مجلس الأمن سيقرّ عقوبات ضدّ كوريا الشمالية وبيونغ يانغ تتوعّد بردّ غير مسبوق

ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الموقف في شبه الجزيرة الكورية أمس، وندّدا بشدّة بـ«تجاهل بيونغ يانغ لقرارات مجلس الأمن الدولي».

وقال الكرملين في بيان بعد اتصال هاتفي بين الزعيمين «إنه جرى تأكيد أنّ مثل هذه الخطوات تتعارض مع مبادئ عدم الانتشار الدولية وتصنع تهديداً خطيراً للسلام والأمن بالمنطقة».

وقال الكرملين «إنّ بوتين وميركل شدّدا على أنه لا يمكن تسوية هذه الأزمة الخطيرة إلا من خلال الأدوات السياسية والدبلوماسية عبر استئناف المفاوضات بين كل الأطراف المعنية»، مضيفاً «أنهما اتفقا على مواصلة الاتصالات بشأن الأزمة من خلال وزيري خارجية البلدين».

في سياق متصل، من المنتظر أن يصوّت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار طرحته الولايات المتحدة من شأنه تشديد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، وذلك رداً على تجربتها النووية الأخيرة.

وأكدت ممثلية أثيوبيا لدى الأمم المتحدة، التي تترأس مجلس الأمن في شهر أيلول الحالي، «أن التصويت سيجري في أعقاب اجتماع مغلق مكرّس لعمل اللجنة المتخصصة في مراقبة نظام العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ».

يُشار إلى أنّ «مشروع قرار أميركي»، تمّ توزيعه أمس الأحد على بقية أعضاء مجلس الأمن، يقضي بتشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية إلى درجة لا مثيل لها.

وينص مشروع القرار على «فرض حظر على إمدادات النفط المصدرة، ومشتقاته إلى كوريا الشمالية، وحظر على استيراد النسيج الكوري الشمالي، إضافة إلى حظر على إنشاء الشركات المشتركة مع الشخصيات الاعتبارية من كوريا الشمالية»، وغيرها من الإجراءات التقييدية.

ولأول مرة، يقترح مشروع القرار إدراج الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وأعضاء الحكومة، وحزب العمال الكوري الشمالي في قائمة العقوبات.

وإلى جانب تشديد العقوبات، تفترض الوثيقة أيضاً تخفيفها، وذلك الأمر يتعلّق بتصرفات بيونغ يانغ.

جدير بالذكر، أنّ تبني القرار الأميركي قد يؤدي إلى الحصار الاقتصادي الكامل لكوريا الشمالية، ما يثير القلق لدى عدد من الدول، بينها روسيا، لأن هذه الإجراءات قد تسفر عن كارثة إنسانية هناك.

وفي هذا الصّدد، شدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة بذل الجهود الدبلوماسية، إلى جانب الضغط على بيونغ يانغ، لتسوية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.

وهدّدت كوريا الشمالية أميركا بـ «الألم والعذاب» وبردٍّ حازم، وندّدت بـ «جهود واشنطن لدفع مجلس الأمن إلى فرض عقوبات جديدة ضدها».

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الكورية الشمالية، أمس: «إنّ البلاد مستعدّة لاتخاذ سلسلة من الإجراءات الصارمة التي لم ترها واشنطن من قبل، وإذا مضت أميركا قدماً بالقرار غير الشرعي، وغير العادل لفرض العقوبات المشدّدة، فإنّ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية سوف تحرص بشكل أكيد على أن تدفع الولايات المتحدة الثمن باهظاً».

وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن «الإجراءات المقبلة التي ستتخذها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ستلحق بالولايات المتحدة أكبر الألم والعذاب».

وأكد البيان أن «العالم سيشهد كيف تروِّض جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية رجال العصابات الأميركيين عبر سلسلة إجراءات أقوى مما تخيّلوه».

وأضاف: «كوريا الشمالية، تتابع عن كثب تصرفات الولايات المتحدة.. وهي على أتم الاستعداد لاستخدام أيّ شكل من أشكال التدابير المطلقة، والإجراءات اللازم اتخاذها التي يمكن أن يترتب عليها ألم كبير وعذاب شديد للولايات المتحدة، لم تر مثلهما أبداً في تاريخها»، مشيراً إلى أنّ «العالم سيشهد كيف ستتمكن كوريا الديمقراطية من تهدئة روع المجرمين الأميركيين بسلسلة من الإجراءات الصارمة التي لم يسبق لهم رؤيتها»، حسبما جاء في نص البيان.

كما نشرت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية خبراً جاء فيه أن الولايات المتحدة إذا تمسكت بالعقوبات والضغوط، فهي «ستواجه رداً مضاداً حازماً غير مسبوق، لن تستطيع السيطرة عليه ولا التحكم به».

ونقلت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية صباح أمس، عن ناطق باسم وزارة الخارجية إدانته للمساعي الأميركية من أجل فرض المزيد من العقوبات على بيونغ يانغ. وقوله إن الحديث الأميركي عن سعي بلاده لإشعال فتيل الحرب في المنطقة «سخيف». وأضاف «أن واشنطن تتخذ من جهود كوريا الشمالية لتعزيز دفاعاتها النووية ذريعة لمعاقبتها من أجل إخفاء حقيقة أنها المحرّض الرئيسي للتوترات والتهديدات النووية».

وأكدت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيانها أن «الأسلحة النووية الحرارية الفائقة القوة» صمّمت «كوسيلة لاحتواء أي أعمال عدائية متزايدة وتهديد نووي من قبل الولايات المتحدة والحدّ من خطر شن حرب نووية على شبه الجزيرة الكورية والمنطقة».

وختمت وزارة خارجية بيونغ يانغ بيانها بالقول: «يتعين على الولايات المتحدة أن تدرك تماماً أنها طالما استمرت في مواجهاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية المكثفة ضد كوريا الديمقراطية رغم التحذيرات والتنبيهات المتكررة، فإنها لن تتمكن أبداً من تجنب الإبادة الكاملة والدمار الشامل».

في حين، أعلنت المنظمة الدولية للطاقة الذرية «أنها كشفت بوادر عمل أجهزة طرد مركزي مخصصة لتخصيب اليورانيوم في منشأة يونغبيون النووية الرئيسية في كوريا الشمالية».

وقال مدير المنظمة يوكيا أمانو أثناء اجتماع مجلس الإدارة في فيينا: «هناك دلائل على عمل مفاعل في محطة يونغبيون النووية. فيما رصدت أيضاً بوادر تدلّ على عمل الأجهزة المخصصة لتخصيب اليورانيوم في منشأة يونغبيون النووية».

على صعيد آخر، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن الأنباء الصحافية، التي ترددت أول أمس، عن تقديم إيران مساعدة لكوريا الشمالية لصناعة قنابل نووية «أمر غير صحيح ومجرد هراء».

وصرّح قاسمي تصريحه أمس «أنّ ادعاء صحيفة بريطانية تلغراف بأنّ إيران ساعدت كوريا الشمالية في تصنيع قنابل نووية هو مجرد هراء وغير موثوق به».

وتابع: «الكثير من الادعاءات الكاذبة تنتشر في الإعلام والوثوق بها أمر غير صحيح».

وكانت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية قد كشفت أول أمس في تقرير خاص «أن إيران ساعدت كوريا الشمالية سراً في صناعة القنبلة النووية».

وقالت السلطات البريطانية بحسب الصحيفة «إنّ التطور المفاجئ الذي طرأ على ملف السلاح النووي بكوريا الشمالية قد يكون نتج عن مساعدة سرية قدمتها طهران لبيونغ يانغ».

يذكر أن كوريا الشمالية أجرت في 3 أيلول تجربة ناجحة على تفجير قنبلة هيدروجينية، مما أثار ردة فعل قوية من المجتمع الدولي. وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «إن واشنطن تدرس تعليق كامل علاقاتها التجارية مع تلك الدول التي تتعامل مع بيونغ يانغ».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى