مناهضو «استقلال» كتالونيا يتظاهرون ضدّ الانفصال داعين إلى وحدة البلاد وتفعيل مسار الحوار
لليوم الثاني على التوالي، خرج مئات الآلاف من الأشخاص، إلى شوارع برشلونة للتظاهر ضدّ استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، داعين إلى «وحدة البلاد ومطالبين بتحرك لتفعيل مسار الحوار». ويعتبر المتظاهرون أنفسهم «أغلبية صامتة» لم يتم الأخذ برأيها منذ أن نظمت السلطات الانفصالية الاقتراع.
في السياق نفسه، وبعد أسبوع على الاستفتاء الذي شهد أعمال عنف من قبل رجال الشرطة في كاتالونيا، تدفقت حشود أمس إلى برشلونة قادمة من المناطق الإسبانية الأخرى، بما في ذلك من مدريد حيث شارك عشرات آلاف الإسبان أول أمس في تظاهرتين دعت الأولى إلى «وحدة إسبانيا» والثانية إلى «الحوار» بين الكتالونيين وبقية البلاد.
ويدعم عدد كبير من الشخصيات والأحزاب السياسية المعارضة للاستقلال هذا التجمع الذي جرى أمس، تحت شعار «كفى! لنتعقل».
فيما أكد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، على سحب «التهديد بالانفصال»، معلناً بأنه «لا يستبعد تعليق العمل بالحكم الذاتي في كتالونيا إذا لم يتراجع قادة هذا الإقليم عن التهديد بإعلان الاستقلال».
يذكر أنّ تعليق الحكم الذاتي للمنطقة هو إجراء لم يطبق يوماً في المملكة البرلمانية التي تتمتع بنظام حكم لا مركزي. ويمكن لقرار من هذا النوع أن يسبب اضطرابات في كتالونيا.
ورداً على سؤال حول تطبيق المادة 155 من الدستور التي تتيح تعليق العمل بالحكم الذاتي في كتالونيا، قال راخوي «لا أستبعد شيئاً، لكن يجب أن أفعل الأشياء في وقتها».
ووجّه نداء إلى القوميين الكتالونيين الأكثر اعتدالاً ليبتعدوا عن «المتطرفين» في حركة «ترشيح الوحدة الشعبية» اليسارية المتطرفة التي تحالفوا معها ليشكلوا أغلبية في برلمان المنطقة.
وتزامن النداء مع رحيل عدد من الشركات الكتالونية الكبيرة مما يمكن أن يزعزع ثقة بعض القوميين المحافظين القريبين منها.
وقررت حوالي 15 شركة بينها المصرفان العريقان «كايجابنك» و»بانكو دي ساباديل» نقل مقريهما خارج كتالونيا التي تمثل 19 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي.
وقال خوان روزيل رئيس أكبر منظمة لأرباب العمل في إسبانيا لصحيفة «آ بي ثي» المحافظة، «إن الشركات المتمركزة في كتالونيا قلقة جداً. لم نتصوّر يوماً أننا سنصل إلى هذه النقطة».
فيما يهدّد الانفصاليون الذي يؤكدون أنهم حصلوا على تأييد 90.18 في المئة من الناخبين الذين شاركوا في الاستفتاء، بإعلان استقلال المنطقة في الأيام المقبلة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنّ «أغلبية الكتالونيين يريدون استفتاء حسب الأصول، لكن أكثر من نصفهم بقليل يعارضون الاستقلال».
وتبدو الأزمة بين حكومة راخوي والسلطات الانفصالية في طريق مسدود حالياً، حيث يريد الرئيس الانفصالي كارليس بوتشيمون «وساطة دولية». لكن راخوي يعتبر «من غير الوارد الدخول في أي حوار ما لم يتراجع القادة الانفصاليون في هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي، عن نيتهم في إعلان الاستقلال».
وقال رئيس الحكومة المحافظ لصحيفة «أل بايس» اليومية أمس، «ما أريده هو سحب التهديد بالاستقلال في أسرع وقت ممكن، لأنه لا يمكننا بناء شيء إذا لم يختف التهديد للوحدة الوطنية».
يذكر أنّ تظاهرة أمس، دعمها الحزب المحافظ الذي يقوده راخوي والحزب الاشتراكي الكتالوني وحزب المواطنين، أكبر قوة معارضة للاستقلاليين في كتالونيا.
وبين الشخصيات التي دعمت تجمّع أمس أيضاً، الكاتب ماريو فارغاس ليوسا الحائز نوبل للأدب الذي يحمل الجنسيتين الكوبية والبيروفية، ووصف النزعة الاستقلالية بأنها «مرض».
وقال رئيس الجمعية المدنية الكتالونية المعارضة للاستقلال ماريانو غوما لصحيفة «آ بي ثي» إن «إعلاناً أحادي الجانب للاستقلال سيؤدي إلى تفكك البلاد».