مختصر مفيد لا فرص لقيام دولة كردية
مختصر مفيد لا فرص لقيام دولة كردية
مَن ينظر إلى الخارطة فسيرى ببساطة أن المناطق التي تطمح بعض القيادات الكردية لتحويلها دولة مستقلة تقوم على اقتطاع جزء من الجغرافيا التاريخية لأربع دول هي سورية والعراق وإيران وتركيا.
مًن يقرأ بعضاً من السياسة فسيرى أن انفصال الأجزاء التي يطلبها بعض قادة الأكراد لقيام دولة موحّدة أو دويلات عدة سيفتح طريقاً سلسة لتفكك الأوطان والدول التي تنتمي إليها هذه الأجزاء منذ زمن طويل بغض النظر عن تاريخ توطّن الأكراد فيها.
مَن ينظر بعيون السياسة والتحالفات والحسابات والمعارك الدائرة فسيسهل عليه أن يستخلص أن انفصال الأكراد بعضهم أو كلهم لدولة واحدة أو لخصوصيات دولتية عدة، وكيانية يعني فرحاً إسرائيلياً وتعويضاً لخسائر محور أميركا ومعها السعودية أمام محور المقاومة ومعه روسيا.
معركة إقامة دولة كردية وخصوصية كيانية تعني حرباً أشدّ خطراً على محور المقاومة ولا ترد ضمن مفردات الحديث عن تفاوض وحلول سياسية.
من حق المتضرّرين سياسياً وكيانياً من مساعي التفكيك والانفصال أن يستعملوا مصادر قوتهم الناعمة لإفهام بعض الرؤوس الحامية بين قيادات الأكراد الأكلاف المترتبة على اللعب بوحدة الكيانات.
الإصرار على استفتاء أكراد العراق حول الانفصال لم يأتِ صدفة في موعد وعد بلفور، فهو وعد يشبهه وبدلاً من التنديد بذكرى ما مضى الأفضل والأفعل إجهاض ما هو قيد الولادة.
حلف منع الاستفتاء على الانفصال مطالَبٌ بإعلان النية بإغلاق كل المنافذ البرية مع كردستان العراق وقطع أشكال الاتصال كلها، إذا تم الاستفتاء في اليوم الذي يليه، فلا تنقل للبضائع والنفط والبشر والكهرباء وشبكات الهاتف بين الإقليم المنفصل، حتى لو لم يتم الانفصال، مع جيرانه عبر الحدود في تركيا وسورية والعراق وإيران.
مسؤولية الحكومة العراقية البدء بالقرار والطلب من دول الجوار الانضمام إليه، ومعاملته سلمياً كتمرّد يجب أن يخضع للحصار.
ناصر قنديل
ينشر هذا المقال بالتزامن مع الزميلتين «الشروق» التونسية و«الثورة» السورية.