ماكرون يدعو لرفع الحصار وميركل «لا تسرّبوا» المعلومات كلها
بدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أول أمس جولة خارجية شملت تركيا وألمانيا واختتمها بلقاء الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وذلك في لقاء هو الأول منذ وصول ماكرون للسلطة قبل أربعة أشهر.
في ما أجرى الرئيسان مباحثات تناولت الأزمة الخليجية ومسألة مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى سبل تعزيز مجالات التعاون المشترك بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأعلن قصر «الإليزيه» في هذا الصّدد، «أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا لرفع الحصار عن قطر بأسرع وقت ممكن»، وأكد بعد لقائه أمير قطر، أن «البلدين يعتزمان إقامة آليات مشتركة لتجفيف تمويل الإرهاب».
وقال الرئيس الفرنسي عقب استقباله أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في باريس، أمس، «إنّ بلاده مستعدّة للقيام بدور نشط في دعم الوساطة الكويتية، من أجل حلّ الأزمة الخليجية في أقرب فرصة ممكنة».
وأعرب الرئيس ماكرون عن «قلقه إزاء التوترات في الخليج»، معتبراً أنّها «تهدّد الاستقرار الإقليمي وتقوّض الحل السياسي للأزمات والمكافحة الجماعية ضد الإرهاب».
كما قال مكتب ماكرون «إنّ باريس تدعم الجهود الدبلوماسية التي تقودها الكويت وهي وسيط رئيسي في الأزمة».
وأوضح الإليزيه أنّ «فرنسا وقطر عازمتان على إقامة آليات مشتركة لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب».
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإنّ «رئيس الجمهورية طالب برفع إجراءات الحصار التي تؤثر على سكان قطر وخاصة العائلات والطلاب في أسرع وقت ممكن».
أما في برلين، فقال أمير قطر خلال لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، «لدينا ثقة كبيرة في الشركات الألمانية وسنلتزم باستثماراتنا في ألمانيا».
وأكد الشيخ تميم «أن بلاده تتفق مع الجميع على مكافحة الإرهاب، إلا أنها تختلف مع بعض الدول العربية في تشخيص أسبابه وجذوره»، مضيفاً في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية: «كلنا نكافح الإرهاب، لكن قطر تختلف مع بعض الدول العربية على تشخيص جذور الإرهاب وأسبابه».
وشكر بن حمد ألمانيا على دعمها للمبادرة الكويتية وجهود حل الأزمة الخليجية، قائلاً: «نشكر ألمانيا على دعمها المبادرة الكويتية، وجهود الحوار، وهذه هي سياسة ألمانيا المعهودة دائماً».
فيما قالت ميركل إن «هناك جهوداً ومساعي لحل الأزمة الخليجية، إلا أنه لا يجب أن تسرّب كل المعلومات للصحف في اليوم التالي، فيما يخص الأزمة الخليجية»، وأشادت بالعلاقات الثنائية مع قطر، متابعة «العلاقات الثنائية قوية جداً، ويجب علينا التركيز على تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين».
في سياق منفصل، أكد أمير قطر، أنّ بلاده لديها ثقة كبيرة في الشركات الألمانية وستبقي على حصصها في «دويتشه بنك» و «فولكسفاغن».
وقال في هذا الصّدد: «ثقتنا كبيرة بالاقتصاد والشركات الألمانية وسوف نستمر في هذه الاستثمارات».
وأضاف الشيخ تميم: «تجمعنا شراكة استراتيجية، مرور الشركات في أزمات، أمر طبيعي، في بعض الأحيان تجري الشركات الكبرى إصلاحات، ولكن هذا لن يغير موقفنا من الاستثمارات في الشركات الألمانية».
وتهدف جولة الأمير إلى حل الأزمة الخليجية القطرية المستمرة منذ حزيران الماضي على خلفية اتهام قطر بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار دول المنطقة.