الأسد بحث مع شويغو التعاون العسكري ومناطق خفض التوتّر في سورية
بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، التعاون العسكري والتقني بين روسيا وسورية.
وأعلنت الرئاسة السوريّة، أنّ الرئيس الأسد تلقّى رسالة تهنئة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين نقلها شويغو، بمناسبة فكّ الحصار عن مدينة دير الزور. كما تناولت المحادثات موضوع تطبيع الوضع الأمنيّ في سورية وأداء مناطق خفض التوتّر وتقديم مساعدات إنسانيّة للأهالي.
وجرى التأكيد خلال اللقاء على تصميم البلدين الصديقين على مواصلة وتعزيز جهود محاربة الإرهاب في جميع المناطق السوريّة حتى القضاء عليه نهائياً، لأنّها حرب مصيريّة ليس فقط بالنسبة لسورية، بل للمنطقة برمّتها وسترسم نتائجها مستقبل شعوبها.
من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع الروسيّة، أنّ شويغو قام بزيارة عمل إلى سورية بتوجيه من الرئيس فلاديمير بوتين، وأنّه والأسد بحثا في لقائهما «الجوانب الملحّة من التعاون العسكري والعسكري التقني» بين البلدين، في سياق نجاحات القوّات الحكومية السورية، بدعم من سلاح الجوّ الروسي، في « القضاء النهائي على تنظيم «داعش» الإرهابي».
إلى ذلك، أكّد أمين سرّ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وجود تقارير موثّقة تتحدّث عن إدارة التحالف الأميركي لـ«داعش» بدلاً من محاربته.
وأشار شمخاني في تصريحات لصحيفة الوفاق، إلى أنّ بعض الدول التي تدّعي محاربة الإرهاب تفتقد المصداقيّة والجدّية، متسائلاً: «ماذا فعلت الدول التي تدّعي محاربة الإرهاب، وعلى رأسها التحالف الأميركي، من عمل مؤثّر في محاربة الإرهابيّين أو تحرير المناطق التي يحتلّها «داعش» وسائر المجموعات التكفيريّة؟».
وتابع: «هناك تقارير موثّقة عديدة لدى إيران، تفيد بأنّ التحالف بقيادة أميركا يقوم بإدارة «داعش» بدل محاربته، وأنّه لم يفعل شيئاً في الحالات التي كان بالإمكان قمع هذا التنظيم، بل ساعده على الفرار من الساحة».
في سياقٍ متّصل، شدّد شمخاني على أنّ «ما لاحظناه حتى الآن من أميركا وحلفائها هو قصف المناطق السكنيّة وقتل النساء والأطفال واستهداف مواقع الجيش السوري والحشد الشعبي وبعض العمليات المحدودة غير المؤثّرة، وفي ظلّ ذلك إرسال مساعدات لوجستيّة إلى الإرهابيين».
وأشار أمين سرّ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنّ «محور المقاومة الذي يضمّ إيران والعراق وسورية وحزب الله، يعمل بإخلاص وصدق وبإرادة راسخة وأداء واضح وسجلّ ساطع على محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وحمّل المجموعات الإرهابيّة هزائم جسيمة ودفعها إلى حافة السقوط وأنقذ العالم من خطر انتشار المتطرّفين التكفيريّين».
وتطرّق شمخاني إلى تحرير مدينة دير الزور، وقال إنّ هذا التحرير وجّه الضربة النهائيّة لفلول «داعش» في سورية.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة أنّ الجيش السوري تمكّن بدعم الطيران الروسي في الأسبوع الماضي من تحقيق نجاحات كبيرة في وسط وشرق سورية، مؤكّدة تحرير 85 من أراضي البلاد من المسلّحين.
وأشار بيان صادر عن الجنرال ألكسندر لابين، رئيس أركان القوّات الروسيّة في سورية، أمس، إلى أنّ القضاء الكامل على تنظيم «داعش» الإرهابي في الأراضي السوريّة يتطلّب تحرير حوالى 27.8 ألف كيلومتر مربع من مساحة البلاد، مؤكّداً أنّ عمليّة تصفية إرهابيّي «داعش» و«جبهة النصرة» في سورية ستستمرّ حتى سحقهم بالكامل.
وفي السِّياق، بدأ الجيش السوري عمليّات عسكرية عدّة لتحرير أحياء مدينة دير الزور، التي لا تزال تحت سيطرة «داعش»، ويحضّر لإطلاق مزيد من العمليات.
وأوضحت شبكة الإعلام الحربي السوري في صفحتها على «فايسبوك»، أنّ الجيش بدأ عملية عسكريّة في حيّ الحويقة وحقّق تقدّماً في منطقة الجفرة شمال مطار دير الزور، وهناك عمليات أخرى قيد التحضير لتطهير أحياء المدينة.
وتأتي هذه التطوّرات بعد مرور أسبوع على فكّ الحصار عن المدينة، ودخول التعزيزات لتحرير المحافظة إلى وسط المدينة إثر شقّ ممرّ وفتح الطريق لنقل المساعدات.
هذا، ونقل الإعلام الحربي عن قائد ميداني في دير الزور، اتّهام التحالف الدولي بمساعدة قادة «داعش» وإجلاء العديد منهم عبر طوّافات.
وكشفت شبكة الإعلام الحربي، أنّ «العمليّة السريعة» للجيش السوريّ ستستهدف تحرير دير الزور بالكامل، وريفها الشرقي والغربي.
من جانبٍ آخر، يواصل الجيش العربيّ السوريّ تحضيراته لاجتياز آليّاته نهر الفرات لبدء عملية عسكريّة في ضفته الشرقية، وهو يجهّز حالياً جسوراً حديديّة لنقل المركبات.
وكانت طلائع الجيش العربي السوري اجتازت نهر الفرات إلى الضفة الشرقية في دير الزور، إذ كشفت صحيفة «الوطن» أنّ وحدات «الضفادع البشريّة» التابعة للقوّات البحريّة انضمّت للحملة، في أول مشاركة فاعلة لها في العمليّات البريّة.
ونقلت الصحيفة عن «القناة المركزيّة لقاعدة حميميم الجوية»، أنّ «انتقال المعارك البرّية إلى الجهة الشرقيّة من نهر الفرات في دير الزور تمّ بالفعل مع دخول طلائع القوّات الصديقة الراجلة، بانتظار وصول الجسور لعبور الآليّات المدرّعة».
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادر، أنّ استقدام الجيش لقوّات الضفادع البشريّة التابعة لسلاح البحرية، قد ساهم بإنجاح العملية، لا سيّما أنّ الجيش جلب معه زوارق مطاطيّة وجسوراً متحرّكة نقلها على وجه السرعة إلى دير الزور بعد أن تعمّد التحالف الدولي تدمير جميع الجسور على نهر الفرات.