انستسياديس: قمّة لبنانية ـ يونانية ـ قبرصية في نيقوسيا قريباً الحريري: نحتاج دعم المجتمع الدولي لتعزيز استقرار اقتصادنا
أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، محادثات مع الرئيس القبرصي نيكوس انستسياديس
تركزت حول تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها. وكان الحريري قد وصل إلى قبرص أول أمس، وعقد والرئيس القبرصي خلوة تمّ خلالها عرض آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات ولا سيما الاقتصادية منها. ثم عُقد اجتماع موسّع حضره مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء نادر الحريري ووزير الدفاع القبرصي كريستوفروس فوكايديس ووزير الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة جورج لاكوتريبيس وسفيرة قبرص في لبنان كريستينا رافتي وعدد من كبار المسؤولين القبارصة.
بعد المحادثات، عقد الرئيس القبرصي والرئيس الحريري مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهلّه أنستسيادس بالقول: «إن نقاشاتنا مع الرئيس الحريري كانت منتجة ومثمرة وبنّاءة جداً، وقد ناقشنا مسائل عدّة منها الطرق للمضي قدماً بتعزيز علاقاتنا الثنائية وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع لبنان، وكيف يمكن لقبرص أن تدعم تعزيز هذه العلاقات، بالإضافة إلى جهودنا من أجل حلّ شامل للمشكلة القبرصية. لقد ناقشنا التقدم الذي وصلنا إليه في العلاقات الثنائية منذ حزيران الماضي، في مجالات عدة مثل التجارة والطاقة والسياحة والتربية».
وتابع: «في إطار التعاون الإقليمي، أتطلّع لاستضافة قمة ثلاثية بين لبنان واليونان وقبرص في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، وأعتقد أنني سأتمكن من استضافة هذه القمّة بحضور الرئيس الحريري أيضاً. وقد ناقشنا أيضاً التطوّرات في المنطقة ككل، فالتذبذب الذي تعاني منه المنطقة يجعل من الاستقرار في لبنان أمراً ضرورياً. نحن نعي التحديات التي يواجهها لبنان، وقبرص مدركة للجهود المبذولة في لبنان لمكافحة الإرهاب.
وكرّر الرئيس القبرصي دعم بلاده للقوات المسلحة اللبنانية والجيش اللبناني بالتحديد، معلناً أن قبرص سوف تقدّم مساعدة جديدة للجيش اللبناني، مهنئاً لبنان على التزامه وكرم الحكومة والشعب في لبنان لاستضافة أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري، ونحن نعي تماماً الضغط الذي يشكله هذا الأمر خاصة على المجموعات الأكثر هشاشة في لبنان.
وختم قائلاً: «من المعروف جداً أنه على الرغم من الجهود المبذولة والتزاماتنا في موضوع الأزمة القبرصية، تُصرّ تركيا على الإبقاء على جيوشها على الأراضي القبرصية بما يتناقض مع القانون الدولي والقرارات ذات الصلة. ولسوء الحظ، لم تتوصّل المحادثات في هذه الأزمة إلى أي نتيجة. ولكن رغم كل ذلك، ما زالت قبرص ملتزمة بالمفاوضات من أجل حلّ شامل طبقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وقانون الاتحاد الأوروبي في هذا الخصوص. فقبرص الموحّدة يجب أن تكون دولة كاملة السيادة وتستطيع أن تستمرّ في التقدم. وهذا يصبح أهم عندما نأخذ التحديات في المنطقة بعين الاعتبار. إن الشعبين في لبنان وقبرص وقفا إلى جانب بعضهما بعضاً وتضامنا في الأوقات كافة. ونحن هنا اليوم إلى جانب بعضنا بعضاً ومصمّمون على تقوية علاقاتنا وتعاوننا والتزامنا في مواصلة العمل المشترك من أجل مصلحة بلدينا ومنطقتنا».
ثم تحدّث الحريري فقال: «إن لبنان يقدّم اليوم خدمة عامة نيابة عن المجتمع الدولي من خلال استضافة حوالي مليون ونصف المليون نازح سوري، إلا أن هذا يضع ضغطاً كبيراً على اقتصادنا وبنيتنا التحتية، لذلك نحن بحاجة إلى دعم أصدقائنا والمجتمع الدولي لتعزيز استقرار اقتصادنا وخطة الحكومة لتحقيق النمو. وهنا أنا واثق أن قبرص كصديق قديم للبنان وكعضو في الاتحاد الأوروبي، لديها دور مهم في هذا المجال».
وتابع: «لقد شكرت الرئيس انستسياديس على مساهمة قبرص الرمزية في القوات الدولية العاملة في لبنان اليونيفيل ، علماً أن هذه هي المشاركة الوحيدة لقبرص في أي مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدّة. وهذا يؤكد مرّة أخرى إيمان قبرص الراسخ بأن استقرار لبنان مهم له».
وختم الحريري قائلاً: «أكدت للرئيس القبرصي مرّة أخرى أن حكومتي ملتزمة التزاماً كاملاً بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، كما شدّد أمام الرئيس التزام لبنان بوحدة الأراضي القبرصية واستقلالها. ولقد دعونا مراراً وتكراراً للتطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، ونشجّع تعزيز الجهود من أجل الوصول إلى حل سلمي يضمن حقوق الجميع. وقد أعرب الرئيس انستسياديس لي عن التزامه بإعادة إطلاق المفاوضات لحل هذه المسألة».
وفي ختام المحادثات، أقام الرئيس القبرصي مأدبة عشاء على شرف الحريري والوفد المرافق، استكملت خلالها مواضيع البحث.