لافروف: السياسات الأميركية تفاقم الأزمات.. بيونغ يانغ تدعو لدعم نضالها من أجل سيادتها

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي بـ «فرض مجموعة من العقوبات على كوريا الشمالية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2321».

وأوضح المرسوم الرئاسي الذي نشر على الموقع الرسمي للمعلومات القانونية «أنّ القرار الجديد اتخذ من أجل تنفيذ القرار الدولي الصادر في نهاية تشرين الثاني عام 2016 بعد قيام بيونغ يانغ بإجراء تجارب نووية صاروخية».

وينصّ المرسوم الجديد على «فرض قيود ضدّ 11 من مواطني كوريا الشمالية وكذلك 10 شخصيات قانونية»، كما يحدّد المرسوم «أنواع المواد والتكنولوجيات والسلع التي يحظّر تصديرها إلى كوريا الشمالية».

ويقضي المرسوم الرئاسي بـ «تعليق التعاون العلمي التقني بين البلدين، باستثناء التبادل في مجال الطب، إذا كان يمكن أن يساعد على تطوير البرامج المحظورة».

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، «أنّ بيونغ يانغ تتصرّف بتحدٍّ وتنتهك قرارات مجلس الأمن».

وقال لافروف، متحدّثاً خلال مشاركته في المهرجان العالمي للشباب والطلاب في سوتشي: «أنا لا أبرّر بيونغ يانغ. بيونغ يانغ تتصرّف بتحدٍّ وتنتهك قرارات مجلس الأمن».

في السياق نفسه، صرّح لافروف، بأنّ «مواقف الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي، والتهديد بالحلّ العسكري في ما يتعلق بكوريا الشمالية، يؤدي إلى تفاقم الأزمات العالمية».

وقال لافروف: «إنّ فقدان الثقة يدعو للقلق الشديد.. وللأسف النزعات السلبية تفاقمت أكثر بعد قرار الولايات المتحدة حول الانسحاب عملياً من خطة العمل الشاملة ببرنامج إيران النووي، ونتيجة لتهديدات واشنطن بإيجاد حلّ عسكري لمشكلة شبه الجزيرة الكورية».

وأضاف لافروف، «أنّ موسكو مستعدّة لتعاون صادق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو»، متابعاً بالقول: «رغم المشاعر المعادية ضدّ روسيا من قبل بعض النخبة في الغرب، فنحن منفتحون للتعاون الصادق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو».

وكانت مسؤولة رفيعة المستوى في الاتحاد الأوروبي أعلنت، الجمعة الماضية، «أنّ الاتحاد الأوروبي يعتبر مشاركة روسيا في التسوية حول كوريا الشمالية مهمة».

وقالت المسؤولة للصحافيين في بروكسل، قبيل لقاء وزراء خارجية 28 دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمس، في لوكسمبورغ: «روسيا مهمة، روسيا والصين تلعبان دوراً مهماً».

وفيما يتعلق بالإرهاب الدولي، قال وزير الخارجية الروسي: «إنّ الوضع في العالم ما يزال معقداً ومن الصعب التنبؤ به، إذ تظهر تحديات جديدة، إضافة لموجة الإرهاب الدولي، التي تهدّد المجتمع الدولي بأسره».

كذلك أشار الدبلوماسي الروسي إلى «صعوبة اتخاذ موقف موحّد وجاد في محاربة الإرهاب، بسبب تتبّع بعض الحكومات لمصالحها الجيوسياسية».

يذكر أنّ مدير قسم منع الانتشار والرقابة على التسلح في وزارة الخارجية الروسية، ميخائيل أوليانوف، كان قد أكد يوم 26 أيلول، عدم وجود «حل عسكري للأزمة حول كوريا الشمالية»، محذراً من أنّ «النزاع سيؤدي إلى عواقب كارثية».

على صعيد آخر، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أمس، أنّ «بلاده والولايات المتحدة بدأت تدريبات بحرية مشتركة تستمر لمدة أسبوع في المياه المحايدة لشبه الجزيرة الكورية».

وقال متحدث «إنّ نحو 40 سفينة للقوات البحرية من البلدين تشارك في التدريبات على الساحلين الشرقي والغربي لشبه الجزيرة الكورية ابتداءً من يوم أمس 16 تشرين الأول وحتى 20 من الشهر نفسه».

ومن بين هذه السفن حاملة الطائرات الأميركية رونالد ريغان، ووصفت كوريا الشمالية هذه التدريبات العسكرية بأنها «تدريب للحرب».

وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أول أمس، «إن الرئيس دونالد ترامب طلب منه مواصلة الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات المتصاعدة مع كوريا الشمالية»، قائلاً إنّ «هذه الجهود الدبلوماسية ستستمرّ حتى إلقاء أول قنبلة».

من جهته، أعلن رئيس وفد كوريا الشمالية للاتحاد البرلماني الدولي، آن دون دجون، أمس، «أنّ الولايات المتحدة بالتحديد، هي من دفع بلاده لامتلاك قنبلة هيدروجينية».

وقال دجون في كلمته خلال جلسة أعمال الاتحاد: «الولايات المتحدة بالتحديد، هي مَن دفع كوريا الشمالية، لكي تكوِّن قنبلة هيدروجينية».

ودعا آن دون دجون برلمانات الاتحاد البرلماني لـ «دعم كوريا الشمالية في نضالها من أجل سيادتها».

وأضاف المتحدث: «أريد أن استغل الفرصة للإعراب عن أملي أن برلمانات الدول المختلفة، التي تقيّم الاستقلال، والعدالة، والسلام، ستؤيد وتظهر التضامن مع شعبي في نضاله من أجل السيادة والكرامة وحق وجود البلاد».

فيما أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو للصحافيين، عقب لقائها وفد كوريا الشمالية على هامش أعمال الاتحاد البرلماني في بطرسبورغ: «وفد كوريا الشمالية غير مستعدّ للمحادثات. هم يرون أنّ امتلاك أسلحة نووية هو السبيل الوحيد لتوفير الأمن وحماية السيادة».

كما أعلنت ماتفيينكو «أنّ موسكو تدين بشدة خطوات بيونغ يانغ بشأن تطوير برنامج الأسلحة النووية وتدعو المجتمع الدولي إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي».

وأكدت ماتفيينكو في الوقت ذاته، «استمرار جهود بلادها لتنظيم لقاء بين ممثلي الكوريتين». وقالت في هذا الصدد: «سنستمر ببذل الجهود لتنظيم اللقاء».

وذكرت ماتفيينكو إنه «تمّ، خلال لقائها مع الوفد الكوري الشمالي، بحث تدريبات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، في شبه الجزيرة الكورية».

ورداً على سؤال الصحافيين بهذا الصدد قالت ماتفيينكو: «ناقشنا، بالطبع، موضوع التدريبات. ولاحظنا أنها لا تؤدي إلى تفاقم الوضع».

في سياق منفصل، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، بأنّ «كوريا الشمالية، تدير أكثر من 6000 قرصان، يعملون بكفاءة عالية، وبدرجات نجاح متفاوتة».

ولفتت الصحيفة إلى أنّ «الهجمات السيبرانية، التي نفّذها هؤلاء الاختصاصيون، كانت فعالة بما فيه الكفاية لإجبار الغرب على وضع حساب لها».

ووفق معلوماتها، فإن «كوريا الشمالية لا تقتصر فقط على تطوير برنامجها النووي والصاروخي، بل أنشأت سراً برنامجاً سيبرانياً قادراً على المساعدة في سرقة مئات الملايين من الدولارات، والتسبّب في فوضى عالمية في الإنترنت».

ولفت المصدر إلى أن «هذه الوسيلة المؤثرة لا تخضع للعقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ، وهذا ما يجعل منها أسلوباً مثالياً لبلد معزول».

ونقلت الصحيفة عن نائب مدير وكالة الأمن القومي الأميركية السابق، كريس إنغليس قوله، «إن التحكم الآلي الاقتصادي سيبرنيتيكش يُعدّ أداة مثالية لهم للتأثير القوي، وهي منخفضة التكلفة، ولها إمكانية تأثير غير متماثلة، فضلاً عن خفائها وسريّتها. مثل هذه الأداة قادرة على تهديد قطاعات كبيرة من البنية التحتية للدولة ومرافق البنية التحتية الخاصة».

واعترف المسؤول الأمني الأميركي بأنّ «كوريا الشمالية لديها أكثر البرامج الإلكترونية فعالية على كوكب الأرض، لكن ليس بسبب تعقيدها التقني، بل لأنها سمحت بتحقيق الأهداف المتوخاة مقابل تكلفة منخفضة للغاية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى