زاسيبكين: موضوع النازحين مُلحّ جداً والتفاوض مع الحكومة السوريّة ضروري
أعلن السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين، أنّ «قضية النازحين السوريّين إلى لبنان مُلحّة جداً، معتبراً أنّ التفاوض مع الحكومة السورية أمر ضروري لكن يجب أن يكون هناك موقف موحّد من ذلك».
وقال زاسيبكين، بعد زيارته أمس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل: «بحثنا في التطوّرات التي تجري في المنطقة، خصوصاً الجهود المبذولة من أجل التطبيع في سورية، وفي ضوء النجاحات في مجال مكافحة الإرهاب».
أضاف: «المطلوب هو تطوير العملية السياسية، ولهذا يجب تطوير وتنشيط الحوار الوطني السوري بمشاركة جميع فئات ومكوّنات المجتمع. ونحن نعمل لأجل ذلك مع السلطات السوريّة والأمم المتحدة، والجميع قادر على المساهمة الإيجابية».
وعن رؤيته لحلّ أزمة النزوح السوري، بعد مشاركته في الاجتماع الذي حصل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول هذا الموضوع، قال: «هناك موقف موحّد للمجتمع الدولي في بعض النقاط الأساسية وضرورة العودة للنّازحين إلى الوطن، وما يهمّهم هو كيفيّة ترتيب هذه العودة، ونحن الآن نركّز على التطبيع مع سورية. لذلك كلّما سنحت الفرصة يجب تركيز الجهود لتحريك عملية العودة إليها، وأظنّ أنّ علينا العمل في هذا الإطار لإيجاد آليّة لاتخاذ الإجراءات المناسبة، انطلاقاً من مبادئ العودة المعترف بها دولياً، ويجب الاستعجال، ونحن متفّقون مع الموقف اللبناني في ما يتعلّق بالأعباء الكبيرة التي يتكبّدها، والتي تشكّل حالة من الممكن أن تنفجر قريباً، ما يؤكّد أنّ هذه القضية ملحّة جداً».
وعمّا إذا كانت مسألة الاستعجال في عودة النازحين متّفق عليها من قِبل كلّ الدول في مجلس الأمن الدولي، قال: «كما ذكرت هناك اتفاق على المبادئ، لكن بالنسبة للآليّة، فلكلّ من هذه الدول تقييمها ورأيها. على سبيل المثال، إذا كان الاعتراف بأنّ الأفق غير واضح المعالم للعملية السياسية، فكيف ستتمّ العودة؟ هذا رأيي. وثمّة رأي جرى التعبير عنه، بأنّ العملية السياسية تتطلّب إجراءات، كالانتخابات والإصلاحات الدستورية، وهذا يستلزم وقتاً. إلّا أنّ هناك في الوقت نفسه مسار أستانة الذي يسعى إلى إيجاد الحلول للقضايا الميدانيّة، وعنوانه العام هو تطبيع الأوضاع في سورية، وهذا يعني تنقية الأجواء وترتيب الأمور للناس الموجودين في المناطق والنازحين أيضاً، لذا يجب العمل على هذا الأساس».
من جهةٍ أخرى، اعتبر زاسيبكين أنّ «التفاوض مع الحكومة السورية أمر ضروري، لكن يجب أن يكون هناك موقف موحّد من ذلك».
وكان زاسيبكين زار «الرابطة المارونية» وعقد اجتماعاً مع رئيسها أنطوان قليموس وأعضاء المجلس التنفيذي.
وبحث المجتمعون في العلاقات اللبنانية الروسية، وما تقوم به موسكو لدعم لبنان في كلّ المجالات للحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، وكذلك ما تقوم به من أدوار على صعيد المنطقة، ولا سيّما في سورية وسُبُل حلّها.
وكانت لقليموس خلال الاجتماع كلمة شاملة تناولت كلّ الاهتمامات ذات الصلة بالعلاقة بين الدولتين ووضع المنطقة، وكان ردّ من زاسيبكين أكّد فيه التزام الصداقة اللبنانية – الروسية والاستمرار في العمل من أجل تثبيت قواعد السلام في المنطقة.
وبعد الاجتماع، قال السفير الروسي: «أجرينا حواراً مميّزاً، بنّاءً وشاملاً، وتحدّثنا عن القضايا الأساسية في كلّ المجالات وفي العلاقات اللبنانية – الروسية. وهناك تعاطف وعلاقة خاصة مع الرابطة، ونقيِّم دورها في كلّ المجالات والقضايا المطروحة».
وأضاف: «أكّدت الثوابت الأساسية للسياسة الروسيّة في ما يخصّ الخطوات التي يجب اتّخاذها، وإحراز التقدّم وإعادة الاستقرار والتسوية في سورية».
وردّاً على سؤال، أشار زاسيبكين إلى أنّ للبنان أسباباً مقنعة ومنطقية في إلحاحه من أجل حلّ أزمة النازحين وعودتهم إلى بلادهم.
من جهته، قال قليموس: «موضوع النزوح السوري أخذ حيّزاً مهمّاً من الحديث، وكان هناك تأكيد من السفير لدعم الدور الذي تقوم به الشرعية اللبنانية المتمثّلة بشخص رئيس الجمهورية بالنسبة إلى موقفها من النزوح السوري وعودة النازحين إلى بلادهم». وقال: «طبعاً تكلّم سعادة السفير عن المرحلة المقبلة التي قد تلي الوفاق السياسي في سورية المبنيّ على أسس مؤتمر جنيف، ونعتبر كلبنانيّين هذا الموضوع مُلحّاً كثيراً، وليس باستطاعتنا انتظار مرحلة التطبيع».
وأشار إلى أنّه جرى البحث أيضاً دور روسيا في حماية الأقليات. بعدها قدّم قليموس لزاسيبكين مجموعة كتب للرابطة المارونية.