تأثير زيارة سلمان إلى موسكو على الأوضاع في سورية
حميدي العبدالله
كما هو معلن، على الأقلّ من جانب موسكو، فإنّ مباحثات الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع المسؤولين الروس لن تقتصر على العلاقات الثنائية في أبعادها السياسية والاقتصادية، بل إنها سوف تتطرّق إلى عدد من الملفات تحت عنوان «استقرار منطقة الشرق الأوسط». كما أبرزت التصريحات الروسية أنّ الأوضاع في سورية ستكون من بين القضايا التي سوف يتمّ التطرق إليها.
السؤال المطروح الآن من سيؤثر في موقف الطرف الآخر مما يجري في سورية، هل ينجح الملك سلمان بإقناع الرئيس الروسي بوجهة نظر الرياض من الأوضاع في سورية، أم أنّ الرئيس الروسي سوف ينجح بإقناع الملك سلمان بضرورة أن تغيّر المملكة العربية السعودية موقفها من سورية؟
واضح أنّ أيّ تطور نوعي لن يحدث على هذا الصعيد، فالمملكة العربية السعودية هي طرف في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي خطط ودعم الحرب الإرهابية على سورية، ولا تستطيع السعودية حتى لو أرادت أن تغيّر موقفها وتغرّد خارج سرب تحالفها الدولي، ولهذا فإنّ أيّ تغيير في موقف المملكة العربية السعودية من ما يجري في سورية لن يتجاوز سقف التغيير في الموقف الدولي، وتحديداً موقف الحكومات الغربية، التي باتت على قناعة بأنّ خططها لإسقاط الدولة السورية، وتحويل سورية إلى حليف للدول الغربية، هذه الخطط باءت بالفشل، وأمام تطورات الوضع الميداني الذي يسير في مصلحة الجيش السوري وحلفائه، فإنّ الواقعية السياسية تتطلب التراجع عن السقوف العالية، ولعلّ تصريحات تركي الفيصل لوسائل إعلام روسية عشية زيارة الملك سلمان إلى روسيا، حول أنّ الرياض لم تعلن ولم توافق على بقاء الرئيس الأسد في سدة السلطة، ولكن هذه مسألة يحسمها السوريون، كما قال الفيصل، تشير إلى حدود التغيير الممكن في الموقف السعودي، في حال كان ثمة طلب من الرئيس بوتين بضرورة دعم الحلّ السياسي للأزمة في سورية.
أما عن إمكانية إغراء روسيا بالتخلي عن دعم سورية في مكافحة الإرهاب، فهذا الرهان بات من الماضي، بعد تطوّر مستوى الدعم الروسي، وفي ضوء تقييم روسيا لمخاطر الإرهاب على أمنها، وما تحققه من مكاسب سياسية عبر مشاركتها سورية في الحرب على الإرهاب، حيث تعاظمت مكانة روسيا الدولية، بل باتت سورية الساحة الوحيدة التي ترغم الولايات المتحدة على اعتماد سياسة الحوار والاتصال مع روسيا بدلاً من سياسة القطيعة والمواجهة وفرض العقوبات.