حميِّد: مستمرّون في نهج المقاومة وتجديد الحياة السياسيّة ضروري
اختتمت حركة «أمل»- إقليم بيروت مجالسها العاشورائيّة بمسيرة حاشدة تحت شعار «عزّ وكرامة»، تقدّمتها وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة عناية عزّ الدين، وزير الزراعة غازي زعيتر، النائبان أيوب حميِّد وعلي بزي، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، ومسؤولون في الحركة وفاعليات سياسية ونقابيّة.
بعد تلاوة المصرع الحسيني في معوّض، انطلقت المسيرة نحو روضة الشهيدَين، حيث ألقى النائب حميِّد كلمة، حيّا فيها «الموقف الجريء لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تصدّيه بكلّ مسؤوليّة لمواقفه من خلال إقرار الموازنة والسعي إلى قطع الحساب، كما التعديلات التي يمكن أن يرتسم بها مجلس الوزراء إلى المجلس الدستوريّ والمجلس النيابيّ الذي سيكون حاضراً دائماً في أيّ موقف إيجابي يخدم الاستقرار العام، ويخدم الاستقرار النفسي والاقتصادي ويمنع تدخّل الرياح الخارجية في واقعنا اللبناني، ورأينا كلّ هذه المداخلات التي تريد للبنان ألّا يستقرّ ويهدأ، ويكون عرضة للانتهاكات الـ»داعشيّة» أو «الإسرائيلية» واللذان هما وجهان لعملة واحدة».
وقال: «نرى أنّ مخالفة الدستور وعدم إجراء الانتخابات النيابية يؤكّدان أنّ من الضرورة في مكان أنّ هناك استيراداً لذرائع واهية تمنع أو تؤجّل إجراء الانتخابات، ونحن نؤكّد أنّ الحياة السياسيّة يجب أن تتجدّد، ولو أنّها لا تعطي الطموحات الكافية التي نرجوها لجهة أن يكون لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبيّة وتضمن للجميع حق المشاركة والتطلّع إلى النظام الأفضل الذي يحصل بعد كلّ النضالات».
وأضاف «لذلك نحن نجدِّد اليوم المطلب المحقّ، لكي نكون حاضرين على ولادة جديدة لحياتنا السياسية، وما سمعناه من تبريرات أنّ المجلس الدستوري على هواه وليس كما أراد المشرّع ولا ما أرادته الهيئة العامّة في المجلس النيابي، فالمجلس الذي أعاد السلطات يبقى الضمانة الحقيقيّة والأساسيّة لاستمرار الحياة الحيّة السياسيّة على المستوى الوطنيّ، وهو سيتابع مسيرته في هذا الاتّجاه».
وأشار إلى أنّ «ولادة أفواج المقاومة اللبنانية أمل، كانت باكورة العمل النضالي الوطني من أجل الدفاع عن الأرض والمقدّسات، ومن أجل أن يبقى لبنان حصيناً ومنيعاً في وجه «إسرائيل»، الشرّ المطلق والعدوان المستمر على هذه الأمّة وهذا الوطن بالذات. هذه المقاومة التي هي شرف وواجب، نتمسّك باستمرارها ما دام بعض من أرضنا ما يزال محتلاً، ما دامت تلال كفرشوبا وشبعا تحت دنس الاحتلال. ليس بالجديد أن نكون في هذه المقاومة، مستمرّين بتأييد نهج المقاومة، وخطّها وتناميها في وجه كلّ المشروعات الاستعماريّة، وفي وجه الظلم والظالمين».
وتابع: «هذه المقاومة إلى جانب جيشنا وشعبنا الأبيّ، استطاعت أن تواجه هذا العدو وأن تقهره بعد أن عزّ على العرب مواجهة هذه الغدّة السرطانية. الإمام الصدر حذّر دائماً من مخطّطات تقسيم المنطقة، مؤكّداً أنّ هذا التقسيم هو أداة وظيفيّة لـ»إسرائيل» كي تتحكّم بالشعوب والاستثمار في ثروات المنطقة».
وقال: «هذه المقاومة ستبقى وفيّة لفلسطين وأهلها ومقاومة شعبها، ونرحّب بالتلاقي والمصالحة الفلسطينيّة.
وحركة أمل دائماً ترحّب بالمصالحة بتوجيه من الرئاسة وبعناية الرئيس نبيه برّي».
وتابع «حركتنا تقف إلى جانب العراق وسورية، وإلى جانب وحدتهما، ونرفض «إسرائيليات» جديدة في العراق كما جرى في كردستان، ليكون منطلقاً تستغلّه «إسرائيل»، ولا يمكن أن نقبل برسم حدود قائمة على الدم وسفك القيم».
وأشار إلى ما صرّح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ضرورة استيعاب النازحين من سورية في البلدان المحاذية لها، وقال: «هذا الكلام ليس بالجديد، بل سمعناه في مرحلة سابقة، ومن أنّ تلك المساعدات التي كانت تُعطى للبنان كان الهدف من ورائها إدماج الأشقّاء السوريّين في لبنان، ونحن نقول إنّ هذه المؤامرة التي رفضها لبنان من أعلى المواقع وصولاً إلى كلّ القوى السياسيّة، يرفض لبنان أن يكون وطناً بديلاً للسوريّين والفلسطينيّين، ونرفض سياسة الإدماج لأنّنا مع قضية فلسطين ومع سورية الموحّدة».
وختم حميّد: «لا نريد أن نُدخل أحداً في خيارات الأشقّاء السوريّين على مستوى نظامهم السياسي أم غير ذلك من الأمور السوريّة الداخلية، ولكن لنلتفت إلى المصلحة اللبنانية، فغداً ستفتح الحدود بين سورية والأردن وبعدها ستفتح الحدود بين سورية والعراق، ومنتجاتنا الصناعية والزراعية وغيرها ممرّها الوحيد برّاً إلى العالم العربي عبر سورية، فأيّ منطق في المصلحة اللبنانية أن نبقي التواصل مقطوعاً؟ حصل سابقاً في أطر مختلفة، وعلينا ألّا ننتظر إشارات الخارج لأنّه يمكن أن يكون الوقت قد فات».