عزّ الدين: الجنوبيّون جاهزون لتحمّل المسؤوليّات عند أيّ خطر

أثارت وزيرة الدولة لشوؤن التنمية الإدارية عناية عزّ الدين، خلال زيارتها أمس المقرّ العام لـ»يونيفيل» في الناقورة، التهديدات والخروق اليوميّة «الإسرائيلية» للجنوب، مطالبةً الأمم المتحدة بأن «تأخذ دورها ولا تكتفي بأن تكون مجرّد شاهد»، مؤكّدةً أنّ «أبناء الجنوب جاهزون لتحمّل المسؤوليات عند أيّ خطر يتهدّد الوطن».

وقالت عز الدين، إنّه «على الرغم من أنّ الجنوب ينعم منذ حرب 2006 باستقرار نسبيّ وبازدهار ونشاط في كلّ قراه، من الحدود إلى نهر الأوّلي شمالاً، لا يزال الجنوبيّون يشعرون بالتهديد الدائم نتيجة السلوك «الإسرائيلي» المعادي».

وعدّدت الخروق «الإسرائيلية» المتكرِّرة، «كخرق الأجواء اللبنانيّة والجنوبيّة، وسماع ذلك الصوت المزعج والكريه لطائرات التجسّس تحلِّق في الليل والنهار فوق قراه ودساكره ومدنه، والخروق البحريّة والاعتداء على حق لبنان في مياهه وما يحتويه بحره من نفط وغاز، إضافةً إلى الخروق البرّية التي تتمثّل تارةً بزرع أجهزة تجسّس ضمن الأراضي اللبنانيّة، أو بالتعرّض للرعاة والمدنيّين عند السياج الحدودي».

وطالبت الأمم المتحدة ممثَّلة بقوّات «يونيفيل»، بأن «تأخذ دورها، ولا تكتفي بأن تكون مجرّد شاهد».

وشدّدت على أنّ «هذه الخروق يجب أن تتوقّف، خصوصاً أنّ «إسرائيل» معتادة أن تكون مارقة اتجاه القرارات الدوليّة»، معتبرةً أنّ «ما ساهم في تكريس هذا الوضع، هو ضعف المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمامها، وعدم اتّخاذ المواقف الجدّية والحاسمة».

ولفتت إلى أنّ «الحفاظ على الاستقرار الذي يعيشه الجنوب اليوم لا يكون بغضّ النظر عن هذه الانتهاكات، بل بموقف فعّال وجدّي من الأمم المتحدة»، معتبرةً أنّ «من يهدِّد اليوم السِّلم والأمن في الإقليم، هو التصرّفات والاعتداءات والممارسات الإسرائيليّة فقط»، متوقّفةً عند «التهديدات الخطيرة جداً من مسؤولين «إسرائيليّين» مختلفين، من بينهم وزير الحرب الذي وضع الجيش اللبناني والدولة اللبنانية كهدف لأيّ حرب مرتقبة».

وشدّدت على أنّ «هذا التصعيد يتطلّب جدّية وعدم تهاون، خصوصاً أنّ الجيش اللبناني الذي تهدِّده «إسرائيل» هو شريك القوّات الدوليّة العاملة في لبنان ومساعد لها»، لافتةً إلى أنّ «أبناء الجنوب جاهزون لتحمّل المسؤوليات عند أيّ خطر يتهدّد الوطن، إلّا أنّنا عندما نحذّر ونلفت إلى هذه المخاطر، إنّما ننبّه ونحذّر لتجنيب المنطقة من الانزلاقات إلى توتّر وتهوّر لا يتأتّى منهما سوى الدمار والخراب».

وأشارت إلى الورشة المستمرّة للتنمية في الجنوب، لافتةً إلى «دور رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في هذا السيّاق، هو الذي حمل شعلة التنمية والتحرير والوحدة الوطنيّة في الجنوب وكلّ لبنان».

والتقت عز الدين خلال زيارتها قائد «يونيفيل» الجنرال مايكل بيري، وتركّزت المناقشات على سُبُل التعاون بين الوزارة و»يونيفيل»، وأشادت بالمشاريع التنمويّة التي يقوم بها قسم الشؤون المدنيّة في البعثة، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية المُستدامة من خلال مشاريع صغيرة على علاقة مباشرة بالمجتمعات المحلّية، تنفّذ من خلال المجالس البلدية بما يتطابق مع مستلزمات تطبيق القرار 1701.

وتخلّل الزيارة لقاء مع نساء أعضاء في المجالس البلديّة في منطقة الجنوب، في حضور رئيسة وحدة النوع الاجتماعي في «يونيفيل»، وأكّدت عزّ الدين أهميّة تجربة العنصر النسائي في العمل البلدي، معتبرةً أنّ «نجاح السيدات في المجالس البلديّة سيعتبر مساعداً وداعماً لوصول المرأة إلى مواقع القرار الوزاري والنيابي».

واختُتمت الزيارة بتبادل الدروع التكريميّة بين عزّ الدين وبيري.

وزارت عزّ الدين مرفأ الناقورة تلبية لدعوة صيادي الأسماك، واطّلعت على مشاكل الصيّادين وأحوالهم هناك، وتسلّمت منهم ورقة مطالب حملتها إلى الرئيس برّي.

وخلال اللقاء، أكّدت عزّ الدين أحقّية مطالبهم، واعدةً بالعمل على تحقيقها.

بدورهم، أعرب الصيّادون عن اطمئنانهم بأنّ مطالبهم ستؤخذ في الاعتبار، مثمّنين زيارة عزّ الدين لهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى