حالة استغراب
حالة استغراب
رنّ هاتفها فجأة
من دون موعد
من دون سابق إنذار
خيّمت على الأجواء دهشة
لم تكن في حالة انتظار
لماذا أتى اتصاله
في هذا الوقت
من آخر النهار
وهو الأنانيّ المستبدّ
هو ذاته من تعمّد
أن يوصلها
إلى حالة انهيار
هل كان مشتاقاً إليها
أم أنه وكعادته
يريد أن يسرق من وقتها
وقتاً ضائعاً لديه
ليشبع غطرسته
ويقضي حاجته من دون اعتبار
عن حالها يسأل
كما لو أنه الحمل الوديع
الذي لم يمسّها بسوء
وكأنه لم يكن سبب
أن باتت تنظر إليه
نظرة استياء واحتقار
وكيف لها الآن أن
تتقبّله وهو يسألها:
«هل اشتقت إليّ
يا صغيرتي؟
هل طالت المسافات؟
هل بات ما بيني وبينك
مسافات حدّ الـسفار؟».
وبكلّ اشمئزاز تجيبه
تمهّل أيها المغفّل
ألم تقرأ شيئاً ممّا كتبته
لنا مسافات البعاد
وما سطّرته لنا الأقدار؟
اِسمع إذن آخر
ما توصّلت
إليه الأحوال
في ما بيننا
الآن أقول لك بكلّ ثقة
بتّ لا أريد رؤيتك
بتّ أمقت ذكرك
بتّ أسعد ببعدك
وأعيش الآن من دونك
بدل العمر
أعماراً وأعمار
عبير فضّة