منى قاصوف كلمة ترحيب وتعريف قالت فيها: نرحّب بكم اليوم من أرض الشوير، وزراء ونواباً وممثّلي السلك الدبلوماسي ورؤساء بلديات ونقابات، وأعضاء في جمعيات ومؤسّسات.
هذا الغداء السنوي لجمعية «نور للرعاية الصحية والاجتماعية» هو داعم للمرأة عموماً والمرأة المقاومة خصوصاً، هو للمرأة الإنسانة الحيّة التي تقف عند كلّ باب وتكون وراء كلّ بصيص أمل في حياتنا.
بدايةً، دعوني أتشكر «نور» المعطاء لجهودها واجتهادها الدائم والدوام من أجل بناء مجتمعٍ كفوء ومتزّن من خلال بناء بنية ثابتة وقوية من خلال المرأة، وتأمين كافة المستلزمات والإمكانيات الأساسية لها. وأترككم بدايةً مع كلمة رئيسة جمعية «نور» مارلين حردان.
حردان
وألقت رئيسة جمعية «نور للرعاية الصحية والاجتماعية» مارلين أسعد حردان كلمة جاء فيها: من الإطلالة الحانية على العاصمة، من الشموخ الذي يظلّل القمم، من عبق الصنوبر، والجوّ الصافي، والبيئة الراقية، من الترفّع والتسامح والبطولة والفروسية، من بلدة الحقّ والخير والجمال. نجتمع وإياكم، في الشوير، النابضة بالعنفوان، المتمرّدة على الانعزال، الثائرة على التقسيم، العصيّة على الطائفية، المنشدة نشيد الوحدة، أهلاً بكم في الشوير، المزهوّة اليوم فرحاً، بكم أحباء وأصدقاء الشوير، التي منها انطلق صوت الزعيم سعاده «المجتمع معرفة والمعرفة قوة».
ولأن الحرّية قوة، ولأننا أحرار، ونؤمن بحرّية وطننا، وقفنا في وجه الاحتلال والعدوان، وقفنا مع أهلنا في الجنوب الحبيب، الجنوب الذي نحن منه وله، المحروس بالعيون، والأهداب، والمروي بدماء أبطالنا. الجنوب بوابة الوطن، وقلعة الصمود، منه تعلّمنا، شيم المروءة، وأهازيج النصر، وقيم الحياة الحرّة الكريمة. فإلى الجنوب الذي أنجبكم أُباة كِراماً مقاومين، تحية عزّ، وإلى أهلنا في الجنوب، تحية تقدير.
نعم، وقفنا إلى جانب أهلنا في الجنوب الحبيب، يوم كان محتلاً، وقلنا لا للاحتلال، لا للظلم، لا للقهر، لا للعتمة، ونعم للحرّية، نعم للكرامة، نعم للسيادة، نعم للنور، فكانت جمعية نور، مقاوَمة من نوع آخر، وساهمت في جعل الصمود مزدوجاً، صمود في وجه الاحتلال، والصمود الداخلي الموازي لمستلزمات التنمية. فدعمت أهلنا في شتّى المجالات، بدءاً من التعليم، فكانت صديقة للمدرسة الرسمية، وقدّمت مسلتزمات القرطاسية على مدى عشرين سنة وما زالت مستمرّة، وأمّنت مِنَحاً مدرسية، إيماناً منها بأن معاً نبني مجتمع المعرفة، لأن القوة تبدأ بالمعرفة وتتطوّر منها.
وأكملت حردان: كان للجمعية دور فعّال في الرعاية الصحية، فأنشأت المستوصفات، الثابتة والنقالة، وأمّنت الدواء لزوم الأمراض المزمنة، كما أمّنت الكشوفات الطبية لآلاف الطلاب والمواطنين. ونشطت الجمعية في التنمية المستدامة وتأمين فرص العمل، من خلال الدورات المهنية. واستحدثت مشغلاً حِرَفِياً في الكفير، ومصنعاً للمنتوجات الزراعية من مؤونة وغيرها في الخلوات، بهدف التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية، وحوّلت الممكن إلى واقع، والحلم إلى حقيقة عند سيدات كثيرات. كما كان لها الدور الفعّال في الحفاظ على التراث، من خلال دعم صناعة الفخار، والأشغال اليدوية، التي تشكّل جزءاً أساياً من تراث المنطقة، ومَن لا يحافظ على تراثه، ويعرف تاريخه، يعجز عن صناعة مستقبله.
من هنا، كانت جمعية «نور» السند القوي، مع الجمعيات الأخرى في المنطقة، لكن يبقى على الدولة المسؤولية الكبرى، أن تقوم بواجباتها، تجاه أهلنا في الجنوب، لكي يبقى قادراً على الصمود، لأنه إذا سقط الجنوب يسقط لبنان.
نعم أيها الأصدقاء، تميّزت جمعية «نور» بهذا الحضور العزيز، الذي نعتزّ به من الشمال إلى الجنوب، تلتقي الأيادي وتتماسك من أجل الجنوب الحبيب.
أيها الحضور الكريم، نحن ـ وفي خِضمّ مواجهة الإرهاب ـ نوجّه تحية من هنا، من هذا اللقاء، العامر بالقلوب الوطنية، إلى الجيش والشعب والمقاومة في لبنان والشام، وبشكل أخصّ إلى أبطالنا من نسور الزوبعة، على امتداد ساحات المواجهة.
أيها الأصدقاء، ناداه الواجب فلبّى النداء، هو المقاوم والمناضل والقائد على شتى الجبهات. آمن بحرّية أمته، وقدرات شعبها، فأعطى، وقدّم، وجسّد وقفة العزّ. أحسّ بأهله في الجنوب، بمعاناتهم وحاجاتهم، فكان خير سند، مؤسّساً جمعية «نور»، وراعياً لها، وداعماً لنشاطاتها، ومؤمناً بطاقات أعضائها. إنه، الأمين أسعد حردان، له التحية، وكلّ الشكر.
أيها الأحبة، التحية إلى الجنوب، إلى الصامدين، وإلى السيدات القديرات، الفاعلات في خدمة المجتمع، وإلى الشباب الطموح الذي يستحق تحقيق أحلامه، الشكر لكم، أنتم أيها الحضور، يا من آمنتم بنا، جمعية فعالة معطاء، وآمنّا بكم، أصدقاء حقيقيين، والشكر لأعضاء جمعية «نور» فرداً فرداً، أثبتم أنكم أهل للثقة، وأعطيتم من ذواتكم إلى أقصى الحدود، فنجحنا معاً. وثقتم بنا، آمنّا بكم، استمررنا معاً.
قصيدة وغناء
بعد ذلك، ألقى شاعر منتدى حرمون الثقافي عبود يوسف فضّول قصيدة جاء فيها:
يا فندق الخير يا أنشودة الزمن
فيك الأسود حماة الدار في المِحَن
هنا التقينا بمن عمّت مكارمها
بوحي قلب بحبّ الناس مقترن
راياتها البيض تبقى الدهر خافقة
عزماً تعيدك كي الضيم من وهن
مارلين ريسة ترعى مؤسّسة
واليوم تجمعنا في جنة الوطن
في سفح طودٍ وقد عمَت مآثره
أعطى كباراً بعزم قطّ لم يلث
منهم زعيم وقد أدّى رسالته
بالدم وقفها والصوت من كفن
يدعو الجميع بأن تبقى مواكبنا
زحفاً لقدسٍ، لعلّ الوقت لم يحن
وحلمنا أبداً تيقى جحافلنا
تسعى بعزمٍ إلى الأسمى من القنن
منزرع الأرض أعلاماً مرفرفة
حباًّ ومجداً فتزهو روعة الدمن
وعهدنا، أبداً، نبقى كعائلة
عهد الأخوة نجوى الناس من فتن
نحمي حمانا، سلاماً نحن ننشده
وصوت حنين شبه الناي في الأذن
صوت الكرامة والإيمان نحفظه
أكرم بعهدٍ ممّا في القلب مختزن
أهل الكرامة حبّ الأرض ديدنهم
بالدم تغدى بلأمن ولا ثمن
يعطون حبّاً لكلّ الناس قاطبة
أجمل بحبّ وبالأفعال ممتحن
نسيم حرمون بالأطياب يحملها
يهديه حبّاً لمن للخير ممتهن
حرمون مجدٌ وحنين يعانقه
والعيش فيه حنان الخلد في عدن
وفارس الساح حردان يرافقه
شوقٌ لأسمى وخير وافر المنن
يعطي بصمتٍ كما الريحان في بلدي
يغدو العطاء غنىً في شكله الحسن
نسور زوبعة حردان أسّسها
سحقاً لمتكبّر بالشرّ محتقن
صوناً لأرض إله الكون باركها
بوجه عاد نسور الخير لم تهن
سفوح صنين حردان يعانقها
غدت جناناً وفيها روعة السكن
عناقُ حرمون مع صنين فرحتنا
والعرس باقٍ وحتى آخر الزمن
لقاؤنا اليوم، تأكيد لوحتنا
صدق المودّة عندي أشرف السنن
والشكر منّا لمن قد شاء يجمعنا
قلباً بقلب، بلطف الطبع متّزن
لكم جميعاً تحياتي أقدّمها
لكم دعائي بأعلى الصوت بالعلن.
ثم قدّم الفنان الراقي سامي كلارك ونجليه ساندرا وسامي جونيور، باقة من الأغاني التي لاقت استحسان الحضور.
لقاءات
على هامش مأدبة الغداء، التقت «البناء» بعدد من الحضور، الذين أثنوا على دور الجمعية ورئيستها.
تويني: «نور» تحوّل قدرات النساء حياة إنتاجية
وزير شؤون مكافحة الفساد نقولا تويني أشار إلى أن الجمعيات الإنسانية والاجتماعية التي تضع ضمن أساسياتها مشروع تفعيل دور المرأة في المجتمع، وتطوير العمل الإداري والاجتماعي والاقتصادي، كـ«جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية»، هي خطوة حضارية لدعم المرأة خصوصاً في الفترة الراهنة والظروف الصعبة التي تعيشها المرأة، إن كان على الصعيد النفسي أو على الصعيدين الاجتماعي والأسري. فهذه الجمعيات تدافع عن جزء من بعض حقوقها الإنسانية والسياسية والحقوق المعيشية.
المرأة اللبنانية اليوم لا تعاني من عنف على صعيد الأسرة فقط، والذي يتخطّى كل الحواجز والاعتبارات والحدود، وهذا العنف يتعدّى الوصف، بل يشمله عنف مجتمعي ناتج عن عملية اللامساواة وعملية التفرقة بين المرأة والرجل، إن كان في مجالات العمل والاقتصاد والإدارة أو في مجالات القيادة ومراكز النفوذ. وهذا التعبير عن عدم المساواة يتمثّل في ضعف تمثيل المرأة السياسي والقانوي في المجتمع المدني.
أضاف: تنمية المرأة وتطويرها إدارياً سياسياً عملياً تؤدّي إلى بناء مجتمع ذي فعالية كبرى، قادرة على المشاركة في الإنتاج لشباب حيّ مسؤول، محارب للفساد. فالمرأة هي الأمّ وهي الأخت والمسؤولة عن وحدة العائلة وترابطها، هي من تتحكّم بزمام الأمور بحنكتها، والقادرة على تقديم العاطفة عند الحاجة.
وأشار تويني إلى أن المرأة في معظم المجتمعات هي الأساس في بناء الإنسان، وقادرة على تجريده من الأنا وإكسابه معنى المشاركة وروح الجماعة، وتعليمه معايير الحياة والسلوكيات الملائمة لكل مجتمع، وخاصية الإدارة والنجاح والانضمام والتفاعل فيه بأحسن الطرق والوسائل. وإذا ما أردنا إعطاء فكرة عن أن الأنثى هي من تؤمن، تعمل، تقود الأبناء نحو الأعلى وهي التي تدير المنزل، لذا تستحق الرعاية والتطوير والاهتمام لتصبح أكثر وأكثر فاعلة ومتطوّرة. الأمر الذي يعطيها حقوقها ويزيح عباءة التفرقة بينها وبين الرجل.
وشدّد تويني على أن ما تقوم به جمعية «نور»، بمثابة عملية تحويل قدرات النساء إلى حياة إنتاجية، وهو الأمر الذي يحسّن دورها على الصعيدين الاجتماعي والنفسي. هذا المشغل يجعل لدى النسوة حافزاً للانضمام في سوق العمل وزيادة قدراتهن على التغلغل في دور مباشر مع مستجدّات العصر واستخدمات التطوّر الجديدة.
أما عن مشاركة المرأة في السياسة، فأشار تويني إلى أن تفعيل مشاركة المرأة سياسياً يعتبر الجدار الفاصل للمرأة للتطوير والانضمام إلى كافة سياقات المجتمع، وتأدية أدوار جديدة متناغمة مع تحديثات المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وقانونياً. المشاركة الانسانية والحيوية والحقيقية للمرأة هي مشاركة الأرض الأمّ، وتأنيث للأرض والجوهر السياسي، ويؤدّي إلى تخفيف حدّة التوتر عند الرجل في اتخاذ القرارات. كما أنها نوعياً تمثّل 50 في المئة من المجتمع وهذه الفئة تختلف عن الرجل في طريقة التفكير ولا بدّ من ضمّ هذه الطرق في التفكير لتُحدِث مزيجاً في العقل السياسي والاجتماعي. بالتالي، كل مجتمع فيه صراع بين المرأة والرجل هو مجتمع متخلّف، لم يكتمل، لم يتأقلم مع نفسه، وهو قائم على المجتمع العنصري، يعيش الانسلاب وعدم التحرّر، كذلك هو مجتمع لا يعي نفسه. إذ إن وعي النفس والمجتمع يقوم على تحرير كل طاقات هذا المجتمع. المرأة ليست الطاقة، بل هي أساس الولادة والتجديد والحياة، ومن يعتّم على أساس الحياة يكون بذلك يعتّم على مجتمع برمّته.
عزّ الدين: «نور» تساهم في تحسين وضع المرأة
أما الوزيرة عناية عزّ الدين، فقد رأت أن ما تقوم به جمعية «نور» من أعمال، يساهم في تحسين وضع المرأة وهذا أمر في غاية الأهمية.
وأكّدت أن تمكين المرأة واضطلاعها بمسؤولياتها من المهام الرئيسة، والجمعيات ترفع صوتها بهذا الخصوص، لكن الصوت لم يكن عالياً كفاية عند نقاش قانون الانتخابات النيابية. مع العلم أن الجمعيات والاتحادات النسائية بذلت جهوداً كبيراً بهدف تأكيد حضورها ودورها.
وأضافت عزّ الدين: المطلوب تفعيل الدور السياسي للمرأة، ووضع خطط عملية وفعّالة في الإنتخابات المقبلة تعزّز حضور المرأة على المستويات كافة.
دوغان: «نور» تنعش ثقة النساء بأنفسهن
من جهتها، رأت رئيسة المجلس النسائي إقبال دوغان أنّ المرأة لم تتخطَّ حتى اليوم مأساة التمييز، كما أن وضعها لم يعد كالسابق، لكنّه ليس بخير، خصوصاً لجهة المشاركة الفعلية في القرار والحياة السياسية.
وشدّدت على أهمية مشاركة المرأة في سوق العمل وانخراطها في العملية السياسية. كما أنه من المهم تنفيذ مشاريع تتعلّق بالتنمية الريفية للمرأة والشباب والتوعية ونشاطات للمسنّين والأولاد، في قرى الجنوب، البقاع الجنوبي، حاصبيا، البقاع الأوسط.
وتابعت: إن نشاطات الاتحاد تصبّ في المصلحة النسائية للمشاركة الحقيقية من خلال عدّة نشاطات، أولاً تنظيم الاتحاد لمسابقة الإخراج وإنتاج فيلم دعائي حول دعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية، ثانياً وضعنا نواة بنك معلومات حول المرأة من 1972 إلى 2000، ثالثاً أنتجنا سبوت مرئياً لدعم المرأة في صنع القرار السياسي، إضافة إلى عدد من النشاطات في هذا المضمار التي من شأنها زيادة وعي النساء حول أهمية مشاركتهن في الحياة السياسية، وقرارات شؤون الدولة، والتأثير في الرأي العام.
إلى ذلك، أكّدت دوغان أن المشاركة الحزبية للنساء قادرة أكثر من أي تنظيم على التأثير وتفعيل دورها، لذا من المهم مشاركة النساء الحزبية، وأكيد الأحزاب البعيدة عن الطائفية، وبالتالي إنتاج كوادر نسائية فاعلة.
إن مشاركة «نور» في بناء طاقم نسائي متميّز ويصبّ في المصلحة الوطنية، تعدّ خطوة من خطوات تفعيل دور المرأة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وتنعش حركة النساء أكثر وأكثر في المجتمع في تثبيت أنفسهن، وزيادة ثقتهن بإمكانياتهن.
يحفوفي: «نور» ودعم المرأة الجنوبية
من جانبها، أشارت رئيسة لجنة التخطيط في الاتحاد النسائي بتول يحفوفي إلى أبرز العمليات والخطط طويلة المدى التي وضعها الاتحاد، من خلال إلغاء التمييز ضدّ المرأة في قانون العقوبات والجنسية، وتمكينها في المجالاتا: الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وأضافت يحفوفي أن في كلّ عملية تخطيطية يجب تحديد هدفها بكل دقّة والهدف هنا هو التخطيط لمساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية، بمعنى أن اهتمام الاتحاد ينصبّ على دور المرأة في هذا المجال. وقضية المرأة هي بالحقيقة قضية نصف المجتمع من الناحية الكمّية، إذ إن نسبة الذكور إلى الإناث قريبة من التساوي في كل المجتمعات، وهي في الوقت نفسه قضية المجتمع كلّه من الناحية الكيفية ذلك أن مساهمة المرأة الفعّالة في المجتمع إنما تضيف مورداً بشرياً هاماً لمواجهة تحدّيات التقدّم والتطوّر والنموّ، ومن ثم فإن الإيمان بضرورة تمكين المرأة للمساهمة في حياة مجتمعها عطاءً وأخذاً، قد استقرّ كضرورة من ضرورات التنمية هدفاً ووسيلة، وقد أصبح من شبه المسلّمات لدرجة أن تولّدت لدى الجميع شبه قناعة بأن للمرأة دوراً اجتماعياً وإنسانياً وتربوياً واقتصادياً عليها أن تؤدّيه وعلينا أن نخطّط له.
وركّزت على أنّ البعض يرون المرأة الأمّ والزوجة خُلقت لتربية الأطفال والاعتناء بزوجها فقط، ولم تخلق للعمل خارج المنزل، لأن هذا العمل يمنعها من أداء وظيفتها الأساسية ويؤدّي إلى ضعضعة الأسرة وتهلهل المجتمع. وعلينا أن نخطّط في هذا الاتجاه فقط، وهذه النظرة كانت سبباً في تدهور مكانة المرأة الاجتماعية وإلى ضعف دوريها الاجتماعي والاقتصادي، ويعود ذلك إلى اعتبارات تتعلّق بالعادات والتقاليد القديمة. فريق آخر يركّز على كون أهمية الدور الذي تلعبه المرأة لا ينبع فقط من كونها أمّاً ومربّية أجيال، بل من كونها عنصراً فعالاً وقادراً على العمل والإنتاج، ويجب علينا أن نفسح لها مجال العمل الإنتاجي داخل المنزل وخارجه.
«نور» جمعية صحّية اجتماعية نسائية من الجمعيات القليلة التي تعمل فعلاً لمصلحة النساء اللبنانيات. وتفعيل الدور العمالي للمرأة في الجنوب هو انعكاس للمرأة المقاومة الكادحة. وهذا العمل التي تقوم به «نور» يفسح المجال أمام المرأة الجنوبية لتواظب على تطوير أدائها في المجالات كافة.