غصن ونظراؤه المشاركون في مؤتمر التضامن الدولي بدمشق: لخلق تكتل عربي ـ أفريقي وعالمي لمواجهة التحديات المشتركة
بحث الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن مع نظرائه الأمين العام للاتحاد العالمي للنقابات جورج مافريكوس، والأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الأفريقية أرزقي مزهود مجمل القضايا والملفات التي تخصّ عالم العمل والعمال في قارة أفريقيا والعالم، وذلك خلال اجتماعه إليهم في مقرّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالعاصمة السورية دمشق،عقب مشاركتهم في فعاليات الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية ضدّ الإرهاب والحصار والعقوبات الاقتصادية وسياسات التدخل الإمبريالي، والذي عقد في دمشق يومي 11 و12/ 9 /2017، تحت رعاية الرئيس السوري بشار الأسد، والذي نظمه الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية بالتعاون مع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب واتحاد النقابات العالمي، وشاركت فيه وفود نقابية، فضلاً عن منظمة العمل العربية ومنظمة الوحدة النقابية الأفريقية أوزا إضافة إلى عدد من المنظمات النقابية الوطنية وممثلي أجهزة الإعلام العربية والدولية من أكثر من 40 دولة من جميع القارات، ووفود تمثل عدداً من المنظمات العربية والوطنية.
واتفق الأمناء الثلاثة على أهمية العمل المشترك، والتعاون التاريخي بين منظماتهم، خاصةً أنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يتقاسم مع «المنظمة الأفريقية» أكثر من نصف القارة ويواجه وإياها التحديات عينها والنضالات نفسها من صون الحريات النقابية وتحقيق العدالة الاجتماعية والحفاظ على الكرامة الإنسانية.
وأعرب غصن عن تقديره لهذا التعاون، خاصة في المحافل الدولية، موجهاً التحية إلى عمال أفريقيا وفي مقدّمهم قيادة منظمة الوحدة النقابية الأفريقية في نضالهم الدؤوب من أجل رفعة أمتهم وكرامة شعبهم والحفاظ على استقلاليتهم ورصّ صفوفهم لحماية وحدتهم حاملين شعلة الحرية والعدالة الاجتماعية.
وأكد غصن ومافريكوس ومزهود على العمل المشترك الجامع والموحّد الذي تقوم به منظمة الوحدة النقابية الأفريقية التي ينضوي تحت لوائها 73 اتحاداً وطنياً منتشرين في 54 دولة أفريقية وتضمّ 30 مليون عاملة وعامل، هذه المنظمة التي تربطها مع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب المبادئ المشتركة والأهداف النبيلة من أجل الدفاع عن الحقوق الحريات النقابية وتحقيق العدالة الاجتماعية وصون الكرامة الإنسانية، مؤكدين على التاريخ المشرف للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، ذلك الاتحاد المناضل، التوأم للمنظمة الأفريقية والذي تأسّس في 24 آذار 1956، كإطار معبرٍ عن وحدة نضال الطبقة العاملة العربية، وجاء تأسيسه قبل أكثر من نصف قرن تتويجاً لنضالات الطبقة العاملة وتضحياتها الكبرى بهدف إيجاد تنظيم نقابي عربي يعمل على تحقيق تطلعاتها الطبقية والوطنية والقومية ويقوي من تلاحمها في الكفاح من أجل مواجهة الأخطار المهدّدة لأهدافها وطموحاتها المستقبلية، ويضع حجر الأساس للوحدة لإيمانه المطلق بأنّ تحرُّر الأرض من الهيمنة الإمبريالية والصهيونية والرجعية بمظاهرها كافة، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية، مرهون بحجم الدور الذي تؤديه الطبقة العاملة في قيادة المجتمع وبما يعزّز دورها النضالي في إقامة المجتمع المتقدم والموحّد.
وأمل غصن ونظيراه على رفع مستوى التعاون في الأفكار والمبادئ والرؤى في المرحلة المقبلة من أجل خلق تكتل عربي -أفريقي وعالمي لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكدين على أنّ التعاون يمتد إلى منظمتي العمل العربية والدولية وباقي الشركاء الاجتماعيين وأنه السبيل الوحيد لمواجهة كلّ المخاطر والتحديات التي تواجه عالم العمل والعمال.
واتفقوا على أنه لا بد من تطوير التعاون بين الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والاتحاد العالمي للنقابات ومنظمة الوحدة النقابية الأفريقية في المرحلة المقبلة، انطلاقاً من إعلان أكرا في غينيا في كانون 2014 حيث اتفقت المنظمات الثلاث على محاربة كل أشكال الاستغلال والحد من تحويل العامل إلى مجرد سلعة ومواجهة العولمة الجائرة والليبرالية المتوحشة وضمان كرامة العامل وحقه بالعمل اللائق وحق التنظيم النقابي والتفاوض الجماعي والوقوف في وجه التحديات المختلفة التي تواجه الحركة النقابية العمالية العالمية على مختلف المستويات، لاسيما البطالة والهجرة والنزوح، خصوصاً محاولات تفتيت النقابات والسعي إلى بث الشقاق بين المراكز النقابية العربية والأفريقية ومحاولات إضعاف الحركة العمالية وتشتيتها لمصلحة القوى الرأسمالية والأنظمة النيوليبرالية، موضحين أنّ العلاقات الثنائية بين الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومنظمة الوحدة النقابية الأفريقية أعطت وجهاً مشرقاً لعلاقات التعاون المبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وللتفهُّم والتفاهم.
وأدان الأمناء الثلاثة الإرهاب ومموليه وداعميه، مثمنين الانتصارات التي يحققها الجيشان السوري واللبناني والمقاومة في مواجهة الإرهاب، لافتين إلى أنّ أخطر ما تتعرّض له قارتنا بل والعالم هو الإرهاب المتمثل بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة من فلسطين إلى الجولان وتلال شبعا ومزارع كفرشوبا في جنوب لبنان، حيث انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وفداحة ممارساته المتمثلة بقتل العمال العرب وإهانتهم وإذلالهم على المعابر، فضلاً عن غطرسته وسرقة سماسرته جزءاً من أجور العمال واستغلال النساء والأطفال في أسوأ الأعمال وفي العمل الجبري، وغيرها من الأعمال التي تشكّل، من وجهة نظرهم، مظهراً من مظاهر إرهاب الدولة الذي توازي الإرهاب الذي تمارسه الجماعات التكفيرية التي تجتاح بلداناً عربية، بدءاً من سورية ولبنان ومصر والعراق وليبيا، وصولاً إلى دول شمالي أفريقيا لا بل مجمل القارة حيث الجماعات الإرهابية من «داعش» وأخواتها و»بوكو حرام» وأمثالها التي تقتل المواطنين الآمنين وتغتال، بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، العمال الساعين إلى رزقهم والتلامذة القاصدين المدارس ودور التعليم.
كما تطرقوا إلى الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الدول الاستعمارية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها من الدول الغربية، على الدول المستقلة الحرة التي تأبى الانصياع لإملاءاتها والخضوع لهيمنتها وإذلال شعبها.
ورأى الأمناء غصن ومافريكوس ومزهود أنّ هذا الإرهاب ما كان لينمو ويتفشى لولا مستنقعات البطالة وبؤر الفقر التي تولّد الكراهية والحقد والتطرف، وما ازدياد أعداد العاطلين عن العمل في العالم إلى ما يقارب 200 مليون إنسان وبلوغ عدد الذين يعيشون تحت سقف الفقر مليارين ونصف المليار منهم 327 مليون عامل وفقاً لإحصاءات منظمة العمل الدولية إلاّ القنبلة الموقوتة التي تهدّد السلم الاجتماعي، واعتبروا أنّ هذا ما يدفعنا إلى وضع الرؤية وإعداد البرامج وتحديد الأهداف وإيجاد فرص للعمل اللائق وتفكيك الاشتباك بين التطور الاقتصادي والتطوير الاجتماعي والحدّ من أسوأ أشكال عمل الأطفال والنساء ورفع مستويات الأجور بدل استخدام اليد العاملة الرخيصة في القطاع غير المنظم والتي تعمل من دون أية حماية اجتماعية».