خامنئي: طهران تدعم وحدة العراق.. و إشادة بإنجازات العبادي
أكّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، دعم طهران لإجراءات الحكومة العراقيّة في الدفاع عن وحدة العراق وسيادته.
ونقل مصدر في طهران تصريحات خامنئي أثناء لقائه العبادي: «وحدة مختلف أطياف الشعب العراقي، ودعم الحكومة العراقية للحشد الشعبي والشباب العراقي المؤمن والشجاع يشكّل كلمة السر للانتصارات الأخيرة ضدّ الإرهابيين وداعميهم»، منوّهاً بأنّ اهتمام شعوب المنطقة بانتصارات العراق ونجاحه جاء نتيجة «لجهود وشجاعة الشعب العراقي، وأنتم والمسؤولين العراقيّين والآخرين».
هذ، وأوضح خامنئي أنّ العراق بلد هام ومؤثّر في العالم العربي، مؤكّداً في الوقت ذاته دعم إيران لجهود الحكومة العراقيّة في تطوير العلاقات مع دول الجوار والمنطقة.
من جهةٍ أخرى، حذّر خامنئي «من خداع الأميركيّين، فلا تثقوا بهم مطلقاً»، مشيراً إلى أنّ الأميركيّين هم من أوجدوا «داعش» بأنفسهم، لكنّهم هزموا على يد الحكومة والشعب في العراق، «يتظاهرون الأميركيون بأنّهم مع هذا التطوّر الهام، لكنّهم ومن دون أدنى شكّ سيوجّهون ضربة جديدة للعراق حين تحين لهم الفرصة».
كما أكّد على «دعم جهود الحكومة العراقيّة لتطوير العلاقات مع الدول الجارة ودول المنطقة»، مشدّداً على «ضرورة الحذر من مكر الأميركيّين وعدم الثقة بهم».
هذا ومن جهته، شكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إيران على دعمها للعراق في محاربة الإرهاب.
وأكّد العبادي، أنّ الانتصارات والنجاحات تحقّقت بوحدة وتضحيات العراقيين، وأوضح للمرشد الإيراني مشروع رؤية العراق لمستقبل المنطقة، الذي يدعو إلى السير في طريق تبادل المصالح المشتركة وتحقيق التنمية بدل الحروب والنزاعات.
هذا، وجدّد العبادي تأكيده على أنّ بلاده تدافع عن وحدة وانسجام العراق، «وكما قلنا في السابق لأخوتنا في كردستان العراق، لن نسمح لخطر التقسيم أن يهدّد العراق»، مؤكّداً في الوقت ذاته على أنّ الانتصارات والنجاحات في العراق تحقّقت بوحدة وتضحيات العراقيّين.
وكان العبادي بدأ زيارة لطهران استهلّها بجلسة مباحثات مشتركة مع نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، وبحضور الوزراء والمسؤولين في الوفدين.
وأكّد العبادي خلال جلسة المباحثات، أنّ تعزيز العلاقات بين العراق وإيران «مهم، ليس لنا فقط، وإنّما لعموم المنطقة وأمنها واستقرارها وازدهارها، ونحن ندعو إلى التعاون وتبادل المصالح لخدمة شعوبنا وإنهاء التدخّلات التي أدّت إلى المزيد من الدمار والضحايا والنازحين، ولذلك نطرح التنمية بديلاً عن الخلافات والنزاعات بين دول المنطقة وتبديد ثرواتها وطاقتها، كما أنّ علينا استثمار طاقة الشباب الذي تحاول العصابات الإرهابية جذبه إليها».
وحول عمليات تحرير الأراضي العراقية من تنظيم «داعش»، قال رئيس الوزراء العراقي: «اليوم بدأت عملية تحرير آخر معاقل «داعش»، وتوجيهاتنا لقوّاتنا أن تمدّ يدها للمواطنين»، مضيفاً «أنّنا رفضنا فكرة استيعاب «داعش»، وقرّرنا القضاء عليها لأنّ بقاءها خطر على الجميع».
من جهته، أكّد نائب الرئيس الإيراني أنّ «النزعة الانفصالية والاستفتاء غير الشرعي» في إقليم كردستان العراق «فتنة كبيرة» كان بإمكانها أن تنتقل إلى باقي بلدان المنطقة، لكنّها «حُسمت بحكمة» في العراق.
بدوره، أشاد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بالإنجازات العراقيّة بقيادة العبادي، حيث عدّد لاريجاني ثلاثة من هذه الإنجازات، وهي «تحرير الأراضي من «داعش»، ومنع تقسيم العراق، وحالة القوّات العراقية التي أصبحت قوية ومرحّب بها من قِبل المواطنين».
من جهته، أكّد العبادي أنّ ما يهمّ العراقيين الآن هو القضاء على بقايا الإرهاب، وإعادة الاستقرار للمناطق التي تمّ تحريرها، بالإضافة إلى ملاحقة الأسباب التي أدّت لنشوء تنظيم «داعش» في المنطقة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد وصل مساء الأربعاء إلى إيران قادماً من تركيا.
ميدانياً، أكّد مصدر أمني عراقي أنّ البيشمركة استخدمت صواريخ حرارية وقذائف ألمانية الصنع خلال اشتباكات مع القوات الاتحادية، في محاولة لعرقلة عملية فرض القانون في منطقة فيش خابور الحدودية.
من جانبه، أعلن الحشد الشعبي أنّ «قوّات مسعود البرزاني استخدمت، ظهر أمس، صواريخ حرارية وهاونات ألمانية الصنع ضدّ القوات الاتحادية المتقدّمة في فيش خابور»، الواقعة على الحدود مع سورية.
يُذكر أنّ وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، قالت في وقت سابق إنّ بلادها علّقت مهمّتها لتدريب قوات البيشمركة الكرديّة في شمال العـراق.
بدوره، نفى مدير إعلام الردّ السريع، عبد الأمير المحمداوي، في وقت سابق من يوم أمس، ما جاء في بيان مجلس أمن إقليم كردستان عن إعطاب أرتال للقوات الاتحادية، خلال تقدّمها للسيطرة على فيش خابور، كما نفى إطلاق صواريخ حراريّة.
وقال المسؤول، إنّ «القوّات الاتحادية شرعت بالتحرّك باتجاه المناطق المتنازع عليها في شمال زمار وفيش خابور، ولا توجد مقاومة من قِبل قوّات البيشمركة».
وتابع أنّ «الأنباء التي تتحدّث عن إعطاب رتل من القوات الاتحادية غير صحيحة، ولا يوجد أيضاً إطلاق صواريخ حرارية»، مؤكّداً أنّ «القوات الأمنيّة تتّجه نحو الأهداف المرسومة لها».
وكان مجلس أمن كردستان قد صرّح في وقت سابق من صباح أمس، بأنّ البيشمركة دمّرت 3 دبابات للقوّات للعراقية أثناء تقدّمها للسيطرة على معبر فيش خابور.
وفي السياق، أعلنت مصادر كرديّة مقتل مسؤول رفيع في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعّمه مسعود البارزاني، بقصف مدفعي على ناحية زمار شمال العراق.
وقال مصدر، إنّ «مسؤول فرع قضاء سنجار للحزب الديمقراطي الكردستاني، وحيد باكوزي، قُتل خلال قصف مدفعي استهدف مواقع البيشمركة في منطقة زمار» التابعة لسنجار. وأضاف المصدر، الذي تحدّث شرط عدم الكشف عن اسمه، أنّ «عنصرين اثنين من حماية باكوزي قُتلا خلال القصف».
من جهته، ذكر مصدر آخر لـ»شفق نيوز»، أنّ باكوزي قتل خلال المعارك العنيفة بالمدفعية الثقيلة التي اندلعت أمس، بين مقاتلين أكراد والقوات العراقية المتوجّهة إلى معبر فيش خابور الحدودي مع تركيا.
وقال المصدر، إنّ قصف القوات العراقية على مواقع البيشمركة في زمار، أسفر عن مقتل باكوزي مسؤول الفرع 17 للحزب الديمقراطي الكردستاني في سنجار، الذي كان يشارك في معارك صدّ تقدّم القوات العراقية.
هذا، وأكّد مصدر أمني توقّف الاشتباكات بين الجانبين في ناحية زمار شمال غربي الموصل، وسط أنباء عن وجود مفاوضات بين الجانبين.
وتسعى سلطات العراق إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي، وذلك بسيطرتها على معبر فيش خابور الحدودي مع تركيا، والواقع على تخوم محافظة دهوك الخاضعة لسيطرة السلطات الكردستانية.