استمرار المواقف المندّدة بالحكم ضدّ الشرتوني والعلم: لمواجهة محاولات شيطنة المقاومة ورفض منطق تبرير العمالة

تتواصل المواقف المندّدة بالحكم الذي أصدره المجلس العدلي الأسبوع الماضي ضدّ الأمينَين حبيب الشرتوني ونبيل العلم، وقد أجمعت المواقف على أنّ هذا الأمر يتعدّى قضية مقتل بشير الجميّل بحدّ ذاتها ليطال المقاومة فكراً ونهجاً وخياراً.

وفي السياق، زار وفد من منفّذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ المنفّذ العام سمعان الخراط وأعضاء هيئة المنفّذية، مركز الحزب الشيوعي في المتن الشمالي، وكان في استقبال الوفد القومي مسؤول وقيادة «الشيوعي» في المتن.

جرى خلال الزيارة بحث في العلاقات الثنائيّة وأهميّة تعزيزها، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة، في ظلّ الهجمة التي تستهدف المقاومة بكلّ قواها، فكراً ونهجاً وثقافة.

ورأى المجتمعون، أنّ الحكم الذي صدر بحق الأمين البطل حبيب الشرتوني، إنّما صدر على قياس ورثة الذلّ، الذين خانوا لبنان وتعاملوا مع العدو الصهيوني ضدّ اللبنانيين. وعليه، ينبّه الطرفان إلى خطورة اعتقاد البعض أنّهم تلقّوا «شيكاً» على بياض يبرّر لهم عمالتهم والعودة إلى مربّع العمالة مجدّداً.

وشدّد الجانبان على ضرورة القيام بكلّ ما من شأنه مواجهة محاولات شيطنة المقاومة، كما تمّ التطرّق إلى موضوع الانتخابات النيابيّة.

وأعلن منفّذ عام المتن الشمالي في «القومي» سمعان الخراط بعد الزيارة، أنّ اللقاء ستتبعه لقاءات أخرى، ونحن نرى أنّ المرحلة الراهنة، تحتّم على جميع القوى الوطنية التي قاومت الاحتلال الصهيوني، وناضلت من أجل صون وحدة لبنان، أن تقوم بدور أفعل في مواجهة ما يتهدّد لبنان والمنطقة من أخطار.

لقاء الأحزاب في النبطيّة

واستنكر لقاء الأحزاب الوطنيّة والتقدميّة في النبطيّة من جهته، الحكم الصادر عن المجلس العدلي في حقّ المناضلَيْن حبيب الشرتوني ونبيل العلم، لأنّه يحاكم مقاومين دافعوا عن سيادة واستقلال بلدهم، ولمنعه من الدخول في الفلك «الإسرائيلي» الصهيوني.

واعتبر اللقاء في بيان أصدره بعد اجتماعه في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، «أنّ هذه الأحكام تشرّع العمالة وتغضّ النظر عن مساعدة جيش غازٍ لانتصار قوّاته».

ونوّه «بالدور المشرّف الذي لعبته الوفود الشبابية العربية، خصوصاً الشباب اللبناني في مهرجان الشباب والطلاب العالمي في روسيا، من أجل مقاطعة جلسة الافتتاح التي حضر فيها الوفد الصهيوني، وصولاً إلى إنزال علم العدو الصهيوني عن قاعة الاحتفالات».

وكانت الأحزاب في النبطيّة رفعت اليافطات المندّدة بالحكم ضدّ الأمين الشرتوني، الذي نفّذ عملاً بطولياً أنقذ لبنان من العصر «الإسرائيلي» وأدخله في عصر المقاومة والانتصارات.

«البعث»

من جانبها، اعتبرت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي، أنّ ما صدر عن المجلس العدلي من حكم بحقّ الرفيق البطل حبيب الشرتوني، قد أوقع السلطة القضائية في حرج كبير دفعها إليه تهوّر سلطة سياسية يسكنها حلم دائم بالعمالة للعدو الصهيوني وخيانة للوطن، وتحكم سلوكها كيديّة متهوّرة أسقطت المسلّمات الوطنية من رقيّ الأبعاد الإنسانيّة إلى وحول مصالحها الشخصية والانتخابية.

ورأت القيادة القطرية في بيان أمس، أنّ هذه الخطوة هي بداية لنهج تجريم المقاومة وأبطالها وتبرئة المحتلّ وأدواته، داعيةً الحكومة بكافّة أطيافها إلى استدراك مخاطر هذا التهوّر وضرورة المبادرة للعودة عن هذه الخطيئة، وما سبقها من أخطاء أعادت الاعتبار لعملاء وخونة بأحكام مخفّفة أو بعفو عام، معتبرةً أنّ لا شرعيّة لأيّة سلطة تتناقض مع شرعة المقاومة وسموّها، وأنّ حفظ الوطن والمؤسّسات لا يعني منح الذرائع للعملاء وتدوير الزوايا لمفاهيم الخيانة.

وأكّدت القيادة القطريّة تضامنها الكامل ووقوفها في خندق واحد مع كافّة الرفاق المقاومين في الحزب السوري القومي الاجتماعي وكافّة فصائل المقاومة، وأنّ ما صدر بحقّ البطل حبيب الشرتوني لن ينال من قدسيّة المجد الكبير الذي منحه إيّاه الشعب اللبناني تقديراً لعمله البطولي، في وقت كان من المفترض بالسلطة السياسية أن تثبت حكماً بالخيانة والعمالة بحقّ قاتل للشعب ومدنّس للوطن رفعه الاحتلال لرتبة رئيس منتخب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى