ورد وشوك
بعيداً عن الاستعانة بمعسول الكلام وتنميق المفردات والدبلوماسية في ترتيب الأفكار، أردّد بإباء: أنا سورية وأفتخر بأنك عشقي، وأن إليك الانتماء يا بلدي بلد العزّة والإباء.
بشموخ رفعت رأسي نحو السماء، أشكر خالقي على ما تحقّق فوق ثراك من إنجازات بفضل حماة الديار رجال الله في الميدان، والمحبة الخالصة تجمع أبناءك تعينهم في التصدّي لما يُسدّد إليهم من صنوف التحدّيات.
بالأمس، تحقق انتصاران قد لا يكونان في الخانة نفسها، من حيث التقدير للتضحية والبذل والعطاء، ولا تجوز المقارنة بينهما على أنهما من حيث النتيجة بالأهمية متعادلان أو حتى متقاربان.
الأول عسكري، تحرير أرض عانى أهلها والجيش حصاراً دام أكثر من ثلاث سنوات بفعل إرهاب لا يعرف قدر الألوهة ومعنى الإنسان، والآخر رياضي المفروض أنه بعيد عن مجريات ما نعانيه في بلدنا من آثار الحرب والحصار والعقوبات.
لكنهما في النهاية انتصاران سياسيان بصرف النظر عن ماهية الدموع الغالية لرجال الله في الميدان، بنصر مؤزر ودموع شباب محبّين لوطنهم، أعطوا الفرحة لملايين السوريين في كلّ مكان.
من المؤسف يا وطني أن جعلوك ساحة للاقتتال في حرب قذرة أوقد أوارها الأعداء وكثيرون من الأغبياء.
عظمت الخسائر في مقدراتك وبالأنفس والنفائس وضاعت من العمر سنوات، لكن لا بأس ما دام الثمن تهاوي وترنح أسطورة القطب الواحد مهزومة فوق أرضك بعد أن فشلت في تحقيق حلم راودها لسنوات. السيطرة على الشرق الأوسط وبعدها التفرّغ لحرب مع التنين الصيني والدب الروسي لزعمها أنها في العالم القطب الأوحد.
سقط الحلم باستراتيجية رسمها من كانا في الماضي البعيد ألدّ الأصدقاء روسيا والصين، هما اليوم حلفاء في مواجهة من صعد بغباء نحو الهاوية فكان نصيبه الهزيمة والإخفاق. فطوبى ليوم آتٍ تغيّرت فيه المعادلات.
رشا المارديني