رئيس الجمهورية: الانتخابات النيابية سوف تحصل في موعدها
جدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طمأنة اللبنانيين بأن «الانتخابات النيابية سوف تحصل في موعدها، وليس لدى أحد القدرة اليوم على إيقاف هذا المسار»، لافتاً إلى أن «النهوض بالبلاد هو عملية مشتركة بين جميع اللبنانيين والتغيير المنشود آتٍ. وهو ما سيقرّره الشعب في الاستحقاق الانتخابي». وأكد أن «البلاد ستشهد مزيداً من التقدّم الذي بدأ منذ أشهر لتحقيق الاستقرار الاجتماعي أسوة بالاستقرارين السياسي والأمني السائدين في البلاد».
مواقف الرئيس عون، جاءت خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً من «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية»، ضمّ، ممثلين عن حزب الله، التيار الوطني الحر، حركة أمل، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب البعث، حزب الطاشناق، حزب الاتحاد، جمعية المشاريع، التنظيم الشعبي الناصري، الحزب الديموقراطي اللبناني، حركة الشعب، حزب التوحيد، الحزب العربي الديموقراطي، المؤتمر الشعبي، تجمّع اللجان والروابط الشعبية، حركة النضال اللبناني العربي، رابطة الشغيلة، الاتحاد الاشتراكي العربي – التنظيم الناصري، ندوة العمل الوطني، الحزب الديموقراطي الشعبي، رزكاري الكردي اللبناني، التنظيم القومي الناصري، الحزب العربي الاشتراكي، الاتحاد البيروتي، جبهة البناء، الحزب الوطني، الحركة الإصلاحية الوطنية وحزب الطلائع.
وتحدّث باسم الوفد محمد مصطفى خواجة، فأعرب عن «التقدير والاعتزاز الكاملين بمواقف الرئيس عون التي عبر عنها في أكثر من محفل ومناسبة، من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إلى «زيارة الدولة» في فرنسا، وما سبقها من مواقف وتصريحات ولقاءات، وهي تُعرب كلها عن تمسككم بسيادة لبنان واستقلالية قراره الحر، وبعناصر قوته المتمثلة اليوم بوحدته الوطنية وبجيشه الوطني ومقاومته الباسلة».
وأشار إلى أن «هذه المعادلة حمت لبنان وصانته خلال أكثر من عقد في مواجهة الخطرين الصهيوني والتكفيري، وحققنا بفضلها الكثير من الانتصارات، وآخرها كان معركة «فجر الجرود» بعد سنوات من الفساد الذي زرعته الجماعات الإرهابية التكفيرية».
وأعرب خواجة عن «تقدير الوفد للجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس عون في ملفّ سلسلة الرتب والرواتب بعد طول انتظار»، مشيراً إلى أن «هذا الجهد يصبّ في تثبيت استقرارنا الاجتماعي الذي لا يقل أهمية عن الاستقرارين السياسي والأمني».
وإذ أكد «الوقوف خلف موقف الرئيس عون في ما خصّ الانتخابات النيابية»، وقال: «نحن في ما نمثل من أحزاب وقوى سياسية وازنة في هذا البلد، نطلب من فخامتكم وأنتم الحريصون على الموعد المقرّر لإجراء الانتخابات أن نتمسك بهذا الموعد. فربما يكون هناك بعض القوى التي تسعى لمزيد من التأجيل والتمديد، وهذا الأمر نحن وأنتم رافضون له، لأنه لا يمكن تبريره هذه المرة مهما كانت الذرائع والتبريرات».
ورد الرئيس عون مرحباً بالوفد، مؤكداً أن «الجهد الذي بذل لوضع قانون انتخابات جديد لن يذهب سدى، فاطمئنوا، أن الانتخابات النيابية ستحصل، فهي إرادة شعبية وحكومية وليس لدى أحد قدرة اليوم على إيقاف هذا المسار. وليس لدينا أي خوف حول هذا الموضوع، فنحن مرتاحون، لأن مَن يملك القرار فيه سائر في اتجاه تحقيقه».
وتطرّق الرئيس عون إلى الإنجازات التي تحققت خلال الأشهر العشرة الماضية. وقال: «إن المواقف التي عبرت عنها في المحافل الدولية وخلال «زيارة الدولة» التي قمت بها لفرنسا مهمة جداً للبنان، ومن شأنها أن تعيد له سيادته واستقلاليته، وقد بدأنا بالتعبير عنها خلال الزيارات التي قمنا بها إلى الدول العربية في بداية العهد، خصوصاً في ما يتعلق بخياراتنا السياسية، بدءاً من السعودية إلى مصر والأردن وصولاً إلى الجامعة العربية».
وتحدّث الرئيس عون عن الحروب التي وقعت في المنطقة، فأشار إلى أن «لبنان استطاع أن ينقذ نفسه منذ حرب تموز في العام 2006، حيث إن «إسرائيل» لم يكن هدفها احتلال لبنان، بل إحداث فتنة داخلية، وقد نبّهنا اللبنانيين من ذلك، ونشكر الله أنه كان لديهم الوعي الكافي وتخطينا المرحلة».
وأوضح أن «لبنان اليوم أمام واقع جديد حيث تمارس عليه حالياً ضغوط كبيرة سنواجهها بوحدتنا وتضامننا وإرادتنا الوطنية التي حققت لنا في السابق الانتصارات».
واذ شدّد على أنه «علينا جميعاً اليوم العمل لتحقيق النهوض»، قال: «إن اوضاع المؤسسات في اتجاه التحسن، من جيش وقوى أمن وسلك دبلوماسي أصبح كاملاً، والسلطة القضائية أيضاً. ونأمل أن تسير الأمور بشكل جيد، خصوصاً أن مختلف مكوّنات الشعب اللبناني أصبحت ممثلة عبر القانون الانتخابي الجديد». وأشار الى أن «الواقع بات جاهزاً لإحداث التغيير المطلوب الذي على الشعب اللبناني أن يقوم به. فنحن نحدّد الوسائل المطلوبة لإنجازه، أما تحقيقه فيبقى بيد الشعب ليحرّر نفسه من الأمور التي تضايقه، وقد قطعنا شوطاً مهماً حتى الآن ولا زال أمامنا الكثير لإنجازه».
وأعلن «في كل عام، سأقوم بتأدية جردة الحساب أمام الشعب عما قمنا به، بذلك نجدّد التزامنا بخطاب القسم. لكننا نلاحظ أن هناك اتجاهاً لضرب الثقة بين الحكم والشعب، وبين اللبنانيين بعضهم ببعض. إذا ما استمرينا على هذا النمط، كيف سنخلق مجتمعاً متضامناً؟ واذا لم يكن هناك من ثقة بين أفراد العائلة، فكيف سيعملون معا كأخوة وأخوات أبناء عائلة واحدة؟ إن الأمر خطر بأن يقوم أي كان باتهام أي كان من دون أن يخضع للمساءلة. إذ ذاك، نفقد الثقة بالمتهم كما بالمتهم، ولا يعود بإمكاننا تكوين رأي عام ضد الجريمة، حيث إن كل شيء يصبح نسبياً».
وجدّد الرئيس عون أمله في «أن نلمس في السنة المقبلة مدى التقدّم الذي سيتمّ إحرازه، كما نلمس اليوم ما تمّ تحقيقه منذ عام الى اليوم. إننا ننعم باستقرار في الوضعين السياسي والأمني، وسنركز على الوضع الاقتصادي، كما بدأنا العمل على تحقيق الاستقرار الاجتماعي».
ثم دار حوار بين رئيس الجمهورية والحضور، فأكد الرئيس عون أن «الضغوط الدولية لن يزيد أثرها بعدما بلغت حدّها الأقصى، إضافة الى التهديد الجديد للجيش اللبناني ككل»، كاشفاً الاتجاه «لتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة بخصوصها». وقال: «نحن ملتزمون تطبيق القرار 1701 و»إسرائيل» هي التي تعتدي علينا وتهدّدنا وتسارع إلى التشكّي لتأليب الرأي العام الدولي ضدنا وتكوين معاداة لنا فيه، وهذا ما لن نسكت عليه وسنقوم بما يلزم تجاهه».
وجدّد الرئيس عون التأكيد على أن «لبنان، عندما ينادي بعودة النازحين السوريين، فهذا لا يعني طردهم، بل ضرورة العمل لتأمين سلامتهم في وطنهم الأم، لا سيما أن لبنان لم يعُد قادراً على تحمّل الأعباء المترتّبة عن استمرار النزوح السوري على أراضيه».
إلى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وإنمائية واقتصادية.
سياسياً، استقبل الرئيس عون وزير السياحة اواديس كيدانيان والأمين العام لحزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان، وأجرى معهما جولة أفق تناولت «التطوّرات السياسية الراهنة ومواقف الأطراف من الاستحقاق الانتخابي، إضافة الى مسألة النازحين السوريين وتداعياتها على الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية في لبنان».
وأوضح النائب بقرادونيان أن «البحث تناول أيضاً ملف التعيينات الإدارية وحقوق الطائفة الأرمنية».
واستقبل الرئيس عون، رئيس لجنة الصحة النائب عاطف مجدلاني، الذي أوضح أن «البحث تناول الأوضاع الصحية في لبنان والتشريعات التي تخدم المواطن بهدف تقديم خدمات صحية متقدّمة وبشروط أفضل».
وأضاف: «تركّز النقاش على ثلاثة مواضيع أساسية يوليها فخامته اهتماماً، وهي أولاً التأمين الصحي للمتقاعدين من خلال الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والذي بدأ تطبيقه في أوائل الشهر الجاري. أما المشروع الثاني فهو البطاقة الصحية الذي هو في طور الإنجاز بالتعاون مع وزارة الصحة، في ما يتعلق المشروع الثالث بضمان التقاعد والعجز والوفاة والمعروف بضمان الشيخوخة، وقد طالبنا بأن تُنشَأ مؤسسة مستقلة لإدارته، وهو اقتراح قانون كان سبق للرئيس عون أن تقدم به بصفته رئيساً لتكتل التغيير والإصلاح».
وتابع: «ناقشت مع الرئيس عون أيضاً أوضاع الضمان الاجتماعي».
واستقبل الرئيس عون، الوزير السابق ناجي البستاني، وتداول معه في «الأوضاع العامة وحاجات منطقة الشوف، لا سيما منها المراحل التي قطعها بناء مستشفى دير القمر الذي سيقيم أبناء البلدة قداساً في كنيسة سيدة التلة على نية السلطات الدستورية والسياسية التي ساهمت بتأمين الاعتمادات اللازمة لاستكمال العمل في المستشفى».
وتسلّم رئيس الجمهورية من رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف، دعوة لحضور القداس الذي يُقام لمناسبة مرور عامين على وفاة الوزير والنائب السابق ايلي سكاف.
وأوضحت سكاف أن «البحث تناول مع الرئيس عون الأوضاع العامة وحاجات منطقة زحلة والبقاع، والتحضيرات الجارية للانتخابات النيابية والإجراءات الإصلاحية والتعيينات».