الفلكية السورية شادية حبال أنا بتصرّف تقدّم العلوم في بلدي
لم تكن تدري أن رحلتها الطويلة إلى هاواي ستصبح المرأة الوحيدة في العالم التي تقود بعثة لرصد الكسوف التام، لكنها لا تزال تحتفظ بذاكرتها السورية الدمشقية ولغتها العربية الجميلة… هي عالمة الفلك السورية شادية حبال التي لم تنقطع صلاتها بالمشرق وتأمل تقديم الكثير له.
على هامش المؤتمر الدولي للقيادات النسائية في العلوم والتكنولوجيا الذي انعقد في الكويت هذا الأسبوع، تقول حبال «عدت مراتٍ إلى سورية وعملت على نقل معرفتي ومشاركة خبراتي مع زملائي في جامعة دمشق، من حيث تخرجت ببكالوريوس في الفيزياء والرياضيات، لكني انقطعت عنها بسبب الحرب».
ولم تغب النزاعات في المنطقة العربية عن أنظار العالمات العربيات والأجنبيات المشاركات في مؤتمر اختتم أمس الأربعاء في العاصمة الكويتية والذي شارك فيه نحو 250 عالماً وعاملة من أنحاء العالم كلفة.
والفلكية حبال أستاذة في معهد علوم الفلك في جامعة هاواي. ينصبّ اهتمامها البحثي على فيزياء الرياح والانفجارات الشمسية، وتُشرف على برنامج فريد لملاحظة انبعاثات وتدفق الأيونات الثقيلة على الأرض.
وحبال أدت دوراً رئيساً في إعداد مسبار وكالة الفضاء الأميركية ناسا الشمسي الروبوتي لاستكشاف هالة الشمس.
وتندرج أهمية أبحاثها في احتساب سرعة وصول هذه الجزيئات نحو الأرض وتوقع تأثيرها على الأقمار الاصطناعية ومحطات إنتاج الكهرباء وتفادي الضرر المحتمل الناجم عنها.
وتتذكّر الأستاذة حبال عندما قدمت إلى سورية في 1999 لرصد كسوف كلي للشمس كيف «اختبأ الناس في بيوتهم خوفاً»، لكن «الأمور تغيّرت كثيراً في زيارتي التالية سنة 2008، ولمست اهتماماً كبيراً لدى الشباب بدراسة الفلك والعلوم». وتضيف «شُغفت بالعلوم منذ صغري ووجدت تشجيعاً من معلمتي لدراسة الفيزياء. واليوم يقبل الكثير من الشابات العربيات على دراسة العلوم، لكن قلة منهن ينخرطن في البحث العلمي بسبب التحديات والأعباء».
ثم تستدرك حبال قائلة «الوضع ليس أحسن حالاً في الغرب ولم يتغيّر كثيراً خلال ثلاثين عاماً، فالتمييز كبير بحق العالمات … نعم لا يزال مستمراً. ولا يزال صوت الرجل مسموعاً أكثر. وعلى النساء أن يبذلن جهداً أكبر كي يثبتن أنفسهن».
وتضيف «لا تزال نسبة النساء المختصات بالرياضيات والفيزياء والفلك على سبيل المثال بين 10 و20 في المئة في الولايات المتحدة، وغالباً ما يتخلّين عن المهنة بعد الدكتوراه».
وتقول العالمة شادية حبال بحزن «كنتُ متفائلة بأن الأمور تتحسّن في مجتمعاتنا العربية، لكن الحرب قضت على كل أمل. لقد عدنا عشرات السنين إلى الوراء والنساء أكثر المتضرّرات وكذلك العلوم والتعليم».
أما عن فرصة العودة إلى دمشق التي ولدت ونشأت فيها، فتقول حبال إن «الحرب غيّرت المعادلة ولا أعرف متى يمكنني أن أعود في الظروف الحالية وكيف أساهم في تطوير العلوم في وطني الأم».
وتشير دراسة حديثة لـ«اليونسكو» إلى أن نسبة النساء المنخرطات في مجال العلوم تبلغ 37 في المئة في العالم العربي، لكنها نسب «تخفي حقيقة أنهن لا يصلن إلى مناصب القيادة». وكالات