شحادة لـ«العالم»: واشنطن تسعى إلى توريط أردوغان بالمناطق العازلة

رأى عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة «أنّ إلحاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إقامة المنطقة العازلة في سورية هو تكرار لحالة من الاحتلال الجديد»، موضحاً أنّ أردوغان «لا يريد أن يتدخل حتى تتمكن «داعش» من القضاء على كل ما هو موجود في عين عرب ليصل بذلك إلى الأهداف التي يريدها».

ولفت شحادة إلى «أنّ أردوغان ما زال يفكر بعقلية العثماني القديم، وما يزال يحلم بقضم وسرقة أراضي سورية كعين عرب وغيرها». وسأل: «كيف يقول أردوغان أنه يريد أن يحمي السوريين وعين عرب، بينما لا يسمح للأكراد سواءً كانوا سوريين أم أتراك بالدخول للقتال مع أهلهم وأصدقائهم في عين عرب»؟

وأوضح شحادة «أنّ أردوغان يريد أن يبتز الغرب من خلال محاولته الدخول في دهاليز ما يسمى بـ«المناطق العازلة»، وهذا نوع جديد من التفكير الأردوغاني لاحتلال بعض المناطق ووضعها فيما بعد في تصرف المجموعات الإرهابية أو ما تسمى بـ«المعارضة المعتدلة» لتسهيل احتلال مناطق من سورية».

وتابع شحادة: «هذه الفكرة سوف ترتد على أردوغان لأنها لا تتمتع بتفويض دولي كما قالت روسيا، وإنّ أي تفويض دولي لا بد أن يمر عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لذلك فإنّ هذه الخطة لن تنجح».

وحذر شحادة من «أنّ مبررات أردوغان بحماية المناطق التي تقع تحت المنطقة العازلة، ستدخل تركيا في دوامة العنف وستجر الكثير من المشاكل إلى بلاده، إضافة إلى دخول تركيا في عصر «داعش» عبر السماح لها بالتواجد على الأراضي التركية»، وقال: «هذا ما يريده أردوغان حقيقة لتركيا».

وحول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، لفت شحادة إلى «أنّ أميركا لم تأت لتقاتل «داعش»، وإنما أتت لتضرب البنية التحتية في سورية والعراق ولتقوي داعش»، واصفاً التحالف بـ «المهزلة الكبيرة»، موضحاً «أنّ الضربات الجوية الأميركية التي تستهدف مسلحي «داعش» لم تقتل سوى خمسين إرهابياً فقط، فهذه الضربات تقوي «داعش» وتظهره بأنه مجموعة ضد الولايات المتحدة الأميركية وضد التدخل الأميركي، لكنّ الحقيقة هي أنّ هذه العمليات العسكرية التي تقوم بها أميركا في الجو هي لمصلحة «داعش»، حيث ضرب الطيران الأميركي مصافي النفط ومحطات الغاز في الرقة وفي دير الزور وفي العراق».

كما أكد شحادة «أنّ الولايات المتحدة الأميركية لم تأت من أجل أن تنصر الجيش السوري أو العراقي على الإطلاق، لأنّ موضوع الضربات الجوية لن يؤتي ثماره إلا بالتنسيق مع الدول التي تحارب المجموعات الإرهابية على أراضيها».

وعن الضغط التركي على أميركا للموافقة على المنطقة العازلة، قال: «قد تنجرّ أميركا إلى منطقة عازلة بالتوافق مع تركيا، لكنّ هذه المناطق العازلة تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن، والفيتو الروسي – الصيني يقف بالمرصاد لهذه المحاولة». وأضاف: «إنّ أميركا لها مصلحة في إشعال المنطقة وخلق الفوضى فيها، وهي تسعى إلى توريط تركيا عبر نصب فخ لها في المنطقة العازلة»، مشيراً إلى «أنّ أيام علاقات أردوغان مع أميركا أصبحت قليلة إذا لم يخلق المنطقة العازلة، حيث تسعى واشنطن إلى توريط أردوغان وأكبر عدد من الدول لجرّ المنطقة إلى ويلات الحروب لتبيع من خلالها الأسلحة».

ولفت شحادة إلى «أنّ أردوغان فتح الجبهة الكردية بعدما سمح بذبح الأكراد في عين عرب وفي غيرها، وكان يتفرج ويدعم «الدواعش»، وأصبح «داعشياً» أكثر من «داعش» نفسها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى