إبراهيم: طموحنا بناء الدولة القويّة ومنع عودة لبنان ـ الساحة
شدّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على «ضرورة الالتفاف حول مؤسّساتنا الدستوريّة لمواصلة بناء الدولة القويّة بأجهزتها العسكريّة والأمنيّة، العادلة بقوانينها، القادرة بشعبها»، مؤكّداً «أنّنا انتصرنا على الإرهابَين «الإسرائيلي» والتكفيري بوحدتنا».
مواقف إبراهيم جاءت خلال رعايته مساء أول من أمس
العشاء السنوي للنادي الثقافي الجنوبي بمشاركة أعضاء النادي وحشد من طلّاب الجامعات.
واعتبر إبراهيم في كلمته، «أنّها أيّام النصر، أيام الشهادة الملازمة أبداً لهذا النصر والثمن الطبيعي له، لأنّ التاريخ علّمنا أنّ الأوطان لا تُصان ولا يعلو لها سياج، من دون تضحيات ودم يُبذل لأجل أن يبقى الوطن سيّداً حرّاً منيعاً».
وأضاف: «إلى الجنوب، الذي ما زال فرحه مؤجّلاً ما دام العدو «الإسرائيلي» جاثماً على أرضنا، يتهدّده كلّ يوم. للجنوب إمام التضحيات، وراهب الصبر والصمود على عاتيات الزمن دفاعاً عن لبنان، كلّ لبنان ألف تحيّة وتحية».
ولفتَ إلى «أنّنا «نلتقي اليوم، ولبنان يئنّ ألماً على شهداء الوطن الذين قُتلوا ظلماً وغيلة وعدواناً، على يد إرهاب متوحّش همجيّ، يتشابه ويتماثل مع عدوّ «إسرائيليّ» لئيم، لأنّ كليهما يشكّلان امتداداً للآخر في سعيهما إلى ضرب نموذجنا الفريد في التعايش والتفاعل الحضاري والثقافي. فالإرهاب «الإسرائيليّ» والتكفيري من طبيعة همجيّة، لا يعترف بآخر، ويسعى إلى إقامة دول أحاديّة قائمة على عنصريّة بغيضة وقاتلة. لكنّ المُشرق والمضيء في لبنان، انتصارنا على هذين العدوّين بوحدتنا الوطنيّة، بوصفها ضمانة بقاء لبنان، دولة استثنائيّة بغناها الثقافي والروحيّ. وما لقاؤنا اليوم في نادٍ ثقافي، وفي حضرة أهل علمٍ يشكّلون أحد أوجه قوّة لبنان، إلّا دليل على ذلك. فالدول القويّة يصنعها العلم والمتعلّمون، بالقدر نفسه الذي يدافع عنها جنود شديدو البأس كما جنودنا الشهداء».
وتابع إبراهيم: «من دواعي سروري أن يبادر كلّ فرد أو مجموعة من الوطن إلى بناء إطار ثقافي، لكنّ الأهم والأكثر ضرورة، أن يكون ذلك على طريق التكامل والتقاطع مع الجميع، والتفاعل لتقديم الأمثل والأفضل للبنان الواحد الموحّد بكلّ طاقاته ومكوّناته الحضاريّة والثقافيّة».
وأضاف متوجّها إلى الحاضرين: «ولا يعتقدنّ أحد للحظة واحدة أنّ جزءاً يمكن أن يصير كلّاً. لقد اختبر البعض هذا الأمر في لحظة جنون، فكان أن تحوّل لبنان إلى صندوق بريد للخارج. أمّا طموحنا اليوم وغداً، فهو منع عودة لبنان – الساحة، بل العمل سويّاً من أجل بناء دولة قويّة بمؤسّساتها، فخورة بأبنائها المتعلّمين والحرفيّين والمزارعين والصناعيّين والتجّار والمهنيّين».
وشدّد على أنّ «تاريخ الانتصار الذي نحتفل به الآن، كُتب بدم شهداء الوطن، الذين طردوا، وبقرار وطنيّ جامع، المحتلّ «الإسرائيليّ» وأذنابه الإرهابيّين على حدّ سواء، لأنّ كلّ عمل يستهدف الكيان اللبناني إرهاب يستدعي اجتثاثه، لا محاربته فقط، أو انتظاره حتى يصبح داخل حدودنا، ولنا خير مأثرة في قول الإمام علي: «ما غُزي قوم في عقر دارهم إلّا ذُلّوا».
واعتبر إبراهيم، أنّ «ما يجب أن يعلمه الجميع ويتنبه إليه بوعي وطنيّ وحدس سياسيّ محترف، هو أنّنا معنيّون بالالتفاف حول مؤسّساتنا الدستوريّة لمواصلة بناء الدولة القويّة بأجهزتها العسكريّة والأمنيّة، العادلة بقوانينها، القادرة بشعبها، ليكون لنا سلام واستقرار، مصانان بسياسة حكيمة واقتصاد متين وعلم حديث وعمل وافر، وكلّ عمليّة استنزاف داخليّ خارج هذا الإطار لا تعني غير المتاجرة بآمال اللبنانيّين، وسعيهم إلى عيش حرّ وكريم».