بوغدانوف يبحث تحويل جنيف لمفاوضات مباشرة.. وعبد اللهيان يدعو لتعزيز الحوار في مواجهة الإرهاب
بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع نائب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية رمزي عز الدين رمزي إمكانيّة تحويل عملية جنيف للتسوية السوريّة إلى صيغة مفاوضات مباشرة.
وقالت الخارجية الروسية في بيان صدر أمس الأربعاء، إنّ ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى دول «الشرق الأوسط» وشمال أفريقيا، استقبل أمس نائب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، رمزي عز الدين رمزي، الذي يقوم بزيارة عمل إلى موسكو حالياً.
وخلال اللقاء بين بوغدانوف ورمزي، «تمّ تبادل الآراء حول الوضع في سورية، وآفاق دفع التسوية السياسية إلى الأمام في هذا البلد على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
وتمّ التشديد على أنّ إتمام عمليّة إنشاء مناطق خفض التوتّر الأربع في سورية نتيجة الجولة السادسة لاجتماع أستانة، التي انعقدت في 14-15 أيلول الحالي، تخلق الظروف المواتية لسير مفاوضات جنيف تحت الرعاية الأمميّة وإضفاء طابع شامل عليها وعلى تعزيز الجهود الرامية إلى تقديم المساعدة الإنسانيّة إلى سكان سورية، بحسب البيان.
وأكّد بوغدانوف ورمزي، أنّ منصّة أستانة للتفاوض لا تمثّل بديلاً لعملية جنيف، وإنّما تدعمها.
وأولى الطرفان اهتماماً خاصّاً للتحضير إلى إجراء جولة جديدة من مفاوضات جنيف، و»إمكانية تحويلها إلى صيغة مفاوضات مباشرة بين وفد الحكومة السوريّة ووفد المعارضة».
وفي السياق، اعتبر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدوليّة حسين أمير عبد اللهيان، أنّ تسوية الأزمة في سورية تستلزم إرادة دوليّة جادّة في هذا المجال، معلناً ترحيب بلاده بأيّة آليّة ومبادرة تساعد على الحلّ ولا تتسبّب ببطء المسار السياسي.
وقال عبد اللهيان، خلال استقباله رئيس الأكاديمية الدبلوماسية الدولية والمستشار الخاص لمؤسسة مونتني الفرنسية ميشيل دوكلو: «إنّ سورية بحاجة إلى إرادة جادّة من قِبل المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب، وتعزيز الحوار أكثر من أيّة آليّات جديدة».
وأضاف عبد اللهيان: «إنّ تنامي الإرهاب يجري في ظلّ الفوضى التي تعاني منها المنطقة، وأي تلاعب بحدود العراق سيكون ثغرة تتيح فرصة جديدة أمام الإرهابيين».
إلى ذلك، أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، أنّ تصريحاته السابقة حول مقتل اللواء الروسي في دير الزور نتيجة ازدواجيّة سياسة واشنطن، تعتمد على تحليل الوضع الميداني هناك.
وقال ريابكوف أمس، ردّاً على تعليقات وزارة الخارجية الأميركيّة، إنّه «أعرب عن رأيه انطلاقاً من الوضع الميداني الذي نشأ في تلك المنطقة في لحظة وقوع المأساة».
وأكّد الدبلوماسي الروسي: «نحن قلقون فعلاً من أنّ ما يسمّى «الجيش الحرّ»، وبدعم من العسكريّين الأميركيّين، يشعر بحرية كبيرة في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» المحظور لدينا». وأضاف: «لذلك يمكن أن تحدث في مثل هذه الظروف مفاجآت مختلفة. وللأسف وقعت هذه الكارثة».
وكانت الخارجية الروسية أعلنت أنّ الولايات المتحدة لم تقدّم لها توضيحات مقنعة بشأن تواجد عسكريّيها في مناطق سيطرة الإرهابيّين في سورية، غير أنّ الاتصالات بين الطرفَين لا تزال مستمرّة.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أثناء مؤتمر صحافي عقده أمس الأربعاء، إلى أنّ التساؤلات التي استدعت نشر وزارة الدفاع الروسيّة صوراً تُظهر وجود آليّات أميركيّة في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور تبقى حتى الآن من دون ردّ، مضيفاً أنّ ذلك يدفع موسكو إلى استنتاجات معيّنة.
وتابع الدبلوماسي الروسي قائلاً، إنّه من المهم أنّ ذلك لم يسفر عن نسف وتجميد الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن سورية، موضحاً أنّ هذه الاتصالات لا تزال مستمرّة مع التركيز على الوضع في محافظة دير الزور.
وفي السياق، أشار أيضين مهدييف في موقع «برافدا. رو»، إلى قيام واشنطن بمحاولات محمومة للحيلولة دون سيطرة الجيش السوريّ والقوّة الجو – فضائية الروسية على دير الزور.
تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الدفاع الروسيّة نشرت قبل أيام صوراً التُقطت من الجو، تُظهر آليّات أميركيّة في مناطق سيطرة تنظيم «داعش» بمحافظة دير الزور.
وقبل أيام من ذلك، حمّلت وزارة الدفاع الروسية الأميركيين مسؤولية الوقوف وراء هجوم شنّه مسلّحو «هيئة تحرير الشام» جبهة النصرة على مواقع للجيش السوري في ريف حماة الشمالي الشرقي قرب الحدود الإداريّة مع محافظة إدلب.
ميدانياً، قالت وكالة «سانا» السوريّة، إنّ التحالف الأميركي قصف بقنابل محرّمة دولياً مناطق مأهولة بالسكان في بلدة الصوَر بريف دير الزور، ما أسفر عن وقوع شهداء من المدنيّين وتدمير عدد كبير من المنازل.
ونقلت الوكالة عن «مصادر أهلية وإعلامية متطابقة»، أنّ طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قصفت بقنابل مزوّدة بالفوسفور الأبيض أطراف بلدة الصوَر، وأشارت إلى أنّ الاعتداء أدّى إلى استشهاد 3 مدنيّين وإصابة 5 آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية كبيرة بالممتلكات العامّة والخاصة.
وأكّدت صفحات مختصّة بنقل أخبار محافظة دير الزور على مواقع التواصل الاجتماعي الخبر.
وسابقاً، ارتكبت طائرات التحالف الدولي في بلدة مركدا جنوب مدينة الحسكة مجزرة، وقع ضحيّتها 3 مدنيّين بينهم امرأتان، إضافةً إلى أسرة عراقيّة مؤلّفة من 6 أفراد نزحت في وقت سابق من الموصل بالعراق هرباً من اعتداءات «داعش» وقصف التحالف.
وطالبت وزارة الخارجية السورية في وقت سابق الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بالحلّ الفوري لهذا التحالف أو الانسحاب منه، بسبب الجرائم الوحشيّة التي يرتكبها بحقّ المواطنين السوريّين، ولأنّه تأسّس من دون طلب من الحكومة السوريّة وخارج إطار الشرعيّة الدولية.
وكان الإعلام الحربي كشف في آب الماضي، عن استشهاد وجرح عدد من المدنيين جرّاء غارات لطائرات التحالف الدولي على قريتَي أبو حمام والكشكيّة وبادية مدينة الميادين والريف الشرقي من مدينة دير الزور.
وفي تموز الماضي، قال موقع «الرقة تُذبح بصمت» على صفحته على «تويتر»، إنّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن قصف الأحياء الغربيّة لمدينة الرقة بقنابل الفوسفور الأبيض، مشيراً إلى أنّ «التحالف شنّ 27 غارة جويّة على الرقة».
وفي حزيران الماضي، أقرّ «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركيّة باستخدامه ذخائر تحتوي على الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً في سورية.
وسبق أن نشر ناشطون صوراً توضح قصف التحالف لمناطق مأهولة بالمدنيّين بقنابل الفوسفور المحرّمة دولياً.