داعش هي أميركا وأميركا هي داعش والحرب سجال…!

محمد صادق الحسيني

لقد تمكّنت طهران ومعها محور المقاومة من هزيمة واشنطن في زمن قياسي وأجبرتها على تجرّع العلقم في الساحات كلّها، ما جعلها تفكر بالانتقام باستراتيجية محاولة إسقاط القلعة من الداخل…!

إنها ليست قصة الاتفاق النووي الإيراني، ولا الحرب المالية ضدّ حزب الله، ولا حتى تصنيف الحرس الثوري بالإرهاب أو عدمه، إنها وجود حكم إيراني مستقلّ استطاع ليس فقط أن يبقى ويصمد كلّ هذا الزمن الطويل، بل وتمكّن من قهر أميركا وإخراجها من غرب آسيا، ويُجبرها الآن على الرحيل باتجاه بحر الصين للتحضّر لمواجهة أكبر…!

والأهمّ انّ هذا المحور استطاع ان يهزم أدوات أميركا التكفيرية التي أطلقتها في منطقتنا العربية والإسلامية لتعيث فساداً في الحرث والنسل لمدة ثلاثة عقود بمدة قصيرة لا تتجاوز السنوات الثلاث…!

هذا هو التحدي الأكبر الذي يقهر أميركا ويجعلها تموت غيظاً ولا تقدر على فعل شيء…!

منذ بداية إطلاق الوحوش التكفيرية بوجه شعوبنا ودولها، ونحن نقول بأنّ الجماعات التي تقاتلنا ما هي إلا عصابات متوحّشة تشبه الهاغانا والشتيرن الصهيونية التي أطلقت بوجه أهلنا في فلسطين مع بداية الزحف الإمبريالي الحديث على بلادنا!

قلنا كذلك وأثبتنا مراراً بأنّ أميركا هي مَن تدير وتسوس وتقود وتلعب بهذه الورقة، حسب خططها الاستراتيجية.

والآن هذا هو وجه استخدام الوحش التكفيري في المرحلة الراهنة:

أولاً: لما كانت عملية القوات المسلحة العراقية في شرق ديالى، خاصة جبال حمرين، في غاية الأهمية، وذلك لأنّ وحدات داعش المختبئة في تلك المناطق هي عبارة عن وحدات احتياط بإمرة غرفة العمليات الأميركية في بغداد وتتحرّك حسب أوامرها، وتبعاً لاحتياجاتها في ميادين القتال العراقية والسورية، لذلك فإنّ اللعب بها أميركياً مطلوب ضمن استراتيجية أميركا الجديدة.

ثانياً: أتمّت غرفة العمليات الأميركية في بغداد إخلاء 286 عنصراً من جبال حمرين عبر تسريبهم براً الى محافظة السليمانية ليتمّ تجميعهم وتوجيههم الى القاعدة الأميركية في حلبجة، حيث تقوم المروحيات الأميركية بنقلهم من هناك إلى حيث تقتضي خطة العمليات الأميركية. علماً أنّ هذه الكتيبة المُشار اليها أعلاه 286 عنصراً قد نقلت جواً بالكامل إلى مدينة القائم في غرب الأنبار.

ثالثاً: تقوم غرفة العمليات الأميركية بتعزيز وحدات داعش المسيطرة على مدينتَيْ القائم والميادين، حيث أقاموا ما أطلقوا عليه الأميركيون عقدة مقاومة في القائم الى جانب تلك التي سبقت أقامتها في الميادين السورية، وذلك بهدف تركيز جهد داعش العسكري وتعزيزه على جبهة تتكوّن من جناحين:

ـ القائم.

ـ الميادين.

وذلك لأنّ المخططين الأميركيّين يعتقدون أنّ هذا التكتيك سيؤدّي الى تعزيز صمود داعش وعدم تشتيت قواتها، وبالتالي القدرة على قتال الجيشين السوري والعراقي لمدة أطول بكثير…

رابعاً: أما الهدف الاستراتيجي الأميركي من وراء تطبيق هذه التكتيكات فيتمثل في سعيهم للحفاظ على موطأ قدم في الأنبار، بانتظار تغيّر في موازين القوى على الأرض يسمح بإقامة كانتون سني هناك… تمهيداً لإقامة تواصل جغرافي بين محافظات شمال العراق ذات الأغلبية الكردية وبين «إسرائيل» بعد أن يُصار إلى ضمّ محافظة صلاح الدين إلى الكانتون السني في الأنبار.

خامساً: سيتمّ استخدام مجموعات داعش المتوارية عن الأنظار، خاصة في منطقة جلولاء وشمال بحيرة حمرين، حيث سيتمّ استخدامهم بالتحرك لدعم خلايا داعش النائمة في محافظة صلاح الدين بهدف القيام بتحرّك مشترك في محافظتي ديالى وصلاح الدين على أن يشكل وجود داعش في ديالى نقطة ارتكاز لوجود داعش في بغداد أيضاً.

سادساً: لعلّ من المفيد التذكير بأننا كنا قد أشرنا إلى أهمية جبال حمرين وإلى ضرورة التحرك السريع لحسم الوضع فيها وتطهيرها بالكامل قبل أكثر من شهر.

واليوم يأتي موضوع استفتاء كردستان ليؤكد ما ذهبنا اليه…!

إنها الحرب التراجعية التقهقرية الأميركية فلا تخافوها ولا تهابوا عربدتها، واستعدّوا لهزائم أميركية أشدّ وأقسى وأكبر…!

وتبقى اليد العليا لنا رغم كلّ أسلحة الدمار الشامل التي يهدّدوننا بها.

بعدنا طيّبين، قولوا الله…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى