البرزاني يتسلّم مشروعاً غربياً ـ أممياً بديلاً عن الاستفتاء
قدّم ممثّلون عن الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة، مشروعاً بديلاً عن استفتاء الانفصال إلى رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني.
وقالت رئاسة الإقليم في بيان، إنّ «البرزاني استقبل وفداً رفيع المستوى من التحالف الدولي، مؤلّفاً من ممثّل الرئيس الأميركي في التحالف الدولي بريت ماكغورك وممثّل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش والسفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان والسفير البريطاني فرانك بيكر والوفد المرافق لهم».
وتابع البيان، أنّ الجانبين بحثا مواضيع بينها قضية الاستفتاء، مشيراً إلى أنّ «الوفد قدّم مشروعاً بديلاً لإجراء الاستفتاء، وأنّ البرزاني تسلّم البديل ورحّب بإجراء حوار بنّاء».
وبحسب البيان، أكّد البرزاني أنّ «الاستفتاء والبديل المقترح ليسا قراري الشخصي، وسيتمّ بحث الموضوع مع القيادة السياسية الكردستانية وسنعلن موقفنا بصدد الموضوع قريباً»، من دون ذكر تفاصيل عن المشروع البديل.
ومن المتوقّع أن يبحث برلمان كردستان العراق اليوم الجمعة المشروع «الغربي الأممي» قبل التصويت بـ»لا» أو «نعم» على الاستفتاء المرتقب في 25 أيلول الحالي لاستقلال الإقليم، وذلك بعد رفض البرلمان الاتحادي في بغداد منح الشرعيّة للاستفتاء الكردي.
إلى ذلك، أفاد مصدر مطّلع، أمس، عن رفض مركز كركوك للاتحاد الوطني الكردستاني إجراء الاستفتاء على استقلال كردستان في محافظة كركوك.
وقال المصدر، إنّ «غالبيّة أعضاء مركز كركوك للاتحاد الوطني الكردستاني صوّتوا على عدم إجراء الاستفتاء في كركوك باجتماع موسّع». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ «الاجتماع عُقد برئاسة كوسرت رسول علي نائب الأمين العام للاتحاد الوطني، بمشاركة محافظ كركوك نجم الدين كريم وأعضاء المكتب السياسي ولاهور شيخ جنكي».
وأوضح، أنّ «الاجتماع صوّت لعدم إجراء الاستفتاء في كركوك، وأنّ موقفاً رسمياً سيصدر من الاتحاد الوطني الكردستاني بهذا الشأن لبيان تفاصيل هذا القرار».
وفي وقت لاحق، أكّد البرزاني خلال كلمة ألقاها أمام تجمّع جماهيري بمحافظة دهوك، أنّه أبلغ الدول العظمى أنّ الأكراد سيتخلّون عن الاستفتاء مقابل بديل أفضل، مضيفاً أنّه لم يعد هناك وجود لاتفاقيّتي «سايكس بيكو» و»لوزان».
واعتبر أنّ إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم، أنهت الشراكة مع بغداد»، مشيراً إلى أنّ «تصعيد البرلمان العراقي يقطع طريق المفاوضات مع الحكومة المركزية».
وفي السياق، أعربت أحزاب وشخصيّات كردية عن رفضها قرار برلمان العراق إقالة محافظ كركوك من منصبه، بعد أن قرّرت المحافظة المشاركة في استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق.
وجاء قرار إقالة كريم، استجابة لطلب رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعد أن وافقت المحافظة بغير إرادة مكوّناتها من عرب وكلدان وتركمان، على المشاركة في الاستفتاء المرتقب إجراؤه في 25 أيلول الحالي.
واعتبر محافظ كركوك قرار إقالته من منصبه «باطلاً»، مؤكّداً أنّ مجلس المحافظة هو الوحيد المختصّ في سحب الثقة والإقالة.
إلى ذلك، دعا الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، أمس، الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان إلى أن يقفوا بموقف واضح وصريح لمنع الانزلاق إلى «الحرب الأهلية».
وقال العامري في كلمه له خلال مهرجان الغدير المنعقد في النجف، إنّ «في خضمّ هذه الانتصارات يؤرّقنا ويحزننا ما يحصل اليوم في موضوع الاستفتاء في كردستان»، متمنّياً على «الجميع أن ينظروا إلى الموضوع نظرة جدّية واقعية، والمحاولة بكلّ الوسائل المتاحة لمنع الحرب الأهلية».
ودعا العامري «الإقليم والحكومة الاتحادية وكلّ المخلصين، إضافة إلى دول الجوار والمنطقة ودول العالم، إلى أن يقفوا بموقف واضح وصريح لمنع الانزلاق في الحرب الأهليّة»، مؤكّداً أنّه «إذا استمرّ هذا التصعيد والوتيرة فالحرب الأهليّة قطعية».
وتابع، «علينا أن نبذل كلّ الجهد في سبيل أن لا يحصل الاستفتاء ولا تحصل انعكاساته السلبيّة»، داعياً «الأخوة في كردستان إلى الحوار، كون ولا يوجد شيء لا يتحقّق بالحوار إذا توفّرت الجدّية وصدق النيّة».
وتشهد علاقة إقليم كردستان بالحكومة الاتحادية توتّراً نتيجة تحديد رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني الـ25 من أيلول الحالي موعداً لاستفتاء مواطني الإقليم بشأن الانفصال عن العراق وتأسيس دولة كردية مستقلّة، فيما لاقى هذا الموضوع رفضاً قاطعاً من الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي، ما دفع بالبرلمان العراقي إلى اتّخاذ قرار برفض الاستفتاء، كما صوّت على إقالة محافظ كركوك.