الملاك الثائر

عندما تذهب إلى متحفه الذي يسكن في أحضان الطبيعة اللبنانية لا يسعك سوى التأمّل برسوماته وكتاباته وحتى سريره وحقيبته الجلدية، لكلّ من هذه الأشياء معنى يحفر أثراً داخل نفوسنا. لم يكن رسّاماً ولا كاتباً ولا شاعراً بل جمع السحر والفن والكتابة في داخل روحه. عاش ثائراً على الاحتلال وأوصل فكره إلى كل العالم، فمن منزل فقير إلى العالمية. حمل أرزة بلاده عالياً ولم ينس أنه عربي. «إلى الروح التي عانقت روحي… إلى القلب الذي سكب أسراره في قلبي… إلى اليد التي أوقدت شعلة عواطفي…» كلمات أهداها إلى كل من تمرد على العادات والتقاليد القاسية التي تحيط بالمجتمع العربي، حارب من خلال كتابه «الأرواح المتمردة»، جمود الشرائع وعادات الزواج، أراد أن يحلق بالأرواح في سماء الحرية، فكما كان حالماً بواقع مغاير. كانت كتبه بمثابة المرآة التي تكشف جوهر مؤلفها، وتعبر بالحلم إلى الواقع وتحاول تحريكه. ما طالب به جبران منذ أكثر من مئة عام لا نزال نطالب به اليوم. وفي ذكرى وفاته نقول له لبنانك ليس لبنان اليوم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى