دمشق تهدّد واشنطن كـ«قوة معادية» وتتوعّد الكيان الصهيوني.. ولافروف يتّهم أطرافاً دوليّة تسعى لحماية «النصرة» في سورية

هدّد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الولايات المتحدة بالتعامل معها كـ»قوة معادية»، في حال لم تخرج قوّاتها بنفسها من سورية، مؤكّداً أنّ من يريد محاربة الإرهاب عليه التنسيق مع دمشق، فيما حذّر العدوّ الصهيوني من مغبّة تكرار الاعتداءات وتوعّدها بدفع «الثمن غالياً في الوقت المناسبـ«.

وقال المقداد في مقابلة خصّها لقناة الميادين أول أمس، إنّ «القوّات الأميركيّة دمّرت البُنى التحتيّة في سورية، وأعمالها موجّهة لخدمة الإرهاب، وعلى الولايات المتحدة أن ترحل وإلّا سنتعامل معها كقوّة معادية.. وجود أيّ أجنبي على أرض سورية غير مقبول، والأميركي هو معاد لسورية».

ولفتَ المقداد إلى أنّ «مسلّحي «داعش» وصلوا إلى دير الزور بفضل المساعدة الأميركيّة»، مذكّراً بالضربة الأميركيّة على جبل الثردة ضدّ الجيش السوريّ، والتي تسبّبت بدخول «داعش» إليها وحصار المطار العسكري في دير الزور».

وفي ما يخصّ الملف الكيميائي، أشار المقداد إلى أنّ الاتهامات الموجّهة للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي تتزامن دائماً مع ما يحقّقه الجيش السوري من إنجازات على الأرض، مشدّداً على أنّ «سورية لم تستخدم الكيميائي مطلقاً، وهو ليس لديها».

وفي ضوء الغارة «الإسرائيليّة» الأخيرة على مصياف، حذّر المقداد، الكيان الصهيوني من مغبّة تكرار مثل هذه الاعتداءات، مؤكّداً أنّها «ستدفع الثمن غالياً في الوقت المناسبـ«.

وتابع المقداد قائلاً: «لن تستطيع «إسرائيلـ« في هذه الظروف أن تحرف انتباهنا عن دير الزور وما خلف دير الزور لإنقاذ شعبنا من إرهاب داعش».

كما أكّد المقداد، أنّ الإرهاب الذي تدعمه «إسرائيلـ« والاعتداءات التي تقترفها بدعم من الولايات المتحدة الأميركيّة وصمتها وصمت ما يسمّى بالمجتمع الدولي، سينقلب «وبالاً عليها وعلى الدول الغربيّة»، محمّلاً أميركا وتركيا والسعودية والدول الغربيّة مسؤولية كلّ قطرة دم سالت على الأرض السوريّة.

وأضاف نائب وزير الخارجية السوريّ، أنّ «السعودية دفعت المليارات لحلف الإرهاب ضدّ سورية، واتّهام قطر بدعم الإرهاب من قِبل السعودية صحيح، ولكنّ السعودية تتصدّر دعم الإرهابـ«.

وفي سياق الانتصارات التي يحقّقها الجيش والقوّات الرديفة في معركة دير الزور، اعتبر المقداد أنّ معركة دير الزور كانت مفصلاً أساسياً في القضاء على الإرهاب، مشيراً إلى أنّها كانت آخر المعارك الكبرى، وأنّ ما تبقّى مجرد «تفاصيلـ«.

كما أوضح المقداد، أنّ تحرير كامل دير الزور هو إنجاز لكلّ «التحالف النظيف» بين سورية وحزب الله وإيران وروسيا كقوّة ضاربة.

وتابع المقداد في مقابلته قائلاً، «كلّ مساحة سوريّة هي مقدّسة وسورية ستبقى واحدة، والإنجاز الكبير الذي حقّقه الجيش السوري في حلب، وحالياً في دير الزور هو ما يتطلّع إليه الشعب السوري، وما يجري هو انتصار كبير للجيش يقرّبنا من الانتصار النهائي»، لافتاً إلى أنّ كلّ المخطّطات ضدّ سورية بدأت تتكشّف أكثر فأكثر.

وفي السياق الدبلوماسي، استقبل الملك الأردني عبد الله الثاني أمس، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور المملكة في إطار جولته «الشرق أوسطيّة».

وأكّدت وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، أنّ الملك الأردني وعميد الدبلوماسيّة الروسيّة استعرضا أثناء الاجتماع الذي عُقد في قصر الحسينيّة واقع العلاقات الاستراتيجية الثنائيّة بين الدولتين وآخر التطوّرات الإقليمية.

وأفادت الوكالة بأنّ الملك عبد الله ولافروف، أكّدا أهميّة النهوض بمستويات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، السياسيّة والاقتصادية والعسكرية.

وذكرت الوكالة، أنّ الاجتماع تركّز على تطوّرات الأحداث في سورية، إذ أشار الملك الأردني ووزير الخارجية الروسي إلى ضرورة إيجاد حلّ سياسي للأزمة، وأهميّة اتفاق وقف إطلاق النار جنوب غربي سورية، والذي تمّ التوصّل إليه بين موسكو وعمّان وواشنطن.

وكان لافروف قال، إنّ السعودية جادّة بالفعل في تسوية الأزمة السوريّة، وإنّها أكّدت دعمها لعملية المفاوضات في العاصمة الكازاخستانية أستانة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني «أيمن الصفدي» في العاصمة الأردنية عمّان، أشار لافروف إلى أنّه بحث في عمّان مسألة مناطق خفض التصعيد جنوب سورية التي جرى تشكيلها، مضيفاً أنّه جرى بحث الوضع في العراق وليبيا واليمن، وتمّ الاتفاق على تسوية هذه الأزمات عبر تقرير الشعوب لمصيرها بنفسها.

وتأتي تصريحات لافروف بعد زيارة قام بها للسعودية أول أمس الأحد، قال فيها من جدة إنّ موسكو والرياض تدعمان توحيد فصائل المعارضة السوريّة.

وتابع الوزير الروسي: «هناك اتفاق بشأن تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، ولدينا مفهوم مشترك بشأن تنفيذ ذلك من دون معايير مزدوجة».

واعتبر لافروف، أنّ كلّ من يوجد على الأرض السوريّة وفي الأجواء السوريّة من دون موافقة الحكومة في دمشق يخرق القوانين الدوليّة.

من جهةٍ أخرى، رأى لافروف أنّ هناك ازدواجيّة في المعايير بشأن تنظيم «جبهة النصرة»، متّهماً أعضاء في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بأنّهم يحاولون الحفاظ على هذا التنظيم وإخراجه من تحت الضربات، وواصفاً هذه المحاولات بغير المقبولة.

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إنّه يقدّر أهمية التعاون مع روسيا بشأن خفض التوتّر في جنوب سورية، وفي المحادثات الثلاثيّة بمشاركة واشنطن.

وأكّد الصفدي، أنّ بلاده تريد وقفاً شاملاً لإطلاق النار في سورية، يعقبه حلّ سلميّ للأزمة.

من جهةٍ أخرى، أشار الصفدي إلى أنّ عمّان متّفقة مع موسكو على إيجاد حلّ سلميّ للقضية الفلسطينية على أساس الدولتين.

ميدانياً، قال قائد قوّات الدفاع الوطني في دير الزور، إنّ أهميّة منطقة الجفرا في دير الزور تكمن بأنّها هي المعبر الوحيد الذي تدخل منه الآليّات باتجاه المطار»، مشيراً إلى أنّ «خط المواجهة مع «داعش» في هذه النقطة بين 90 إلى 100 متر».

ولفتَ إلى أنّ «سقوط هذه المنطقة يعني سقوط المطار» بيد الجيش السوريّ.

وأكّد أنّ صمود دير الزور أثار جنون «داعش» والعالم، وأكّد أنّ سكّان المنطقة كانوا يشربون مياهاً غير صالحة للشرب لأشهر متتالية بسبب حصار «داعش» لها.

وصرّح أنّ «داعش حاول اختراقها أكثر من مرة، ولا زالت جثثهم وآليّاتهم موجودة في المنطقة»، متحدّثاً عن قيام «داعش» سابقاً بمحاصرة المنطقة وتجويعها وإغلاق طريق النهر.

من جهته، قال قائد قطاع «جفرا وهرابش»، إنّه تمّ حفر نفق في هذه المنطقة يفصله عن مطار دير الزور العسكري مسافة 150 متراً.

وأضاف أنّ «معظم مقاتلي الدفاع الوطني في دير الزور هم من أبناء المنطقة، وقدّموا مئات الشهداء للدفاع عن مدينتهم وأهلهم ومطارهم»، وأكّد أنّهم لن يتوقّفوا عند هذا الحدّ، و«مستعدّون بعد دير الزور للقتال في كلّ المناطق السوريّة، وللقتال في الجولان ومزارع شبعا».

وتحدّث القائد الميداني عن فترة الحصار التي فرضها «داعش» طوال 9 أشهر، واضطرار الأهالي والمقاتلين لشرب الماء الملوّث ممّا أدّى للكثير من الإصابات وأحياناً الوفيات، متقدّماً بالشكر للجيش السوري الذي قطع آلاف الكيلومترات للوصول إلى المدينة، والحلفاء والأصدقاء الذين ساهموا في فكّ الحصار عن المدينة.

وأكّد قائد قطاع جفرا، أنّه خلال الأيام القليلة المقبلة سيتمّ الانطلاق من هذا الموقع باتجاه حويجة الجفرا وحويجة الصقر.

إلى ذلك، أفادت شبكة الإعلام الحربيّ السوريّ باجتياز طلائع الجيش العربيّ السوري نهر الفرات في دير الزور، واتخاذها مواقع في الضفة الشرقية للنهر بالاتجاه الذي تتقدّم منه قوات سورية الديمقراطية.

وأوضحت الشبكة في صفحتها على «فايسبوك»، أنّ طلائع القوّات السوريّة بقيادة العميد سهيل الحسن تعمل، بعد اتخاذ مواقعها هناك، على التحضيرات لنصب الجسور ونقل الآليّات المدرّعة والدبابات إلى الضفة الشرقية لمواصلة عملية التحرير.

ويقسم الفرات المحافظة إلى قسمين شرقيّ وغربيّ، وتقع مدينة دير الزور على الضفة الغربيّة.

وتأتي هذه الخطوة بعد مرور أقلّ من أسبوع على نجاح الجيش السوريّ في فكّ الحصار الذي فرضه تنظيم «داعش» على دير الزور منذ 3 سنوات، وبعد مرور يومين على إعلان مجلس دير الزور العسكريّ المنضوي تحت جناح «قوات سورية الديمقراطية» قسد ، عن بدء حملة «عاصفة الجزيرة» لتحرير شرق الفرات، والريف الشرقي لدير الزور من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي.

ومن المتوقّع أن تركّز حملة «عاصفة الجزيرة» بمحاذاة نهر الخابور المصبّ إلى الفرات من الجهة الشرقية.

بدوره، أعلن التحالف الدولي دعمه لحملة «عاصفة الجزيرة»، وتعهّد بدعم عمليّات «قوات سورية الديمقراطية» عبر توريدات الأسلحة والأجهزة، وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتيّة والدّعم اللوجستي، وكذلك عبر الدّعم الناري الدقيق والنصائح الميدانيّة.

وشدّد التحالف في بيان صدر السبت الماضي، أنّه بعد انتهاء تحرير وادي نهر الخابور من «داعش»، سيتمّ تسليم إدارة المنطقة للهيئات المدنيّة المرتبطة بـ «قوات سورية الديمقراطية»، والتي تحكم حالياً منطقتَيْ الطبقة ومنبج.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى