الانتحار الكردي
ـ رغم الأصوات العاقلة التي خرجت من حزبي الطالباني والجبهة الديمقراطية الكردية ومقاطعتهما لإجتماع البرلمان الهادف للتصويت على تفويض الحكومة بإجراء الإستفتاء يمضي مسعود البرزاني وحزبه بلعبة حافة الهاوية.
ـ حتى الآن يمكن القول إنّ الإعلان عن المضيّ بالاستفتاء على الانفصال منح فرصاً ذهبية للبرزاني للمفاوضة على مكاسب كان مستحيلاً بلوغ مثلها على البارد.
ـ لكن ماذا لو تخطي البرزاني اللعبة التفاوضية على حافة الهاوية ومضى بالاستفتاء؟
ـ المواقف العراقية والتركية والإيرانية تقول إنّ نسبة التصعيد سترتفع في الجوار وإنّ خيار إقفال الحدود سيكون وراداً بقوة وفي هذه الحال سيكون الرهان على تفاوض جديد من موقع أقوى في غير مكانه فعدم السير بالانفصال والاحتفاظ بنتائج الاستفتاء ورقة ضاغطة قد يكون مقامرة غير محسوبة.
ـ حتى الآن الحكومة العراقية تدرس إجراءات وقف الرواتب وربما تزويد الإقليم بالكهرباء وتعليق خدمات الهاتف وإيران تعلن عزمها إقفال الحدود وتركيا تعقد مجلس الأمن القومي بصورة طارئة والمعلومات تتحدّث عن وقف ضخّ النفط من كركوك عبر تركيا.
ـ التفاوض بعد الاستفتاء سيكون من موقع ضعف وعنوانه فك إجراءات المقاوطعة مقابل القبول باعتبار الاستفتاء غير قانوني وذلك انتحار سياسي والسير بالانفصال سيكون انتحاراً كاملاً.
التعليق السياسي