بان كي والحمدالله ينددان بالانتهاكات «الإسرائيلية» في القدس
حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، على استئناف المفاوضات بين الجانب الفلسطيني وكيان العدو «فوراً»، محذراً من اندلاع أعمال العنف مرة أخرى في حال عدم التوصل الى اتفاق بعيد الأمد.
وقال بان في مؤتمر صحافي عقد في رام الله مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله: «أحثّ الفلسطينيين على إظهار الشجاعة ومواصلة الانخراط في عملية السلام، وأن يفعل «الاسرائيليون» الأمر نفسه»، مضيفاً أنّ «الوقت ليس في صالح السلام، علينا التدخل فورًا للحؤول دون ترسيخ الوضع القائم الذي لا يمكن أن يستمر».
وقبل ساعات من زيارته لكيان الاحتلال، عبّر بان عن إدانته «مرة أخرى بشدة للنشاط الاستيطاني «الإسرائيلي» المستمر».
كما دعا بان لوقف الاستفزازات في الاماكن المقدسة في القدس، وذلك إثر اندلاع مواجهات جديدة في باحة المسجد الأقصى بين شبان فلسطينيين وشرطة الاحتلال. وقال «أنا قلق للغاية من الاستفزازات المتكررة في الأماكن المقدسة في القدس، وهي لا تؤدي سوى إلى تأجيج التوترات ويجب أن تتوقف».
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله المجتمع الدولي للعمل على وقف الانتهاكات «الإسرائيلية» في الأراضي الفلسطينية.
وهاجم الحمدالله سياسة الاستيطان «الإسرائيلية» واعتداءات المتطرفين على المقدسات، ولا سيما في القدس.
وجدد رئيس الحكومة الفلسطينية الدعوة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة والإسراع في إعادة بناء بنيته التحتية التي دمرها الكيان «الإسرائيلي» في عدوانه الأخيرة عليه.
وكان وزير الأمن الداخلي في كيان الاحتلال تيسحاق أهارونوفيتش هدد بإغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين، في تهديد هو الأول من نوعه منذ احتلال الكيان للمدينة المقدسة عام 1967.
ونقلت الإذاعة الصهيونية العامة عن أهارونوفيتش قوله إنه «لن يتردد في إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام المصلين مثلما تم إغلاقه أمام الزوار اليهود أمس الأحد ، بسبب وقوع أعمال مخلّة بالنظام»، بحسب زعمه. غير أنه أوضح أن «قيادة شرطة لواء القدس هي صاحبة القرار بهذا الصدد».
ومن شأن اتخاذ مثل هذا القرار أن يفجّر الأوضاع المتوترة أصلاً في الأراضي الفلسطينية، حيث يعتبر الفلسطينيون المساس بالأقصى «خطًا أحمر»، فيما باتت القيود الصهيونية التي تفرضها شرطة الاحتلال على دخول المصلين للأقصى تؤجج الأوضاع في مدينة القدس.
وفي إشارة إلى المرابطين في المسجد الأقصى، قال أهارونوفيتش إن «بعض الخارجين على القانون الذين تم دفعهم إلى داخل المسجد، صباح اليوم، ينتمون إلى الحركة الإسلامية، وحماس، وسيتم اعتقالهم».
إلى ذلك، اندلعت مواجهات جديدة في باحة المسجد الأقصى المبارك بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال «الإسرائيلي».
وجاءت المواجهات إثر زيارة النائب في الكنسيت موشيه فيغلين من الجناح اليميني المتشدد في حزب الليكود برفقة عدد من المستوطنين وبحماية من عناصر التدخل السريع والوحدات الخاصة في الشرطة، وذلك بالتزامن مع احتفالات عيد المظلة اليهودي.
كما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على الفلسطينيين، وأطلقت القنابل الصوتية الحارقة والغازات السامة، ما أدى الى إصابة عشرات المصلين.
وقد اعتكف عشرات المصلين في المسجد، منذ أول من أمس، بعد إعلان فيغلين نيته اقتحام المسجد اليوم، بمناسبة عيد العُرش المظلة اليهودي، الذي بدأ الأربعاء الماضي، ويستمر لأسبوع.
وفي السياق نفسه، أكدت الحكومة الأردنية أن الاعتداءات «الإسرائيلية» على المسجد الأقصى سافرة. وأضاف وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، في تصريح صحافي أمس، «أن الأردن سيتخذ التدابير السياسية والقانونية اللازمة من أجل فك الحصار عن المسجد الأقصى المبارك وإرغام الكيان «الإسرائيلي» على الالتزام باتفاق السلام»، محذراً أن البديل سيكون المزيد من التطرف والفتن التي قد تشعل حربًا دينية في المنطقة.
وشجب المومني استمرار اعتداءات قوات الاحتلال «الإسرائيلي» ضد المقدسيين والمسجد الأقصى، مؤكدًا أنها تمثل اعتداءً سافرًا ضد الأردن وخرقًا لاحترام الأديان السماوية ومخالفة للأعراف الدولية.