ليونة الخشب في حفل راقص للنحاتة سيماف حسين
محمد سمير طحّان
عملت النحاتة الشابة سيماف حسين طوال ثلاث سنوات على تجهيز معرضها الفردي الأول الذي تستضيفه حالياً صالة «آرت هاوس» في دمشق، تحت عنوان «حفل راقص»، لتقدّم حالات إنسانية تعبيرية بحركات راقصة لينة تفوّقت فيها الفنانة على خامة الخشب وأظهرت جمالها وحيويتها.
ضمّ المعرض 21 عملاً نحتياً بأحجام تراوحت بين 20 سنتم و125 سنتم كانت المرأة البطلة الأولى فيها بتكوينات إنسانية وراقصة رافقها في بعضها الرجل بأسلوب تعبيريّ مختزل في تفاصيل الكتلة، وبِانسيابية في الشكل توافق مع الموضوع المقدّم المعبّر عن الحبّ والانسجام والانطلاق.
وعن اختيارها موضوع المعرض قالت النحاتة سيماف حسين في تصريح صحافيّ: اخترت الإنسان عموماً ليكون بطل أعمالي لأنه برأيي سرّ الكون والجمال، والأنثى خصوصاً لأنها موضوع خصب يمكن تناوله من عدّة زوايا. فالأرض أنثى والسماء أنثى. وفي بعض الأعمال تطرّقت إلى التكامل بين الأنثى والرجل واخترت خامة الخشب للخصوصية والدفء اللذين تحملهما، كما ان من الروعة إعادة الحياة إلى الخشب بعد موته.
وأشارت إلى أن إحساسها هو من يفرض الموضوع والخامة لمنحوتتها وقالت: الخشب خامة تقبل الحوار والجدل ولا يمكن فرض الفكرة عليها. لذلك لا بدّ للفنان من الحوار معها ليأخذ منها ويعطيها من ذاته ليتوصّل إلى عمل يحاكيه وينقل أفكاره ضمن خصائص قطعة الخشب التي يعمل عليها وشكلها.
صاحبة المعرض الذي يستمرّ حتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي لفتت إلى أن وزارة الثقافة السورية تعمل ضمن ظروف صعبة لتبقى المعارض والملتقيات الفنية الدورية مستمرّة. مبيّنةً أنه لا يمكن إغفال دور صالات العرض الخاصة التي ما زالت تعمل في هذه الظروف في محاولة لمقاومة الموت والحرب بالحياة والحبّ والإنسانية كي لا نخسر إنسانية مجتمعنا.
وحول امتلاك النحت السوري خصوصية ثقافية وفنية قالت حسين: لدى النحات السوري خصوصية تمكّنه من أن يواكب الحركة الفنية العالمية والمدارس الفنية الحديثة وربطها من خلال عمله الفنّي بالحضارات السورية القديمة، والتي كوّنت عبر الزمن الهوية الثقافية السورية. فهو يحاكي الماضي ويواكب الحداثة في الوقت ذاته.
وعبّرت النحاتة سيماف حسين عن تفاؤلها بمستقبل النحت السوري وقالت: متفائلة أنا بواقع الفن السوري، نظراً إلى وجود زملاء فنانين شباب نحاتين ورسامين تخرّجوا في هذه الفترة الصعبة، وهم يعملون وينتجون رغم كل العقبات والظروف الصعبة التي تمرّ بها بلادنا، إلى جانب الفنانين المخضرمين بخبراتهم وعطائهم والذين ما زالوا ينتجون ويقدّمون الفنّ الراقي.
تجدر الإشارة إلى أنّ النحاتة سيماف حسين خرّيجة معهد التقاني للفنون التطبيقية قسم النحت عام 2013، وهي عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وشاركت في عدة معارض جماعية منها معرض الربيع عام 2016، ومعرض تحية لشهداء قوى الأمن الداخلي عام 2016، ومعرض جماعي في صالة «آرت هاوس» عام 2014، وملتقى إبداعات شبابية في قلعة دمشق عام 2013.
«سانا»