مئة عام لوعدهم تكفي… جاء وقت وعدّنا
ـ نجح المشروع الاستعماري الغربي بفرض تفتيت بلادنا وتجزئتها وإقامة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين في قلبها، وكانت إحدى المحطات الفاصلة قبل مئة عام على هذا الطريق، ما عُرف بوعد بلفور وهو الاسم الشائع للرسالة التي وجّهها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 تشرين الثاني 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وآرثر جيمس بلفور سياسي بريطاني تولّى رئاسة الوزارة في بريطانيا من 11 حزيران 1902 إلى 5 كانون الأول 1905 وكان وزيراً للخارجية من 1916 إلى 1919 في حكومة ديفيد لويد جورج عندما وجّه رسالته الشهيرة لروتشيلد.
ـ بعد مئة عام ليست القضية في طلب اعتذار من الحكومة البريطانية، ولا في لقاءات التنديد والاحتجاج، بل في إثبات أنّ الوعد الموازي والمقابل بإزالة الكيان الغاصب عن تراب فلسطين لا زال وعداً وعهداً قطعه شرفاء وأحرار الأمة ومقاوموها، وهم يواصلون وسيواصلون السير على هذا الطريق، وأنّ التذكير بوعد بلفور هو لإثبات حقيقة الطبيعة الاستعمارية للكيان الغاصب لفلسطين، ولزرع الوعي في عقول الأجيال لتعرف من هم أعداؤها الذين وقفوا وراء ضياع حقوق أمّتهم وسلبهم أوطانهم ووحدتها وسيادتها.
ـ مئة عام تكفي لوعدهم وقد جاء دور وعدنا، وعدُ المقاومة التي نجحت في تحرير جنوب لبنان والتي تواصلت في فلسطين بشعبها ومقاوميها بتحقيق الانتصارات. وهو وعد يخرج أشدّ قوة بعد النصر على الجيش الاحتياطي للمشروع الصهيوني الذي مثلته التشكيلات الإرهابية التي استهدفت سورية والعراق ولبنان، وبقوّة هذا النصر وما سينتج بعده سيكون الوعد لفلسطين بأنّ وعد بلفور لن يبصر المئة الثانية بكلّ تأكيد، فالكيان الذي وعدوا به الصهاينة يوماً، ينتظر اليوم من يعده بالحماية من الخطر الداهم، وباعتراف أصحابه أنه بات يواجه للمرة الأولى خطراً وجودياً، وأنه لا يملك في مواجهته ما يقلب الموازين ويمنحه أسباب القوة والبقاء.
وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عُرض على الوزارة وأقرّته:
«إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر».
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جيمس بلفور
صورة بلفور ورسالته لروتشيلد بالإنكليزية وترجمتها بالعربية