عدالة العميل…

؟المحامي هشام الخوري حنا

أردناه بلداً للعز والكرامة… موحداً بالإخاء القومي، نطاق ضمان للفكر الحر… ولأجل عزّه وكرامة الشعب، بذلنا الدماء والتضحيات، من شهيد الاستقلال الأوحد سعيد فخر الدين وشهيد العلم حسن موسى عبد الساتر…

إلى الاستشهاديّين الذين انبروا لمقاومة الاحتلال اليهودي، وجدي الصايغ، سناء محيدلي، خالد أزرق، مالك وهبي، عمار الأعسر، ابتسام حرب، نورما أبي حسان، علي غازي طالب، محمد قناعة، مريم خير الدين، زهر أبو عساف وفدوى غانم…

إلى آخرين نعتزّ بهم، شهداء مجزرة عينطورة، شهداء مجزرة حلبا، شهداء الواجب القومي، الذين روت دماؤهم الأرض في سبيل عزة وكرامة لبنان وكلّ الأمة.

إلى رصاصات خالد علوان في شارع الحمراء، تُعلن «مقاومة مقاومة بالنار لا مساومة».

كلّ هؤلاء الشهداء الأبطال، هم أبناء مدرسة سعاده، الذي حمل راية التحرير منذ التأسيس، فكان النصرُ صبحَهُ، والحرية عشقَهُ والنهضة حياتَهُ، والشهادة تاجَهُ.

والشهداء هم شرفاء الأمة وأحرارها، وهم مَن أنقذ لبنان من الاحتلال اليهودي، فلولاهم وكلّ المقاومين، ولولا الدماء الزكية والتضحيات، لكان لبنان لا يزال تحت الاحتلال، بقبضة بعض مَنْ دأب على الخيانة والعمالة.

وعليه، نؤكد… ما مِنْ حكم أياً كان مصدره، يستطيع أن يبيّض صفحة العملاء السوداء، وأن يشرّع العمالة والخيانة، فكيف إذا كان الحكم منقوصاً بحيثياته، مبتوراً بوقائعه، معدّاً سلفاً لـ «عدالة» تدفن الحقيقة.

وأنّ المجرم ليس مَن نفّذ حكم الشعب، بل مَن تعامل مع العدو ضدّ شعبه.

العميل لا رتبَ له ولا درجات، ولا هوية… هو صفر في المجتمع بلا قيمة، إنه أداة بيد مشغِّليه، يستخدمونه في الإجرام والمجازر.

والعميل هنا، هو مَنْ حرّضَ العدو «الإسرائيلي» لاحتلال لبنان، والإمساك بقراره، والعميل وشلّته، هم مَنْ ارتكبوا مجازر إهدن والصفرا وتل الزعتر والجية وبرج حمود وعينطورة وغير مكان.

العميل يُبرّأ اليوم من كلّ جرائمه وآثامه وأحقاده، بحكم جائر يُدين الأبطال والمقاومين… وكلّ قوى المقاومة وقادتها!

إنها عدالة العميل… وبئس الزمن الذي أصبحت فيه العمالة مباحة، والدفاع عن الوطن تهمة.

إنّها عدالة العميل، تسجّل هدفاً في مرمى المقاومة والمقاومين.

آهِ من غدر الزمان وسخرية القدر…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى