إعادة إفتتاح المسرح القوميّ المصريّ
يعود المسرح القومي المصري إلى الأضواء خلال تشرين الأول الجاري، بعد تجديده، ويفتتح بالعرض المسرحي «بحلم يا مصر» الذي يتحدث عن حياة العالم رفاعة الطهطاوي الرائد الأول لحركة التنوير في مصر والعالم العربي. وتروي المسرحية سيرة حياة الطهطاوي بدءاً من طفولته وتلقّيه التعليم في الأزهر وتعلمه الفرنسية وترجمته أكثر من عشرين كتاباً، ودوره في ترسيخ المبادئ الحديثة للدولة المدنية من المواطنة وحقوق الأقليات والمرأة وكيف كان رد فعل السلطان الحاكم على هذه الأفكار. كما افتتح طهطاوي عام 1835 مدرسة الترجمة التي أضحت مدرسة الألسن وعُيـِّن مديراً لها إلى جانب عمله مدرّساً بها. وكان رفاعة أصيلاً ومعاصراً من دون إشكالٍ ولا اختلاف، ففي حين ترجم متون الفلسفة والتاريخ الغربي ونصوص العلم الأوروبى المتقدِّم، راح يجمع جمع الآثار المصرية القديمة ويستصدر أمراً لصونها ومنعها من التهريب والضياع. وظل جهد رفاعة يتنامى بين ترجمةً وتخطيط وإشراف على التعليم والصحافة، ومن مفاخره استصدار قرار تدريس العلوم والمعارف بالعربية وإصدار جريدة «الوقائع المصرية» بالعربية بدلاً من التركية، إلى عشرين كتاباً من ترجمته وعشرات غيرها أشرف على ترجمتها.
يؤدي بطولة العرض سامح الصريطي وماجد الكدواني، ويروي حوادثها غناءاً وتمثيلاً علي الحجار، تأليف نعمان عاشور، إخراج ناصر عبد المنعم، ديكور فادي فوكيه، أزياء نعيمة عجمي، أشعار حمدي عيد وألحان حمدي رؤوف.
يقول وزير الثقافة جابر عصفور: «إن المسرح القومي هو درة مسارح مصر، وقف على خشبته كبار الفنانين وعمل خلف كواليسه كبار المخرجين».
ويقول فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح: «إن المسارح في القاهرة والاسكندرية كانت مضاءة خلال عيد الأضحى، ورفعت كلّها لافتة كامل العدد، في إقبال غير متوقع على مسارح الدولة».
أسس المسرح القومي بأمر من الخديوي إسماعيل عام 1869، وكان اسمه «تياترو الأزبكية» وعرضت فيه روائع المسرح وتحوَّل اسمه إلى «المسرح القومي» بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.