«اتفاق المسجد»: العبور إلى دولة المطلوبين!

طرحت قضية المطلوبين للقضاء شادي المولوي وأسامة منصور والاكتفاء بإخلاء مسجد عمر

بن مسعود في باب التبانة من مسلحيهما ضمن اتفاق «حبّي» برعاية سياسيين ومشايخ طرابلسيين بذريعة «تجنيب طرابلس الصدام مع الجيش»، علامات استفهام حول مدى نفوذ المولوي ومنصور وقدراتهما القتالية والعسكرية، ولماذا لم يعاملوا مثل «إخوانهم» من قادة المحاور الذين إما اعتقلوا أو سلموا أنفسهم طوعاً إلى القضاء؟ كما أنّ متبني شعار «العبور إلى الدولة» والذي يردّدونه في مناسبة وغير مناسبة، بلعوا ألسنتهم وكأنّ تيار المستقبل هو الدولة في نظرهم، فهو يقرر وهم يطيعون، علماً أنّ ما جرى في شأن المولوي ومنصور يبشر بالعبور إلى دولة المطلوبين. والمستغرب هو أنّ الاتفاق ولد على يد وزير العدل أشرف ريفي الذي أصرّ على هذا الأمر رغم نفي المولوي ومنصور ذلك.

ميدانياً، شهدت طرابلس أجواء هادئة أمس بعد دخول «اتفاق المسجد» حيز التنفيذ لإخلائه من العناصر المسلحة، وفتحت المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة والمصارف والمدارس والجامعات أبوابها كالمعتاد، فيما نفّذ الجيش إجراءات أمنية مشدّدة في المدينة لا سيما في منطقة التبانة ومحيطها.

وتردّد أنّ المولوي ومنصور لا يزالان في باب التبانة ولم يغادراها، بخاصة أنّ عائلتيهما تسكنان في المنطقة، كما تردّد أنهما شاركا في صلاة الظهر في مسجد عبدالله بن مسعود.

وكان منصور والمولوي نفيا في بيان ما قاله الوزير ريفي عن تدخل نواب ووزراء طرابلس لإخلاء المسجد المذكور، مؤكدين أنّ أحداً لن يمنعهما من الصلاة فيه والدخول إليه. وفي شأن الوساطات والمساعي التي بذلت لتخفيف الظهور المسلح وإلغاء ما يسمى بالمربع الأمني واستحضار الإعلام، أشار المولوي ومنصور إلى أن لا علاقة لذلك لا بنواب ولا وزراء ولا أمنيين بل هي مساعي مشايخ باب التبانة وبعض الفاعليات. واعتبر المولوي ومنصور أنّ «الكلام عن الانتصار الوهمي الذي يقول عن نجاح السياسيين في تجنيب المدينة مواجهة مع الجيش يسعيان إليها هو محض افتراء»، وأكدا «أنّ الذي يجنب المدينة هذا الصراع هو وحدة شبابها مع مشايخهم وعلمائهم وأهلهم ووعيهم وإدراكهم للمسائل والمؤامرات التي يحاول حزب الله زجهم فيها».

وفيما نصّ الاتفاق على إخلاء مسجد عبدالله بن مسعود، لفت الشيخ خالد السيد الذي شارك في صوغ الاتفاق إلى «أنّ المربعات في التبانة، التي يحكى عنها، خيالية، فيما مسجد عبدالله بن مسعود يستعمل فقط للصلاة، وهو وكل منطقة التبانة مفتوحان أمام الإعلاميين لإثبات أن لا مسلحين أو مظاهر غير عادية فيهما».

إلى ذلك، أكد وزير العدل أشرف ريفي أن لا علاقة لأهل باب التبانة بالاعتداءات على الجيش في طرابلس، مؤكداً «أنّ أسماء المعتدين واضحة ومكشوفة وستتم ملاحقتهم». وقال في حديث تلفزيوني: «لن تكون هناك مظاهر مسلحة في طرابلس»، لافتاً إلى أن لا أحد حدّد مكان المولوي ومنصور، لكنّ المؤكد أنهما لن يكونا مسلحين. وأكد ريفي أن لا اصطدام فعلياً بين الجيش وأهل طرابلس بل كان هناك احتمال مواجهة بينهما.

إحالة إرهابيين إلى القضاء

وفي سياق متصل، أحالت مديرية الاستخبارات إلى القضاء المختص، السوري أحمد عاطف جنيات الذي ينتمي إلى مجموعة منذر الحسن الإرهابية، والذي لعب دوراً في تزويد المجموعة المذكورة بمواد متفجرة لاستعمالها في أعمال إرهابية. كما أحالت السوري صالح محمود حلوم إلى القضاء لانتمائه أيضاً إلى مجموعة إرهابية واشتراكه مع الموقوف الأول في الحوادث التي حصلت في طرابلس، وفي إلقاء رمانات يدوية على مراكز للجيش في المدينة، وفق ما جاء في بيان صادر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه.

وأوقف جهاز أمن الدولة في عكار، السوري م.ع. الزعبي للاشتباه في انتمائه إلى منظمة إرهابية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى