مواقف رافضةً تهديدات واشنطن لحزب الله: أميركا لم تتعلّم من هزيمتها وما ينتظر «إسرائيل» أفظع بكثير
تواصلت أمس المواقف المندِّدة بالتهديدات الأميركية لحزب الله والتهديدات «الإسرائيلية» للبنان، وأكّدت أنّ هذه التهديدات لن تؤثِّر على تأهّب الحزب الدائم لصدّ أيّ عدوان صهيوني واستمرار المعركة ضدّ الجماعات الإرهابية، مشيرةً إلى أنّ أميركا لم تتعلّم من دروس الماضي ولا من الهزيمة التي تلقّتها في سورية، وما ينتظر «إسرائيل» في لبنان أفظع بكثير من السابق.
وفي السياق، أعلن «اللقاء الوطني» رفضه التهديدات الأميركيّة القديمة الجديدة التي تطلقها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصاديّة على حزب الله، لافتاً إلى أنّ الحزب «هو مكوِّن لبناني متمثّل في الحكومة، وقوّة أساسية إلى جانب الجيش اللبناني في الدفاع عن لبنان، وأنّ أيّ عقوبات أميركيّة جديدة أو تصعيد للعقوبات السابقة سيكون هدفه هزّ الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في لبنان بهدف النَّيل من صموده والتأثير على مجرى الحياة السياسيّة في لبنان، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابيّة في لبنان، ويمكن أن يؤدّي عملياً إلى استهداف التحويلات المالية إلى لبنان».
من جهته، رأى الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود، في بيان، أنّ التهديدات الأميركيّة ضدّ حزب الله من فرض عقوبات عليه سبق واتّخذتها، إلى منح مكافآت لمن يرشدها إلى مكان وجود قادته ومجاهديه، هو عمل عدوانيّ تلجأ إليه الإدارات الأميركيّة المتعاقبة، والتي تمارسه على لبنان، من خلال إعطاء الضوء الأخضر للعدو «الإسرائيلي»، لشنّ حروبه منذ عقود وأبرزها في العام 1978 و1982، وقبل وجود حزب الله، والذي ظهر ونشأ كمقاومة ضدّ الاحتلال «الإسرائيلي» للبنان، وهو يحظى بتأييد غالبيّة الشعب اللبناني.
أضاف: «إنّ الموقف الأميركي من حزب الله كمقاومة ليس بجديد، ولن يؤثّر على تأهّبه الدائم لصدّ أيّ عدوان صهيوني، واستمرار المعركة ضدّ الجماعات الإرهابيّة والتي يحقّق فيها الانتصارات، وهذا ما يقلق السلطة الأميركيّة».
ورأى النائب السابق إميل لحود، أنّ «الولايات المتحدة الأميركية اختارت، بعد أن تلقّت مع حلفائها الهزيمة في سورية، أن تصبّ غضبها على لبنان وعلى مقاومته».
ولفتَ، في تصريح، إلى «توقيت التهديد المزدوج الأميركي على حزب الله، و»الإسرائيلي» على الجيش اللبناني والحزب، وذلك بعد أن سقط الإرهاب التكفيري، الأخ الشقيق لـ»إسرائيل»، أمام الجيش والمقاومة».
أضاف: «لعلّه فاتَ الإدارة الأميركيّة المربكة أمام الصواريخ الكوريّة الشمالية، والغارقة في خلافاتها الداخليّة والاستقالات والإقالات المستمرّة، بأنّ العالم تغيّر والأحاديّة ما عادت تصلح إلّا لقصص أفلام هوليووديّة، في ظلّ الصعود السريع لدول البريكس وتعاظم الدور الروسي والصيني».
وقال لحود: «على «إسرائيل»، ومن يراهن عليها من جديد، أن يدركوا أنّ أيّ مغامرة في الاعتداء على لبنان ومقاومته لن تنتهي إلّا بمعارك في الداخل «الإسرائيلي»، الذي ستطاوله الصواريخ وستُفقد الأراضي المحتلّة استقرارها، لأنّ زمن الهزائم العربيّة الذي أوصل بعض العرب إلى التطبيع العلني الوقح لا وجود له في سجلّ المقاومة ومن يدعمها»، مشيراً إلى أنّ «الوزير الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ، أصاب حين قال إنّ الحرب ستكون مزدوجة هذه المرّة لتشمل لبنان وسورية، ومعنى ذلك أنّ هزيمة جيشه ستكون مزدوجة أيضاً».
وشدّد على أنّ «الولايات المتحدة الأميركية لم تتعلّم من دروس الماضي ولا من الهزيمة التي تلقّتها في سورية، حيث ما تزال تسهِّل مرور مسلّحي «داعش» الإرهابي، غير مدركة بعد أنّ هذا الغول الإرهابي توسّع وباتَ يشكّل التهديد الأكبر للعالم، تماماً كالتهديد الذي تشكّله السياسة الأميركيّة التي تظنّ بعد أنّها قادرة على إدارة العالم على طريقة «الشريف» في أفلام الكاوبوي».
وختم لحود: «يبدو أنّ «إسرائيل» لم تتعلّم، منذ الضربات التي تعرّضت لها في لبنان في العام 1982 ووصولاً إلى تموز 2006، وهي تدرك أنّ ما ينتظرها هذه المرة أفظع بكثير. ربما على الوزير «الإسرائيلي» الذي هدّد الجيش اللبناني وحزب الله أن يستعين بمحرّك البحث «غوغل» ليشاهد صورة العسكريّين الإسرائيليّين وهم يبكون على هزيمتهم المدوّية في العام 2006».
بدوره، رأى الأمين العام لـ «التيّار الأسعدي» المحامي معن الأسعد، «أنّ التهديدات التي أطلقها وزير الحرب الصهيوني ليبرمان ضدّ لبنان ودولته والمقاومة والجيشين اللبناني والسوري، هي ترجمة للقرار الخطير الذي اتّخذته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإشعال المنطقة بأسرها وربما العالم»، معتبراً «أنّ التهديدات «الإسرائيلية» والقرار الأميركي مؤشّر لانطلاق حفلة الجنون الثلاثيّة الأميركية الخليجية «الإسرائيلية» لإشعال الحروب في غير مكان من المنطقة».
وقال الأسعد: «إنّ تهديد ليبرمان للجيش اللبناني، لأنّه من الجيوش العربية القليلة التي تتبنّى عقيدة المقاومة والعداء للكيان الصهيوني، ولوجود رئيس للجمهورية وقائد جيش قويّين نجحا في مدّة وجيزة من النأي بالمؤسسة العسكرية عن الوحول والمصالح الطائفية والمذهبية، وتبنّي العقيدة المقاومة والتصدّي لهذا الكيان الغاصب، وهذا أمر لن يقبل به العدو «الإسرائيلي» الذي كان يراهن على رئيس للجمهورية وقائد جيش يديران الأزمة فقط، ولأنّه اعتاد وحلفاءه من دول عربية وغربية على أنّ أمن لبنان وردّ العدوان «الإسرائيلي» يكون بالاستجداء وعبر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الصديقة للبنان، في حين أصبح اليوم قائماً على القوة الرّادعة والفعّالة والمتمثّلة بثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة».
وسأل: «هل هي صدفة أن تتناغم تهديدات ليبرمان مع رفع سقف التهديدات الأميركيّة لحزب الله والمقاومة، ووضع اثنين من قادتها في قائمة المطلوبين، وتهديد الرئيس الأميركي بإبطال الاتفاق النووي الإيراني؟»، مؤكّداً «أنّ الحلف الثلاثي المشؤوم سيأخذ المنطقة والعالم إلى حروب لا تعرف تداعياتها الخطيرة والمدمّرة، وسيبدأ بإطلاق أمر عمليّاته ضدّ لبنان وسورية بالتزامن مع ما يحصل في كردستان، حيث ستكون مدينة الموصل أولى الشرارات التقسيميّة لما لهذا الإقليم من علاقات مشبوهة وخطيرة مع الكيان الصهيوني».
وحذّر الأسعد من «تورّط أيّ فريق لبناني في تأييد التطبيع والصلح مع الكيان الصهيوني، خصوصاً أنّ الوضع الداخلي مهتزّ ولا يتحمّل أيّ خضّة أمنيّة، وسيكون التصدّي له قوياً وقاسياً».