شريعتمدار في «منتدى الأربعاء»: إيران سعت إلى أفضل العلاقات مع العرب
استضاف «منتدى الأربعاء» في «مؤسّسة الإمام الحكيم» المستشار الثقافي للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في بيروت محمد مهدي شريعتمدار، في لقاء حواري تحت عنوان: «الحوار الثقافي الإيراني ـ العربي»، في حضور جمع من الشخصيّات الروحيّة والسياسيّة والدبلوماسية والأكاديميّة والإعلاميّة.
قدّم اللقاء وأداره المحامي بلال الحسيني، ثمّ تحدّث شريعتمدار الذي قسّم موضوع الندوة إلى ثلاثة أقسام، قدّم في القسم الأول منها، مقاربة تاريخيّة تحليليّة حول أهم المحطّات التاريخيّة الإيرانية التي تركت آثارها في العلاقة مع العرب.
وأشار إلى أنّ «الثورة الإسلامية في إيران، وهي مرحلة تاريخيّة حاسمة، نقلت إيران إلى معسكر الدفاع عن القضايا الرئيسيّة في العالم العربي وعلى رأسها قضيّة فلسطين».
ورأى أنّ «الفارق الكبير بين إيران والعالم العربي هو أنّ إيران لم تعانِ حالة استعمار كما عانى العالم العربي، إذ كانت قد تحوّلت إلى ممرّ لعبور القوّات العسكريّة للدول المستعمرة في الحرب العالميّة. وفي كلّ هذه اللحظات التاريخيّة لم يكن هناك صراع عربي – فارسي، ولم تكن هناك أيّة مواجهة عسكريّة بين الإيرانيّين والعرب. بينما نلاحظ أنّ ثمّة مواجهة عسكريّة بين الإيرانيّين والروس، وفيها خسرت إيران بعضاً من أراضيها، كما كانت هناك مواجهة عسكريّة بين إيران والدولة العثمانيّة في معركة جالديران، أدّت إلى تراجع إيران عن بعض من أراضيها أيضاً».
وتناول شريعتمدار المرحلة المعاصرة في تاريخ العلاقات الإيرانية – العربية، وهي مرحلة ما بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران. وأوضح أنّ «إيران سعت إلى إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية، حيث باتت تدافع عن القضايا العادلة في العالم عموماً والعالم العربي خصوصاً، ولا سيّما قضية فلسطين، وأخذت تدعو إلى الوحدة الإسلامية والتضامن الإسلامي العربي».
وفي ما يتعلّق بسياسة إيران اتجاه المنطقة، قال: «ثمّة رؤيتان أساسيتان: الأولى، سياسة الدولة الأقوى في المنطقة والثانية سياسة المنطقة الأقوى في مقابل الآخر. فإذا كانت هناك بعض الدول العربيّة التي تبحث في أن تكون الدولة الأقوى في المنطقة، فحينها سيبدأ الصراع على النفوذ. أمّا إذا اتّفقنا على أن تكون منطقتنا هي المنطقة الأقوى، فيمكن تحقيق الاتحاد والتضامن في مقابل العدو المشترك، ألا وهو الكيان الصهوني».
وتحدّث شريعتمدار عن ضرورات الحوار الثقافي الإيراني ـ العربي، لافتاً إلى «أنّ التشديد حول التباعد والصراع لا يصبّ في صالح أيّ جهة من الدول في المنطقة، حيث ثمّة طاقات استيعابيّة كاملة في منطقتنا لم يتمّ توظيفها حتى الآن. وإذا ما تمكنّا من التغلّب على الصراع في ما بيننا، فيمكننا توظيف هذه الطاقات بحيث تؤثّر على الأجواء الجيوسياسيّة والجيواستراتيجيّة والجيواقتصادية، الأمر الذي قد يحوّل منطقتنا إلى منطقة قويّة، لا سيّما أنّها منطقة استراتيجيّة».
وختم شريعتمدار بالقول: «بعد انتصار الثورة الإسلاميّة، لم تقم إيران بأيّ مبادرة معادية للعرب، بل على العكس من ذلك، شهدت مبادرات معادية ضدّها من العرب، كالحرب الصدّامية ضدّ إيران وبعض سياسات الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ إيران لم تواجه هذه الدول بالمثل».