مختصر مفيد بطاقة حبّ لحبيب الشرتوني

مختصر مفيد بطاقة حبّ لحبيب الشرتوني

تخيّلوا أن حبيب الشرتوني أقام الحساب لما سيفعله اللبنانيون معه من خصوم سينتقمون وحلفاء سيتقاعسون أو يستهترون ويسلّمون رقبة قضيته وفكرته وكرامة فعله المقاوم لحبل مشنقة تصوغه كلمات عاهرة ملؤها النفاق والرياء والخبث، فلا أمين الجميل وحزبه يريدون بشيراً والانتقام لبشير. وقد بلغ بينهم الخصام والتنكيل في أيام العزّ ما تندى له الجباه وتصفرّ له الوجوه، بل يكفيهم تسوية الأرض حول فكرة التعامل مع العدو التي تشاركوا فيها ولا حزب سمير حزين بتولّي الميراث والتنعّم بالمكاسب والمناصب، والآخرون يريدون تزخيم عصبية طائفية علّها تفيد في صناديق الاقتراع. فالسباق على صفة وهمية هي المثل الشرعي للمسيحيين الذين نطق حبيب الشرتوني الحكم بحق بشير بلسان مستقبلهم وتاريخهم ليبقى كعذرية مريم، ناصعاً بلا دنس، أما الحلفاء، فقد قال بعضهم طالما أن الحكم بحق غائب ولن ينالوا من حبيب فلم نتجشّم عناء مشكلة لا تبعات عملية لها، متجاهلين حجم الخراب الذي يتركه الحكم المستهدِف للفعل المقاوم من أذى، بحق فكرة المقاومة وتسويق فكرة العمالة. وبعضهم قال إن كان حليفنا يستفيد ونحن لا نتضرّر فلمَ حمل العصا بالعرض؟ وفاتهم أن الفائدة الوهمية التي تتسبّب بضرر في الفكر وإصابة للأخلاق هي أعظم الجرائم. ماذا لو وضع حبيب الشرتوني كل هذا أمامه وأحجم، وقال كما قالوا؟ ما دام لا أحدَ يريد هذا الفعل ويقدّر قيمته، فلمَ المخاطرة والتعرّض للموت وربما بعده للقتل عدا العذابات التي سيجلبها للأهل والأقارب؟ أين كنا اليوم؟ أين كان لبنان مع شارون يصول ويجول في القصر الجمهوري ورئيس أركانه يتخذّ مقرّاً له في وزارة الدفاع وأوري لوبراني يقدّم برنامجاً أسبوعياً من تلفزيون لبنان؟

بطاقة حب لحبيب تحسّب لكل هذا، وقال فليكن، إن وطني وأمتي يستحقّان كل هذه التضحية. وأقدم، فاستحـق لدى المقـاومين نهضة سلاحهم التي كان فعله أحد أسباب الروح المعنوية التي قالت إن النصـر قريب، وإن ما زرعه المحتلّ تزيله أيدي الأبطال، سيكتب تاريخ لبنان الحقيقي يوم يكون في كتـاب التـاريخ الـذي يدرسـه أطفالنـا أن بشيـر خـان بلده وأن حبيب مقاوم بطل، وأن لكلّ بشير حبيباً.

ناصر قنديل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى