زهر الخزام
زهر الخزام
في علي وعصام
ومن قماش الأساطير، فارسٌ، وأمير
ومن نسيج الملاحم، فارسٌ مقدام
وفارسٌ قادم من الزمان القادم
فارسان من غير هذا الزمان
علمان من صفوة الأعلام
توأمان جسداً وروح
ضفّتان للجروح
والروح خفق أعلام
والجسد، ما قد يصنع الأبد
من حجارة السّور، صنوان للصوّان
أسد الجبل، و«أسد اللّات»
أسد الله، هو الأسد
أسد الفرات
يا للهول الهائل
يا للمقاتل من «بابل»
وفارسٌ من أرض «آشور»
يا للبهاء، من دجلة والخابور
يمتدّ، ومن ماري إلى تل مرديخ
يأتي يمتطي صهوة التاريخ
ومن عصر «جلجامش»
لعصر «داعش»،
عصرٌ أسودٌ قاتم…
هما صنوا هذا الانتصار
على جحافل المغول والتّتار
وهما قامة النّهار، أرأيت إذا ما انهار
وصار أنهار ضوءٍ، أو غمام
نخيلاً ضارب الجذور
وخميلا وجلنار
النفس، قبس نور،
والعينان، شعلةٌ من نار
والعصر عصر الظلم والظلام
وعصر الأشباه والأقزام
يا لقامة الصمصام
يا عصام
وفيك الفصل
والخصام والفصام
ما بين الشؤم، والشآم
ولها، ولهًاً، وعشقاً، أو هيام
قد وهب ما وهب، كرمى للكرام
كيف لا، وللشام حرمة الحرم الحرام
فأيّ ثأرٍ يليق بك، وأيّ انتقام
وأنت أنت يا عالي المقام
كنت دوماً في الأمام
هو ذا عهد الإمام
وعهد الكبير
وكنت على الدّوام
تدري لا يطول بك المقام
لعلّه الحدس ربما، أو هو الإلهام
زهر الدّين والدّنيا، أيّ أيقونةٍ ما زلت
وزهر الدير، والميادين، إذا نزلت
وأنت أنت صخرة البازلت
يا للرّوح من حرير
وقوام القوام
مٍن رخام..
لك انعقد الّلواء،
ولك الوسام، والحزام
وأنت المغامر المغرم الغارم
ولأنت الحازم، الحاسم، الجازم
والعصاميّ أنت، المعصوم، والعاصم،
لم يرتو بعد من دمنا الفرات، عامراً عارم
بالموت، بالدّماء، منذ ما قبل كربلاء
لم يشبع ثراه من عظام العظام
هنيئاً للسّماء وهنيئاً للأثير
روحك الأثير يا عصام
هنيئاً كلّ هذا الحبّ، ولملكوت الرّب، زهر الخزام…
سنان حسن