الحلبي: إنقاذ سورية هدفنا

حوار: رانيا مشوِّح

بعد أن اجتاحت سورية في السنوات الأخيرة عاصفة ورّثتها أوراماً خبيثة، اصطفّ شبابها يداً بِيدٍ لمواجهة ما أصاب وطنهم من جراحٍ وآلام، فكلٌ جنّد نفسه على طريقته. شابٌ تطوّع في جيش بلاده للذود عنها وحمايتها، وآخر كرّس ما تعلّمه لمواجهة الحملات الشرسة التي شنّها الأعداء، وآخرون وهبوا وقتهم وإمكانياتهم لخدمة أهلهم.

«سورية بتجمعنا»، فريق وطنيّ أهليّ تطوّعي، يضمّ في حناياه مجموعة من شباب سورية وشاباتها، من مختلف المحافظات السورية، استوعبوا حجم المؤامرة المحاكة ضدّ وطنهم، وصمّموا على الدفاع عنها إعلامياً وفكرياً وسياسياً وإنسانياً واجتماعياً، داخل الوطن وخارجه.

وفي لقاء أجرته معه «البناء»، أوضح رئيس مجلس إدارة «سورية بتجمعنا» رامي الحلبي أهداف الفريق قائلاً: «من أبرز أهدافنا أن يكون الفريق رديفاً للجيش السوري والقوى المدافعة عن الوطن، والعمل ليلاً ونهاراً لخدمة قضايانا العادلة، في ظلّ الهجمات الشرسة التي تتعرّض لها سورية. إضافةً إلى العمل التوعوي الثقافي لنقف في وجه الإعلام المضاد الذي يعمل على هدم الروح المعنوية لدى شعبنا، وبث الفتن وإذكاء الطائفية داخل نسيجه الوطني».

وأضاف الحلبي: «كما نعمل على تأسيس نواة المجتمع الأهلي الفاعل والمتماسك قلباً مع جيشنا، وعيناً على عيوب الإدارات التي غاصت في وحل الفساد الذي كان له دوره السلبي في أزمة الوطن».

ما هي الاستراتيجية التي يعتمدها فريق «سورية بتجمعنا»؟

ـ الوطن السوري أولاً والمواطن السوري أولاً والسيادة والقانون أولاً، والديمقراطية أولاً. وفي كل عنوان من هذه الاستراتيجية منهج وخطط عمل وتقييم وإجراءات تصحيحية وتخطيط متطوّر مرتبط بالإنجازات، وبمتطلبات كل مرحلة من مراحل نموّ مجتمعنا ووطننا.

كم يبلغ عدد المتطوّعين في الفريق وكيف تنظرون إلى الإقبال على التطوّع؟

ـ فريق «سورية بتجمعنا» ينطلق من مركزه الرئيس، إذ تأسّس في محافظة دمشق، ويبلغ عدد المتطوّعين 250 متطوعاً ومتطوّعة. 150 منهم متواجدون في مدينة دمشق، والباقون موزّعون على محافظات القطر. ليس بالضرورة أن يتزايد العدد شهرياً، فهناك شروط للانضمام إلى الفريق، ونعتمد على الإمكانيات التي يستطيع كل متطوّع أن يقدّمها لخدمة الفريق، وبالتالي خدمة الوطن أكثر من الاعتماد على العدد.

أيّ الشرائح الاجتماعية يستهدفها الفريق؟

ـ المستهدفون خلال السنوات الثلاث الماضية كانوا أهالي الشهداء، الجرحى، المصابون، المفقودين من رجال الجيش السوري والمدنيين. إضافة إلى مساعدة المهجرين وأطفالهم سواء في أماكن تواجدهم بعد التهجير أو في مراكز الإيواء.

ما الإنجازات التي حقّقها الفريق حتى الآن؟

ـ كفريق مرخّص رسمياً من قِبَل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كجمعية أهلية وطنية ، قمنا بمبادرات عدّة أهمها: تقديم وجبات الطعام والأدوية للمهجرين بشكل مستمرّ ودوريّ، وتقديم المساعدات المادية والعينية للجرحى ولأهالي الشهداء، إضافة إلى تقديم الملابس المستعملة والجديدة للمهجرين وأُسَر الشهداء، والقرطاسية والحقائب المدرسية. ونشدّد هنا على تركيز المبادرة على نشر ثقافة العمل التطوّعي في المجتمع السوري وداخل المدارس والمعاهد. وتقديم مشاريع صغيرة لعائلات الشهداء للتخفيف من العبء على الدولة، ولتحفيز ثقافة الاعتماد على الذات. وفي هذه المناسبة، نلفت إلى الحملة التي نفّذها الفريق خلال عيد الأضحى، وهي حملة «العيد مع ابن الشهيد»، إذ كرّم الفريق أبناء الشهداء المتفوّقين والمبدعين، وقدّم ثياب العيد لعائلات الشهداء، وشاركهم فرحة العيد التي فقدوها بفقدان الآباء. هي محاولة لتعويضهم عمّا فقدوه ليبقى الوطن ونبقى نحن، وهذا غيض من فيض، فالعمل مستمرّ لمساعدة أهلنا في أيّ مكان في سورية، والوقوف إلى جانبهم على رغم الصعاب.

كما هناك حملة يستعدّ الفريق لإطلاقها تحت عنوان «لمسة وفا»، والتي ستقدّم كراسي متحرّكة لمن تعرّض لإعاقة خلال الحرب الكونية على سورية.

شبابٌ وعدوا وصدقوا، عاهدوا ونفّذوا، حملوا سلاحهم السلمي واضعين أرواحهم على أكفهم، مواجهين التهديدات والصعوبات والمخاطر الأمنية. اجتاز الشاب منهم الخطر حاملاً كفنه بِيدٍ، والوفاء لوطنٍ أعطاه الكثير بِيدٍ أخرى.

فريق «سورية بتجمعنا»، ليس إلّا ـ كما غيره من المبادرات الشبابية ـ سدّاً منيعاً في وجه من أراد تخريب الوطن وإذلال السوريين، هبّوا ولبّوا نداء سورية في محاولةٍ منهم لردّ الجميل والوديعة، كلٌ على طريقته. هدفهم معانقة جراح الوطن ومداواتها، لتبقى سورية… تجمعنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى