ريّان يغني لسورية على مسرح دمّر المكشوف
دمشق آمنة ملحم
تشهد الحركة الثقافية ـ الفنية في سورية نشاطاً واضحاً بشكل مرافق لحالة التعافي التي تعيشها البلاد في الفترة الأخيرة، كما يُلاحَظ الانتعاش في اجتذاب الفنانين العرب لإقامة حفلات فنّية على بقاع مختلفة من سورية.
ومؤخّراً، نظّمت «مؤسسة الصافي» بالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون حفلاً فنّياً للفنان اللبناني ريّان على مسرح دمّر المكشوف برفقة المايسترو فرح العيلان، شهد إقبالاً كبيراً يعكس الارتباط الوثيق للشعب السوري بالفنّ والطرب الأصيل على مدى الزمن.
وفي حديث خاص إلى «البناء»، أعرب ريّان صاحب أغنية «أحلى غرام» عن سعادته الكبيرة لإقامة حفل فنّي في دمشق بعد غيابه لفترة عنها، ولكنه لم يتغيّب عن سورية يوماً، بل كان متواجداً على الدوام متنقّلاً بين محافظاتها المختلفة ما بين حلب وحمص واللاذقية والسويداء. وتبقى لحلب المكانة الخاصة في قلبه والتي دفعته ليكون أوّل مطرب عربي غنّى فيها السنة الفائتة، متمنّياً أن يعمّ السلام والأمان في كافة أرجاء سورية التي يحبها ويرتبط مع أهلها بعلاقة حبّ متبادلة، وكلّه أمل في أن تعود إليها الحياة الجميلة التي تستحقها.
وعن مفاجأة الحفل لفت ريان إلى إطلاق أغنية وطنية لسورية للمرّة الأولى على مسرح دمّر وفيها يشدو:
يا سوري يلّي ترابك أغلى من الذهب
إنت يا أرض الكرامة يا تاج العرب
إنت يا قمر الليالي
إنت يا أغلى من حالي
شعبك والله عليّ غالي يا تاج العرب.
وكذلك أغنيته الجديدة باللون الرومنسي «تركني موت» وهي من كلماته وألحانه وتعبّر عن حالة خاصّة. معلّقاً «الله يبعد الموت عن الجميع ويبقى الفرح مرافق درب الشعب السوري».
وأكّد ريان استمراره في خطّه الغنائي الذي عرف به والذي سيبقى خطه في عالم الغناء، منوّهاً بأن استمرارية الفنان ترتبط بالاختيار الجيد وصدق الإحساس والكلمات واللحن، مع الحفاظ على محبة الجمهور التي يكتسبها الفنان.
ولفت ريّان إلى أنه عائد إلى الساحة الفنية بقوّة مع أغنيات مشابهة لما قدّمه سابقاً وحصدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، كما أنّ علاقته مع وسائل التواصل الاجتماعي ستكون أقوى لأنها أمر ضروريّ.
وعن تعامله مع الإشاعات التي تلاحق كلّ فنان، وسبق ولاحقته يوماً، أكّد ريّان أنه يضعها جانباً في حياته ويمضي بعيداً عنها، فهي تبقى إشاعة. ومَثَله الأعلى في عالم الفنّ هو سلطان الطرب جورج وسوف الذي يتأثر بفنّه بشكل كبير، أما في الحياة العملية فوالده مَثَله في كل خطوة.
بدوره، قال مدير «مؤسّسة الصافي للإنتاج الفني وتنظيم البرامج الفنية» بسام العيلان، إنّ للمؤسسة من اسمها «الصافي» نصيباً، لذا تحاول دائماً الحفاظ على الإرث الفني الأصيل بعيداً عن الموسيقى الهابطة، ما يحمّلها مسؤولية أكبر ويحتّم عليها الالتزام بضوابط الكلمة واللحن والموسيقى والصوت في خياراتها للتعامل مع أيّ فنّان. منوّهاً بأنّ الفنّان ريّان ينتمي إلى هذا الطرب الرومنسي الأصيل الذي يحمل قضية وحكاية تجعلان للأغنية معنى من تقديمها، ما يجعله على قائمة خيارات المؤسّسة، لافتاً إلى الإقبال الجيد على الحفل من قبل الشعب السوري الذي ما زال ذوّاقاً للطرب الأصيل.
كما لفت إلى أهمية الإعلام السوري في توجيه الجمهور نحو هذا الطرب، وتُعدّ الإذاعات السورية من أكثر الإذاعات العربية التي ما زالت تحافظ على هذا النمط الفني الأصيل. ومعرّجاً على التسهيلات الكبيرة التي تقدّمها دار الأوبرا لا سيما مديرها جوان قرجولي الذي يُعدّ فخراً للإدارة والفنّ في سورية على حدّ تعبيره.
وقال العيلان إنّ المؤسّسة تحافظ على هذا الخطّ الملتزم أملاً في مساعدة وسائل الإعلام لإعادة إنتاج فيروز ووديع الصافي في هذا الزمن.
وعن دور المؤسّسة في دعم الفنانين لفت العليان إلى أنّ الفنان بحاجة إلى مؤسّسة تحميه وتكفل له العطاء بعمل جادّ. ولا يكفي وجود شركة إنتاج أو مدير أعمال لدى الفنان، بل هناك حاجة ماسّة إلى وجود مؤسّسة جادّة ترافقه في مسيرته الفنية ورحلته نحو النجومية.
وعن الأعمال المقبلة على روزنامة المؤسّسة أشار العيلان إلى التحضير لأوبريت غنائيّ لسورية من ألحان أنطوان وديع الصافي وكلمات الشاعر اللبناني ميشال جحا، وفي مطلعها:
شرّفت البطولة يا جيش الوطن
وكرامة سورية رفعتا عالزمن
مين يلّي غيرك قادر يتحدّى المخاطر
ويوقف متل السيف بوجه المحن
يا جيش الوطن.
كما تعمل المؤسّسة على تنظيم حفل قريب للفنّان القدير غسان الرحباني، وتتواصل مع كلّ من الفنانين مروان خوري وجوزف عطية لحفلات مقبلة، مع التحضير لتكريم الموسيقار إيلي شويري.