رحيل الرفيقة هلا كبريت الحريري توأم شقيقها الأمين رضا كبريت التزاماً وشخصيةً

قلّما نجد في بيروت عائلة متماسكة لجهة انتماء ابنائها إلى الحزب، او التفافهم حوله، كما نجدها في عائلة الأمين رضا كبريت.

عقيلته الرفيقة دنانير حبلي كانت على امتداد سنوات انتمائها إلى الحزب توأم الأمين رضا في كل حياته الحزبية كذلك كل اخوته واخواته وابنائه. فمن لم يؤدِّ منهم قسم الانتماء، كان صديقاُ للحزب. اذ يكفيه ان يعرّف عن نفسه امام اي من مواطنيه، كي يتعرف هذا المواطن على هويته الحزبية. فالأمين رضا كان حاضراً في الكثير من الحقول: الحزب، المسرح، نقابة موظفي وعمال الجامعة الاميركية، العمل المقاوم، إلى شبكة علاقات قلّ ان نجدها في رجل واحد. عن الأمين رضا كتبتُ قليلاً، وغيري كتب قليلاً، ايضاً. انما هو يستحق ان يصدر عنه كتاب غنيّ بكل مسيرته، الطويلة في حقول شتى.

عرفتُ الرفيقة هلا كبريت حريري بالتزامن مع معرفتي بالأمين رضا وباشقائه، وبصهره الرفيق سليم جمال الدين، ثم عرفتها اكثر وقد اقامت لسنوات في شقة مجاورة لخالتي وداد عرمان في منطقة المصيطبة، «الباب بالباب» كما يقولون، وكان بديهياً ان اشعر نحوها ونحو اولادها بكثير من المودة، ما زالت راسخة، ونامية.

مَن عرف الرفيقة هلا، عجز الا يحبها ويعجب بها، ويأنس لها. الكل يجمع على ذكائها الحاد، ظرفها الحلو، شخصيتها القوية، وكما شقيقها الأمين رضا، على حضور ذهني وقاد، وعلى التزام صادق بالحزب لم يكن خافياً على كل من تعاطى معها او تعرّف إليها.

كانت اخت الرجال، كما يردد كل من عرفها من ابناء بيروت، تماماً كما كانت «ام ابراهيم» 1 التي كانت مرجعاً في منطقة المصيطبة لكل من يرغب في اقتناء مسدس او اي سلاح.

وكما شبّ ابناء الأمين رضا وكل محيطه العائلي في افياء الحزب، رفقاء ومواطنون اصدقاء، هكذا ترعرع اولاد الرفيقة هلا الحبيبان الرفيقان كمال ومنذر والمواطنتان القوميتان الاجتماعيتان مايا وعبير، وهكذا انضمت الرفيقة الواعية المثقفة، رانيا الازهري إلى العائلة، زوجة للحبيب الرفيق منذر.

اني شخصياً منحاز بكل ما املك من مشاعر إلى عائلة الأمين رضا، والى عائلة الرفيقة هلا. واذ يؤسفني اني لم استطع ان اكون كثيراً، معهما، بحكم انصرافي إلى العمل الحزبي، وحالياً إلى موضوع تاريخ الحزب، الا اني اشعر تجاه كل افراد العائلتين ـ الواحدة، بمودة، هم يعرفون كم هي كبيرة وصادقة.

يوم الاثنين 11/09/2017 كنا نشيّع الرفيقة هلا في جامع الخاشقجي، ثم ننتقل إلى منزلها في منطقة الروشة.

حضر عمد، امناء، ومسؤولون ورفقاء ومحبون، وكنا نستعيد في اذهاننا الرفيقة هلا، بكل شخصيتها المحببة، عفويتها، صدقها، جرأتها، وجميعنا كنا صوت واحد: رحمك الله يا رفيقة هلا والبقاء للامة.

هوامش:

1 أمّ ابراهيم: هي والدة الرفيق المناضل ابراهيم صندقلي، والد الرفيقة فداء عقيلة العميد الأمين بطرس سعاده. لمراجعة النبذة المعممة عنه الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى