خالد علوان… وقفة عزّ وسيرة بطولة تتناقلها الأجيال
سماهر الخطيب
منذ خمسة وثلاثين عاماُ، أطلق الشهيد البطل خالد علوان رصاصاته على ضباط وجنود الاحتلال اليهودي في مقهى الويمبي في شارع الحمرا، وتلك الرصاصات التي كانت فاتحة تحرير بيروت، تحوّلت إلى حكاية من حكايات المقاومة تقبل على سماعها الأجيال الجديدة، لتقتدي بها في مسيرة النضال والكرامة.
في كلّ عام يحيي الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى، لكنها هذا العام، تميّزت بحضور لافت للجيل الجديد المقاوم، نسوراً وطلبة وأشبالاً وزهرات، وكان المشهد كبيراً ومعبّراً.
«البناء» استصرحت عدداً من المشاركين في الاحتفال فأكدوا على التمسك بخيار المقاومة، وأشادوا بالعملية البطولية وبدور الحزب السوري القومي الاجتماعي.
أبو العردات
قال أمين سر حركة فتح فتحي أبو العردات: «اليوم نلتقي هنا فلسطينيين ولبنانيين من أجل إحياء ذكرى هذه العملية البطولية ضدّ الاحتلال والتي كانت باكورة انطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية بمواجهة الاحتلال الصهيوني»، مضيفاً أنّ «الشهيد خالد علوان يعني لنا التضحية، يعني لنا كلّ هذا الإرث النضالي الذي نفخر به ونعتز، هو أطلق رصاصاته في وجه ضباط الاحتلال عندما دخلوا إلى هذه المنطقة، وبذلك سجل أروع العمليات البطولية التي ستبقى الأجيال تتناقلها جيلاً بعد جيل، وكذلك الأمر كانت باكورة المقاومة ضدّ الاحتلال وأجبرت الاحتلال على أن ينسحب من بيروت تحت ضربات المقاومة الوطنية اللبنانية».
وأكد أبو العردات «أننا كفلسطينيين سنبقى نتذكّر هؤلاء المناضلين أخوتنا من الحزب السوري القومي الاجتماعي ومن كلّ الأحزاب الوطنية حتى نحقق الأهداف المنشودة بطرد الاحتلال من أرضنا الفلسطينية».
الحلبي
رئيس حركة الشعب ابراهيم الحلبي قال: «نحن وفي بداية انطلاق المقاومة الوطنية اللبنانية عاصرنا الأبطال أو الرواد الأوائل إنْ صحّت التسمية وأولهم وعلى رأسهم الشهيد خالد علوان، وفي هذه المنطقة تحديداً التي نقف فيها أطلق الرصاص وأعلن بداية المقاومة الوطنية اللبنانية ضدّ الاحتلال ونعتقد أنها كانت الشرارات الأولى التي حفّزت آخرين ليطلقوا النار في كلّ بيروت وعلى كلّ الاسرائيليين، والتي على أساسها تمّ دحر العدو من بيروت».
وتابع الحلبي: «طبعاً لخالد علوان ولرفقاء خالد علوان الفضل الكبير بانطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية التي امتدّت من بيروت حتى آخر منطقة في الجنوب اللبناني، وهؤلاء الآن يجتمعون ويحيون هذه الذكرى العظيمة»، مضيفاً: «لخالد علوان أهمية كبيرة ولكن الدولة اللبنانية لا تهتمّ به كسائر الشهداء الآخرين، وعلينا نحن كوطنيين لبنانيين وكمقاومين أن نسعى لكي نكرّس هذه الساحة ساحة الشهيد خالد علوان رسمياً وليس فقط بالمهرجانات التي تقام»، مؤكداً أنّ «روح خالد علوان الثورية أنبتت شباباً مقاومين من الحزب السوري القومي الاجتماعي وحفّزت آخرين والآن هم جزء من النصر الذي يُصنع في سورية وفي كلّ المناطق التي يقاتل فيها القوميون على كافة الجبهات».
أبو مجاهد
وقال عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني سلام أبو مجاهد: «في ذكرى عملية الويمبي التي نفذها الشهيد خالد علوان نستذكره بطلاً من بلادنا، وقد كان على علاقة متينة مع الحزب الشيوعي، وكذلك على المستوى الشخصي»، مضيفاً: «نحن نعتبر كلّ شهداء المقاومة شهداءنا ونعتزّ بهم، والشهيد خالد علوان نعتبره شهيدنا كما تعتبرون كلّ شهداء المقاومة شهداءكم، فنحن على هذا الخط مستمرون، وهو عهدنا ووعدنا».
وتابع: «احتفلنا الأسبوع الماضي أيضاً بذكرى انطلاقة جبهة المقاومة في بيروت بمسيرة، ومن هذا الموقع نؤكد في ظلّ المخاطر التي تتعرّض لها منطقتنا في العراق وسورية وفي فلسطين ولبنان نحن ليس لدينا خيار سوى خيار المقاومة، ونحن مستمرون فيه حتى النصر والقضاء على هذا المشروع».
عبدالعال
أما مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال فقال: «بالنسبة إلينا نعتبر أنّ هذه المناسبة في هذا المكان بدلالة المكان باسم أصبح رمزاً للمقاومة الوطنية اللبنانية هو خالد علوان».
وتابع قائلا: «هو دلالة على أنّ هذه المدينة وهذه البلاد لا يمكن أن تنحني ولا يمكن أن تقبل الهزيمة، وبالتالي هي تعبير عن إرادة الأمة، هذه الإرادة التي ما زلنا نراها وما زالت تنبض… وخاصة في الوجع الأكبر الموجود في الأمة وهو فلسطين»، وختم بالقول: «تترافق هذه المناسبة مع طلقات نمر الجمل في فلسطين وبالتالي أعتقد أنّ هذا خير تعبير وخير إحياء لذكرى خالد علوان».
فيصل
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل: «تستحضرني في هذه المناسبة مقولة للزعيم أنطون سعاده حينما قال «إنّ الحياة وقفة عزّ فقط»، فكانت وقفة خالد علوان هي وقفة العز ووقفة المقاومة ووقفة الشعب المقاوم ووقفة السوريين القوميين الاجتماعيين إلى جانب شعب فلسطين».
أضاف: «إنها مناسبة نفتخر بها ونستشفّ منها خيارنا الرئيس أنه لا يمكن لشعب أن يحقق استقلاله ويحقق سيادته وكرامته إلا بالمقاومة فما أخذ بالقوة لا يستردّ إلا بالقوة».
وختم قائلاً: «هكذا هي مقاومة شعب لبنان وهكذا هي مقاومة شعب فلسطين، فخالد أنت يا خالد وخالدون أنتم أيها الشهداء أيها المقاومون».