«كلّ الحبّ لكم من سورية… حفلاً غنائيّاً لجوقة «ألوان»

رشا محفوض

«نحمل رسالة من بلدنا عنوانها سلام ومحبة

وهدية بأنغامنا وموسيقانا

ومن قلوبنا التي كلّها حبّ

هكذا علّمتنا سورية».

أغنية صدحت بها حناجر أطفال جوقة «ألوان» لتمتزج مع النارنج الدمشقي ضمن فعالية ثقافية في «بيت نظام» في دمشق القديمة.

الجوقة التي يقودها المايسترو حسام الدين بريمو أنشدت أجمل الأغاني للوطن والطفولة والحبّ والسلام باللغات العربية والإيطالية والفرنسية، وبحضور طلاب المدارس المستهدفين في برنامج دعم التعليم للمدينة القديمة أحد برنامج التنمية المجتمعية لمؤسسة «آغا خان للخدمات الثقافية في سورية»، أما اختيار المكان فيأتي لكون «بيت نظام» أحد البيوت الدمشقية القديمة التي تقوم المؤسّسة بترميمها لبناء جسر بين جيل المستقبل وتراث أجدادهم.

هذا النشاط عبارة عن نموذج مهم في التشبيك بين عدّة جهات رسمية وخاصة حسبما قال معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض في تصريح صحافي، ومن هذه الجهات وزارتا الثقافة والتربية ومحافظة دمشق وإدارة البيوت التراثية وجوقة «ألوان» ومؤسّسة «آغا خان للثقافة».

ويضيف المبيض: إن النشاط يحمل رسائل متعددة وفي مقدّمها أن أطفال الوطن هم جسر الوصول إلى المستقبل من خلال تعزيز الثقافة الموسيقية الأصيلة لديهم والترويج لهذا المكان التراثي الذي تركه الأجداد. إضافة إلى رفع الذائقة السمعية لديهم وتربية الأذن تربية موسيقية سليمة، بحيث يتذوق ويميّز ما بين الفنّ السليم والموسيقى الزائفة.

الربط بين ذاكرة الأطفال والأماكن التراثية مع الفن والموسيقى والتاريخ يعدّ من الأهداف الأساسية لإقامة الأنشطة الثقافية التي تركز على جيل المستقبل وهو ما تحاول مؤسّسة «آغا خان للخدمات الثقافية في سورية» القيام به وهذا ما أكده مديرها التنفيذي الدكتور علي اسماعيل في تصريح، حيث قال «إن رسالتنا التي نسعى إليها هي أن يكون هناك ذاكرة حية لهذا المكان التراثي والحفاظ عليه من خلال جيل المستقبل حامل هذه الذاكرة».

نشاط اليوم نجح إلى حدّ كبير في إيصال الهدف منه وفقاً لاسماعيل والذي هو عبارة عن ثمرة جهد وعمل مشترك بين عدد من الجهات المعنية والخاصة وأهالي الأطفال، ما يعطي دافعاً أكبر للاستمرار بهذه الشراكات سعياً نحو الأفضل.

وتابع إن الفئة المستهدفة للنشاط كانت محكومة بعاملين أساسيين الأول جغرافي وهو المحيط المباشر لبيوت دمشق القديمة ومجموعة المدارس المحيطة التي يفوق عدد طلابها الالف وتتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة، في حين يأتي «بيت نظام» ببعده الجمالي الذي يتكلم عن التاريخ والثقافة والأصالة ليكون استخدام هذا البيت الدمشقي كتحفة فنية مليئة بضحكات وذاكرة جيل المستقبل.

بدوره، أوضح بريمو أن البرنامج الغنائي للنشاط كان هدفه التركيز على الوطن والأرض والياسمينة والبيت والمدرسة إلى جانب ارتباطه بفرح الطفولة ورسالة الحب ورغبة السوريين بالسلام لكل شعوب العالم.

جوقة «ألوان» هي إحدى جوقات «لونا للغناء الجماعي»، مخصّصة للاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة، ويتدرّبون بشكل مستمر على الغناء بواقع جلستين خلال الأسبوع حيث يعمل القائمون عليها على تعويد الأطفال لأن يكون الغناء بالنسبة إليهم نمط حياة أخرى إضافة إلى التدقيق على التفاصيل الصغيرة أثناء تدريبهم مثل اللغة والنطق واللحن والإيقاع وجمال الصوت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى