جابر: من المؤسف ألّا تلتفت الدولة إلى الفنانين الكبار كما يجب
مصطفى الحمود
رعى النائب ياسين جابر الاحتفال الذي نظّمه مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي في النبطية، لمناسبة عيد الانتصار الثاني وتكريماً للفنانين صلاح تيزاني أبو سليم ، صلاح صبح شكري شكر الله ، ووفاء شرارة، وأيضاً لمناسبة تخريج دفعة من طلاب المركز في الدورات التعليمية لصيف 2017 في اللغة الإنكليزية والكمبيوتر والتزيين والتجميل النسائي.
وافتُتح على هامش الاحتفال معرض لوحات فنية من إنتاج طلاب صفّ الرسم في المركز، وذلك بحضور ممثل المديرية الإقليمية لأمن الدولة في النبطية الملازم أول حسين علي أحمد، ممثل قيادة حركة أمل في إقليم الجنوب المسؤول العمالي للحركة في الجنوب حسين وهبي مغربل، رئيس جمعية تجار النبطية جهاد فايز جابر، مديرة فرع كلّية العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية ـ الفرع الخامس الدكتورة سناء صباح، رئيس النادي الأهلي في النبطية محمد بيطار، ممثل رئيس بلدية النبطية عضو البلدية طارق بيطار، مدير ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية عباس شميساني وفاعليات ثقافية واجتماعية وتربوية، كما حضر الممثلون الثلاثة والطلاب المتخرّجون وذووهم.
تيزاني
افتتاحاً النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت حداداً عن أرواح شهداء الجيش والمقاومة، وترحيب من المربّية كفاح بيطار وكلمة الطلاب المتخرّجين ألقتها الطالبة مريم شريم، وألقى الفنان صلاح تيزاني كلمة الفنانين المكرّمين، فنوّه في مستهلّها بالنائب ياسين جابر «الذي يكرّم الفنّ ويكرّمنا، فيما رؤساؤنا ووزراؤنا ونوّابنا من طرابلس لم يقوموا بذلك، وهذه ليست المرّة الأولى التي نُكرَّم فيها على أرض النبطية والجنوب من قبل النائب جابر وهذا المركز الثقافي المشع، والذي تعاونّا معه منذ أكثر من 20 سنة وكنّا نقيم معه وبرعاية النائب جابر حفلات الفرح والتكريم في قرى المنطقة. ويوم كنّا في كفرصير هوى الفنان محمود مبسوط ـ فهمان ـ على المسرح وأسلم روحه على أرض الجنوب الذي أحبّه، ولم يقف إلى جانب عائلته إلا النائب جابر، وهذا الكلام أقوله وأردّده في طرابلس وفي صيدا وصور وبيروت وفي أيّ منطقة أزورها في لبنان. ياسين جابر يعرف قيمة الأخلاق والتكريم، وهو رجل وطني مقدام شجاع ونبراس في كلّ المحافل، وإن كانت شهادتي مجروحة بمحبته، لكنّني أردت أن أعطيه جزءاً من حقّه. فهو الوحيد الذي يقف إلى جانب فرقة أبو سليم ومن بقي منها من فنانين، لقد ودّعنا أمين ودرباس وغيرهما ممن كانوا معنا في الفرقة، في تلفزيون لبنان دفعوا التعويضات لكلّ العاملين وعندما طالبناهم بحقنا قالوا لنا «أنتم مياومون»، سنبقى مياومين وحتى الموت ودولتنا لا تفينا تعبنا ولا تعطينا حقوقنا الا النائب جابر الذي يكرّمنا اليوم ومنذ سنوات، وهو يجب أن يكون وزيراً للثقافة، لأنه يعطي الفنان حقه.
جابر
ثمّ تحّدث راعي الاحتفال النائب جابر فقال: نحن اليوم هنا لنكرّم أبا سليم، وأشكرك على عاطفتك، ولكن بالفعل لسنوات طويلة قد تفوق العشرين، كنّا دائماً نتعاون مع فرقة أبي سليم لأنها تشكّل شيئاً في ضمير الناس، في كل القرى التي زارتها كان الصغار قبل الكبار يحضرون مسرحياتها وسكتشاتها، من المؤسف ألّا تلتفت الدولة إلى الفنانين الكبار كما يجب. في المجلس النيابي أصدرنا قانوناً مع نقابة الفنانين بشأن تعويضاتهم، ولكن للأسف الشديد عندما كنا ندرس القانون، كانت هناك خلافات كبيرة بين فئات مختلفة من الفنانين، لم يوحّدوا موقفهم حتى يستطيعوا أن يكونوا أقوياء، ولكن هذا القانون أصبح موجوداً، ما نقوم به نحن في المركز هو واجب تجاه مجموعة من الفنانين تعودنا عليهم منذ الصغر، والاجيال الصاعدة كلها تتذكر أبا سليم وفرقته، ونحن نكرّمك اليوم لنقول لك شكراً على كل الجهود التي بذلتها مع زملائك في الفرقة عبر السنوات الماضية في قرى كثيرة من قضاء النبطية، وكنتم تأتون ليلاً وتبذلون الجهد، وأمام عيوننا سقط الفنان فهمان من التعب لأنه بالفعل كان مضطراً لأن يعمل. من المؤسف أن ينتهي فنانون كبار بهذا الشكل. نأمل أن يستطيع هذا الصندوق الذي أنشئ بموجب القانون تلبية حاجات الفنانين أمثالكم في المستقبل، وهنا لا ننسى الفنانة وفاء شرارة التي عبّرت عن المرأة المقاومة بأفضل تعبير من خلال المسلسلات التي شاركت فيها ومن خلال التلفزيون والمسرح، وهي تشارك أيضاً في كل المسرحيات التي نقيمها في النبطية».
وختم جابر: واليوم نحتفل بتخريج عدد من الطلاب الذين درسوا في مجالات عدّة في دورات تدريبية في المركز. وطموحنا أن نستمر وأن يبقى هذا المركز يلبّي طموحات المجتمع بعد عشرين سنة على إنشائه، وسيستمر بالوتيرة نفسها. نريد للنبطية مدينة العلم والعلماء أن تبقى فيها الشعلة الثقافية مشعّة، يجب أن نتعاون مع الأندية والجمعيات في النبطية لنُبقي المدينة، مدينة ثقافية بامتياز، مدينة علم تخرّج المميّزين، وهنا أشكر الهيئات التعليمية في النبطية لأن النجاح هذه السنة كان مميّزاً في مختلف الثانويات والمدارس، وثانوية الصباح التي نفتخر بها كانت واحدة من أفضل الثانويات الرسمية في لبنان من حيث التجهيز وكان النجاح فيها 97 في المئة. بجهد مشترك سنبقي النبطية شعلة في لبنان، شعلة أمن وعلم وثقافة. وأجيالنا الطالعة تواكب التطورات، وبالعلم وحده نستطيع أن نحصّن وطننا ومجتمعنا.
ثمّ سلّم جابر دروعاً تقديرية للفنانين المكرّمين الثلاثة، ووزّع الشهادات لطلاب المركز المتخرّجين.