«مهرجان بغداد السينمائيّ الدوليّ» يعرض 750 فيلمًا من 45 دولة

رغم الظروف الصعبة التي يعيشها العراق، إلا أن الاستعدادات لانطلاق مهرجان بغداد السينمائي الدولي في دورته السادسة اكتملت، وستشهد ليالي بغداد مئات الافلام السينمائية. ويؤكد الدكتور طاهر علوان، مدير «مهرجان بغداد السينمائي الدولي»، أن برامج دورته السادسة التي ستنطلق في 15 من الجاري وتستمر إلى 19 منه ستتضمن 750 فيلمًا من 45 دولة سجلت في المهرجان، لكن 112 فيلمًا ستعرض ضمن المسابقات الرسمية الست للمهرجان، مشيراً الى أن 80 من أفلام المسابقات الرسمية هي العرض الأول في العراق والعالم العربي، فيما سيكون فيلم الافتتاح عراقيًا، وهو من أفلام تظاهرة بغداد عاصمة الثقافة العربية وعنوانه «الحاج نجم» ويعرض للمرة الأولى في العراق والعالم العربي، وهو من الافلام الضخمة وشاركت فيه عناصر فنية من فرنسا وبريطانيا، سيناريو وحوار سلام حربة، موسيقى احمد الشواك، تصوير توماس سيشاوا، إخراج عامر علوان، وتدور حوادثه عام 1918 زمن المقاومة ضد المحتل البريطاني، والبطولة للنجم الكبير سامي قفطان.

يقول علوان: «رغم الظروف والتحديات الأمنية التي يواجهها العراق ودول الجوار إلاّ أن إدارة المهرجان وطواقمه العاملة أصرت على الاستمرار في العمل والتحضير الجاد لمدة عام كامل لإقامة هذه الدورة وهي الأضخم بين دورات المهرجان. إقامة مهرجان سينمائي في بغداد يعني الكثير، فهنا يكمن التحدي لجميع الظروف وهنا يسمو حب الحياة والجمال، فهو تظاهرة ثقافية ناجحة كبرى ومنجز سينمائي ينحاز الى الفن والفن السينمائي. قدم للمهرجان اكثر من 750 فيلمًا من جميع قارات العالم ومن 45 دولة، أما عدد الافلام التي اختارتها اللجان المختصة للدخول في المسابقات الرسمية 112 فيلماً، الغالبية منها بنسبة تصل الى 80 هي العرض الأول في العراق والعالم العربي، وتراوحت أفلام المسابقات بين الروائي الطويل والروائي القصير والوثائقي وأفلام حقوق الإنسان، فضلاً عن أفلام المخرجات العربيات والأفلام العراقية مع مشاركة عربية واسعة في جميع المسابقات تقريبًا. إنه العام الثالث على التوالي الذي نقيم فيه شراكة وتعاوناً مثمراً وفاعلاً مع مهرجان كليرمان فيران السينمائي الدولي للفيلم القصير، وهو ثاني أهم المهرجانات في فرنسا مع مهرجان كأن ثمة اتفاقية مبرمة بين الطرفين لعرض الأفلام الحاصلة على الجوائز الأولى في مسابقات هذا المهرجان سنوياً، ويخصص لها كما في الدورات السابقة برنامج خاص».

يضيف الدكتور علوان: «نجحت إدارة المهرجان في التعاون مع وزارة الثقافة العراقية ودائرة السينما والمسرح لإزاحة الستار عن مجموعة من الأفلام العراقية التي أنتجت لحساب مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية العام الفائت وتعرض للمرة الأولى في العراق والعالم العربي وتراوحت بين الفيلم الروائي الطويل والقصير والوثائقي، إذ سينظم لها عرض خاص وندوة خاصة تتضمن لقاءً مع مخرجي تلك الأفلام ضمن فعاليات المهرجان. وستشهد الدورة السادسة عقد المنتدى السنوي لمناقشة واقع صناعة السينما ومستقبلها في العراق، بمشاركة نخبة من السينمائيين العراقيين تتضمن تقديم أوراق عمل ومناقشات مستفيضة حول واقع الإنتاج السينمائي، مع تسليط الضوء بشكل خاص على مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية وتجربة إنتاج أكثر من 30 فيلمًا من موازنة ذلك المشروع. إن التحدي السنوي هو عدم تخصيص موازنة ثابتة للمهرجان من جهة الحكومة العراقية وباقي الجهات الرسمية العراقية، رغم أن المهرجان هو المهرجان العراقي العربي الدولي الوحيد الذي يعقد في بغداد، ورغم الإقبال واسع النطاق على المشاركة فيه من أنحاء العالم، ورغم أن المهرجان يواصل انعقاده سنوياً في ظل تحديات أمنية كثيرة مستضيفاً مئات الأفلام والسينمائيين من أنحاء العالم ولكن بسبب كون المهرجان تنظمه مؤسسة مستقلة وغير حكومية وغير سياسية فإنه لا يحظى بموازنة ثابتة، وهذا ما نسعى إليه منذ سنوات لدى الجهات المختصة، وسيمنح المهرجان درع التميّز الإعلامي لأفضل التغطيات الإعلامية والصحافية التي ستقوم بها الفضائيات والإذاعات والصحف، وستمنح شهادات للإعلامي الأكثر نشاطًا في تغطية أخبار المهرجان وفعالياته في حفل خاص يقام بعد اختتام المهرجان.

الجدير ذكره أن هذا المهرجان الذي يشكل الحدث الثقافي والسينمائي الأهم في العراق يتواصل انعقاده منذ عام 2005 على نحو متواصل، وبلغ في هذه الدورة سنته العاشرة وتنظمه مؤسسة مستقلة وغير حكومية هي «المؤسسة العراقية لتنمية السينما والثقافة» ويحظى بعلاقات عربية ودولية واسعة، إذ عقد شراكات واتفاقيات سابقة مع المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي في أمستردام والمهرجان السينمائي الدولي في سياتل في الولايات المتحدة، كما تعاون مع المركز القومي للسينما في مصر، وغيرها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى