أكثر من 120 امرأة من مختلف الدول العربية والأجنبية، يمثّلن جمعيات
«Pedal for peac»، «Cycle for peace»، «Follow the women»، وصلن عند الحادية عشر من قبل ظهر الجمعة الفائت إلى مجمّع نبيه برّي لتأهيل المعوقين في الصرفند، العائد لـ«الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين» وذلك بواسطة الدراجات الهوائية. وكانت في استقبالهن رئيسة الجمعية رندة عاصي برّي، ومديرة المجمع ريم حدارة وأعضاء الهيئة الإدارية.
مدير شركة «Beirut by bike» جواد سبيتي الذي ينظّم هذا الحدث في لبنان منذ عام 2002 بالتعاون مع البرّيطانية ديتا ريغان ضمن جولة «pedal for peace» التي تقيمها منظّمة «Follow the women»، ولمناسبة مرور عقدين على تأسيس شركة «بيروت باي بايك»، قدّم لبرّي درع الشركة تقديراً لعطاءاتها المستمرّة منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة في مختلف المجالات الاجتماعية والإنسانية والتربوية.
وكانت فكرة «المرأة مع السلام» التي انطلقت عام 2002 في لبنان، قد قامت بستّ جولات وعاودت نشاطاتها هذه السنة بعدما توقفت منذ عام 2009 بسبب الحوادث التي شهدتها المنطقة العربية.
برّي رحبت بالوفد النسائي الكبير الآتي من مختلف أصقاع الأرض، وبالجهد الذي قمن ويقمن به لتعريف دولهن على واقع هذه المنطقة والتطوّر الذي تشهده من خلال الصورة التي سوف ينقلنها إلى دولهن، والانطباع الذي كوّنّه من هذه الجولات التي يقمن بها بواسطة الدرجات الهوائية والتي تتطلّب جهداً ومثابرة لغاية إنسانية تهدف إلى السلام بين الشعوب. وشكرت برّي الوفد الذي اختار مجمّع نبيه برّي ضمن الجولات، فعدّدت الحالات التي تتم معالجتها فيه والتي تغطّي مختلف المناطق اللبنانية لذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى والحالات الاجتماعية ليصل عدد المستفيدين إلى أكثر من 40 ألف حالة سنوياً، إذ يُعتبَر المركز الأكبر والأشمل في لبنان ودول البحر الأبيض المتوسط.
كما تطرّقت برّي إلى الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع والتي تعتبَر رائدة في العمل الاجتماعي والإنساني والريادي، وتتحمّل المسؤولية عندما يُعطى لها المجال. وأثبتت أنها أكثر إنتاجية من الرجل.
وأكّدت دعمها للمرأة اللبنانية التي تقاتل معها منذ عشرين سنة من أجل الحصول على حقوقها عبر القوانين التي تحميها، ونوّهت بالدور الذي لعبه الرئيس برّي من خلال مساعدته لإقرار عدد من القوانين التي تحمي المرأة من العنف. كاشفة عن التحضير لقوانين جديدة تحضّر في المجلس النيابي لحماية الطفل والأمّ.
وختمت برّي كلمتها بالتعبير عن سرورها بالتعرّف إلى هذه الوجوه التي تمثّل المرأة خير تمثيل، وأشادت بالدور الذي لعبته ديتا ريغان البريطانية التي تعبّر عن توجّهات معاكسة وخارج المعتاد لبلدها. فتوجّهت إليها قائلة: إنك خير من ينقل الحقيقة إلى شعوب بلدك والعالم عن هذه المنطقة العربية… شكراً لك.
كما شكرت برّي سبيتي للمشاركة في هذه الحملة التي تهدف إلى دعم قيم السلام في العالم عموماً والشرق الأوسط خصوصاً.
ثمّ قام الوفد بعد ذلك بجولة في أرجاء المجمّع بعدما توزّع إلى ثلاث فِرق بحسب اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، فأبدت السيدات إعجابهن بجودة الخدمات التأهيلية المقدّمة.
وسبق أن زار الوفد مبنى ملتقى الفينيق للشباب العربي، واستُضيف في مبنى الملتقى، وأقيم حفل استقبال للوفد حيث تحدّث المدير التنفيذي للملتقى حسن حمدان ورئيس بلدية أنصار علي فياض، وقدّما عرضاً عن أنشطة الملتقى والبلدية وتحدث حمدان عن معتقل أنصار وعن الدور التاريخي الذي يلعبه الرئيس نبيه برّي في التنمية والتحرير.
مليتا
واستقبل اتحاد بلديات إقليم التفاح ومعلم مليتا السياحي المشاركات الـ120 في حملة «من أجل السلام»، وهنّ من دول: الدنمارك، إيطاليا، بريطانيا، أميركا، الصين، بلجيكا، اليونان، فرنسا، إيران، فلسطين، الأردن، اليابان، سورية، قبرص، بولندا، تشيكيا والإمارات العربية المتحدة، وذلك ضمن جولة على الدراجات الهوائية شملت مختلف المناطق اللبنانية نظّمها نادي بيروت للدراجات الهوائية.
وكان في استقبالهن في معلم مليتا المسؤولون عن إدارة المعلم ورئيس اتحاد بلديات إقليم التفاح بلال شحادة الذي أكد في كلمة ألقاها حقّ الشعوب في انتزاع حرّيتهم والعيش بسلام. مثنياً على بطولات المقاومين وتضحيات أهل الجنوب لنيل حرّيتهم وسلامة أرضهم وشعبهم.
ثمّ ألقت الناشطة البريطانية مؤسّسة الحملة ديتا ريغان كلمة عبّرت فيها عن سرورها لزيارة جنوب لبنان، معتبرةً أنّ ما تتعرض له الشعوب من ظلم وقهر ليس مجرّد بروباغندا إعلامية، إنما حقيقة وواقع لمسته من خلال متابعة الوقائع في الحرب على غزّة والحرب على لبنان في تموز 2006.
في الختام، وُزّعت دروع تذكارية، ثم جالت السيدات في أنحاء المعلم.
بعلبك
وجالت السيدات أيضاً في قلعة بعلبك الأثرية، وكان في استقبالهن رئيس اللجنة السياحية في بلدية بعلبك محمد عواضة ممثلاً رئيس البلدية العميد حسين اللقيس، ورؤساء جمعيات محلية.
وتحدّثت البريطانية ديتا ريغان بِاسم الوفد فقالت: ها نحن في لبنان وفي بعلبك، وفي حين تقول لنا حكوماتنا لا تأتوا إلى لبنان فهو غير آمن، ولكننا اليوم نزور بعلبك مدينة الحضارة والتاريخ، وإذا أردنا أن نبحث عن السلام فهو في بلد الحضارة، وهذه المرّة هي الثالثة التي نزور فيها لبنان منذ عشر سنوات.