الموسوي لـ«العالم»: إقامة دولة كردية يشجع على تقسيم المنطقة
أعرب الكاتب والمحلل السياسي العراقي جاسم الموسوي، عن عدم استغرابه من تصريحات رئيس منطقة كردستان العراق مسعود البرزاني بشأن نية الأكراد الانفصال عن الحكومة المركزية، باعتباره أكثر إدراكاً ووعياً للملفات الخفية للولايات المتحدة الأميركية.
وقال الموسوي: « إنّ تعامل الغرب ودعمه وتشجيعه للبارزاني جعل الأخير يتعامل مع الآخرين على أنّ الإقليم دولة»، موضحاً «أنّ من شأن هذه الخطوة أن تعيد الصراع الجغرافي التاريخي حول تقسيم المنطقة».
وأكد الموسوي «أنّ أميركا منذ غزوها للعراق وحتى بعد خروجها منه، قررت أن تكون هناك دويلات متنازعة في جغرافية واحدة أي أنّ «الدولة الكردية» قائمة وربما لم يعلن عنها، وقد سمح للبارزاني أن يعلن في مرات متعددة أنّ هناك نية للأكراد الانفصال عن الحكومة المركزية في بغداد»، مشدّداً على «أنّ نية الانفصال هذه جاءت من خارج الحدود الكردية، وأنّ العراق ربما قادم فعلاًً على تشكيل حتى «دولة سنية» لن تلتزم بالدولة العراقية ولكن ربما تبقى لفترة معينة داخل الجغرافية العراقية».
وأوضح الموسوي «أنّ هذا المشروع قد خطط له منذ فترة طويلة، بدليل الظروف المفاجئة التي حدثت على الواقع الجغرافي والأمني والعسكري والتصعيد السياسي».
ولفت إلى «أنّ تسليح البرزاني تسليحاً مباشراً من دون المرور بالحكومة المركزية يعني أنّ الآخرين يتعاملون مع إقليم كردستان على أنه «دولة» وليس جزءاً من العراق، بالإضافة إلى إجراءات أخرى كافتتاح القنصليات وغيرها»، ورأى أنّ «توقيت إعلان البرزاني عن نيته الانفصال جاءت لأنه مطلع على خفايا الغرف المظلمة للولايات المتحدة الأميركية والكثير من الدول التي تعمل على إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط».
وأكد الموسوي «أنّ الولايات المتحدة لم تنظر إلى العراق على أنه بلد موحد، بل تتعامل معه بألوان طائفية»، مشيراً إلى «أنه لولا وجود خطوط مقاومة وعمق استراتيجي إيراني لتمّ تقسيم العراق منذ فترة طويلة».
وأشار إلى «التشابه بين الحالة في دمشق والحالة في بغداد، وكأنّ الغرب يضع العراق في سلة واحدة، والهدف الأول والأخير هو تقسيم المنطقة».
وأوضح الموسوي «أنّ الخطوة الكردية ستعيد إلى الذاكرة الصراع الجغرافي في المنطقة، وستشجع على تقسيم المنطقة وخلق تداعيات وتوازنات غير محسوبة»، متسائلاً: «هل من مصلحة الأتراك على سبيل المثال وهم الذين يلعبون دوراً مهماً في توازن القوى لصالح أميركا أن تكون هناك دولة كردية تبدأ نواتها من العراق ثم تنتقل إلى سورية وتركيا حتى إيران»؟
ورأى الموسوي «أنّ الخطوة الكردية سيئة في توقيتها، ويراد من خلالها خلق صراعات طائفية وإيقاظ العداء الكردي – التركي وإشعال حروب قد تمتد لعشرات السنين».
وقال: «إنّه البيدق الذي يراد من خلاله استخدام البرزاني والساسة الأكراد كخطوة أولى والذين أعلنوا استعدادهم أن يتحركوا على طاولة التقسيم السياسي ضمن جغرافية وضعتها أميركا وبريطانيا وكثير من الدول التي تطمح إلى إمساك الشرق الأوسط ولكن بطريقة جديدة».